دعت الحكومة اليمنية مجلس الأمن الى عدم اصدار قرارات من شأنها تعقيد الازمة في البلاد، وذلك في اعقاب طرح الملف اليمني امام الهيئة الدولية وسعي الدول الاوروبية الى استصدار قرار يدعو الرئيس علي عبد الله صالح الى التنحي. ونقلت وكالة الانباء اليمنية عن مصدر مسؤول في الحكومة قوله ان هذه الاخيرة تأمل في ان "يتعامل مجلس الأمن مع الازمة اليمنية من منطلق الحرص على ايجاد الحل لها وعدم اتخاذ أي قرارات تزيد من تعقيداتها". ودعا المصدر مجلس الامن "الى العمل على تقديم الدعم التنموي والاسهام في معالجة الأوضاع الاقتصادية التي تعاني منها اليمن نتيجة الأزمة السياسية". واضاف ان الرئيس صالح "يعمل منذ عودته إلى اليمن مع كافة الاطراف على التهدئة ووقف كافة أشكال العنف وازالة المظاهر المسلحة من عواصم المحافظات والدفع نحو توقيع اتفاقية آلية التنفيذ للمبادرة الخليجية". وأكد مجددا ان الحكومة اليمنية ملتزمة بهذه المبادرة التي تنص على نقل السلطة الى نائب الرئيس واطلاق مرحلة انتقالية. وكان مجلس الامن بحث الثلاثاء الازمة اليمنية وسط مطالبات من قبل المتظاهرين في صنعاء بتدخل الاسرة الدولية لدفع صالح الى التنحي. وعرض مبعوث الاممالمتحدة الى اليمن جمال بن عمر تقريرا امام مجلس الامن حول الوضع في البلاد وحول الجهود المبذولة لانهاء الازمة المستمرة منذ كانون الثاني - يناير الماضي. وطرحت بريطانيا والدول الاوروبية الاخرى في مجلس الامن مشروع قرار حول اليمن يتوقع ان يعرض على الدول الاعضاء في الايام المقبلة. وقال السفير الالماني في الاممالمتحدة بيتر فيتيغ "نريد ان يكون المجلس نشطا وان يطلب من الرئيس صالح التوقيع والقبول بمرحلة انتقالية اقترحها مجلس التعاون الخليجي". واضاف امام الصحافيين "آن الأوان للتحرك". وكان مجلس الامن تبنى اعلانا الشهر الماضي يدعم مبادرة مجلس التعاون الخليجي. لكن تبني قرار سيكون له وزن سياسي اكبر لإقناع الرئيس صالح. من جانبه اعتبر حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم في اليمن امس اللقاءات التي عقدها كل من الرئيسين الجنوبيين السابقين حيدر العطاس وعلى ناصر محمد في العاصمة المصرية القاهرة مع أمين جامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي "بأنها تهدف إلى تفتيت الوحدة اليمنية". وقال الحزب في بيان نشره على موقعه الالكتروني إنه "يفترض بالمنظمات العربية والدولية وفي المقدمة جامعة الدول العربية أن تكون حريصة على وحدة الدول العربية واستقلالها، وألا تتيح المجال أمام كل من يسعى إلى المساس باستقرارها وأمنها، واليمن واحدة من هذه الدول". وأضاف ان "فتح المجال أمام مثل هؤلاء الأشخاص من شأنه أن يوحي برسائل مغلوطة تحاول تلك العناصر استغلالها لتنفيذ مخططاتها التآمرية التي لا تتوافق سوى مع نزعاتها الذاتية، ولا تتفق مع مصلحة الشعب اليمني ولا اليمن الموحد وأمنه واستقراره". وقال البيان "إن تلك العناصر تحاول الترويج لنفسها من خلال السعي لتشويه صورة اليمن في الخارج عبر المعلومات المضللة والمغلوطة، وتحقيق مخططاتها ونزعاتها الانفصالية التي تستهدف تمزيق اليمن مرة أخرى". وتابع" الشعب اليمني حسم أمره فيما يتعلق بالحفاظ على وحدة الوطن كمكسب لكافة أبناء الشعب، وهو الذي سيحافظ عليها في وجه أية مؤامرة تستهدفها كما فعل ذلك في الماضي". وكان كل من الرئيسين الجنوبيين السابقين ناصر والعطاس التقيا الثلاثاء الماضي الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي وبحثا معه آخر مستجدات الأوضاع في اليمن بمختلف أبعادها وجوانبها السياسية والاجتماعية والاقتصادية. وكان اليمن توحد بشقيه الشمالي والجنوبي في مايو- ايار 1990، لكن سرعان ما قامت حرب أهلية صيف 1994 بين الشمال والجنوب انتهت بخروج قيادات الجنوب الى المنافي. وتطالب حركة احتجاجية جنوبية "الحراك الجنوبي" منذ مارس-آذار 2007 بعودة دولة الجنوب السابقة وتنادي بالانفصال عن الشمال بقيادة الرئيس علي عبد الله صالح.