عاد نبض الحياة أمس إلى مدينة الحجاج بمطار الملك عبدالعزيز الدولي، لتبدأ قوافل ضيوف الرحمن في رحلات المغادرة المجدولة، والتي تبدأ برحلات محدودة لدول مجلس التعاون الخليجي. وقال مصدر مسؤول في مدينة الحجاج: إن جميع القطاعات الحكومية والهيئات والشركات العاملة في المدينة، قد أكملت جاهزيتها وانطلقت في خطة المغادرة، ومن المتوقع أن تشهد المدينة نهاية الأسبوع الجاري توافد الآلاف من الحجاج الراغبين في العودة إلى بلادهم حسب الجدولة لرحلات المغادرة. وأوضح مساعد مدير عام الخطوط السعودية التنفيذي للعلاقات العامة عبدالله الأجهر: «أن «السعودية» بالتعاون مع كافة الجهات المعنية بخدمات الحجاج ومن بينها وزارة الحج والهيئة العامة للطيران المدني وإدارة الجوازات تحرص على التنسيق المتكامل لإيصال وشرح كافة التعليمات إلى الحجاج بهدف خدمتهم بكل يسر وسهولة وضمان تنفيذ الخطة التشغيلية لنقل الحجاج في مرحلة العودة وفق المعدلات المستهدفة والتي حققت نجاحا متميزا في مرحلة القدوم ونأمل بإذن الله أن يكتمل هذا النجاح في مرحلة المغادرة حتى تتوافق هذه الجهود مع ما توفره قيادتنا الرشيدة -رعاها الله- من فائق الرعاية والاهتمام بحجاج بيت الله الحرام». وأكد الأجهر أنه وبالاستغلال الأمثل لإمكانات مطاري الملك عبدالعزيز الدولي بجدة والأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي بالمدينةالمنورة، سيتم تقديم أفضل الخدمات التي تفضي إلى تسهيل إجراءات تفويج المسافرين من الحجاج والزوار سواء على متن الطائرات أو في كافة مرافق الخدمة، منوها أن أكثر الوجهات التي تم التشغيل إليها محطات إندونيسيا وماليزيا والهند وبنغلادش والمغرب وتركيا. وأشار الأجهر إلى أن المعدلات التشغيلية التي سيتم تحقيقها خلال فترة الذروة لتفويج الحجاج في مرحلة المغادرة تعكس بمشيئة الله مدى الجهود المبذولة من منسوبي «السعودية» والذين يبذلون أقصى ما في وسعهم لتطبيق الخطة الاستراتيجية الخاصة بهذا الموسم الذي يشهد كثافة متزايدة في حركة السفر، منوها أن عدد الركاب الذين ستنقلهم الخطوط السعودية من محطتي جدةوالمدينةالمنورة يبلغ 557 ألفا و234 راكبا مقارنة ب 581 ألفا و599 راكبا خلال الفترة المقابلة من العام الماضي بانخفاض بلغ 24 ألفا و 365 راكبا ونسبة 4 %، وذلك على متن 1491 رحلة مقارنة ب 1715 رحلة خلال ذات المدة من العام الماضي بانخفاض بلغ 224 رحلة بنسبة بلغت 1.3 %. وأضاف الأجهر أن الخطة تضمنت كذلك عمليات مناولة أمتعة الحجاج والذي من المقرر أن تتم في زمن قياسي، حيث سيتم قبول أكثر من 637300 قطعة عفش من منطقة إنهاء عفش المجموعات فيما تم تأمين 507 عمال من الشركة السعودية للخدمات الأرضية داخل منطقة تحميل الأمتعة للقيام بمهام تنظيم العفش في الحاويات ومن ثم تحميله في مخازن الطائرات. من جانبه أوضح مدير مراكز المراقبة الصحية بمطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة عبدالغني المالكي، أن مدينة الحجاج فتحت أبوابها للمغادرين من الحجاج أمس الأول، مؤكداً أن الخدمات الطبية التي تعطى للحجاج المغادرين، تتمثل في العلاجية البسيطة، وعند وجود حالات مرضية تستدعي التنويم يتم نقلها إلى المستشفيات. وأوضح أن خطة دعم المراكز وصالات مدينة الحجاج بكوادر طبية وفنية من مختلف التخصصات، بلغ عددهم نحو 625 موظفا وموظفة، مهمتهم تقديم الخدمات الصحية لضيوف الرحمن. وأضاف المالكي: «استعداداتنا متكاملة لموسم الحج لهذا العام بناء على الخطة التشغيلية المعتمدة، وبدأنا تكثيف العمل منذ بداية شهر ذي القعدة في مركز المراقبة الصحية بمدينة الحجاج، وكذلك في صالات المطار، وبدأنا تهيئة وتجهيز المركز بعد انتهاء موسم العمرة مباشرة». وأضاف أن المركز يعتبر من أهم مراكز المراقبة الصحية بمطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة، ويستقبل الحجاج والمعتمرين، وتبذل الوزارة جهودا حثيثة في توفير جميع الأجهزة الطبية الحديثة والإمكانيات التي تسهم في خدمة وراحة الحاج والمعتمر كل موسم، كما أن المركز الصحي مزود بأجهزة حديثة ومتطورة، ومتوفر به الأدوية المطلوبة، والتحصينات اللازمة. وبين أن المركز الطبي بمدينة الحجاج يقدم الخدمات الصحية والطبية بنوعيها الوقائي والعلاجي بدءا من التحصينات والتطعيمات مرورا بالتوعية والتثقيف الصحي للحجاج والعاملين بالمنافذ ووصولا إلى تقديم الرعاية الطبية للمرضى وكبار السن من ضيوف الرحمن، أما بالنسبة للأعداد التي يتم تكليفها للعمل بالمطار خلال موسم الحج في كل عام فما هي إلا جزء بسيط من الكوادر الصحية التي تعمل على مدار الساعة لخدمة الحجيج في كافة المرافق الصحية في جدة، إذ أن جميع العاملين بصحة جدة مستنفرون للخدمة منذ قدوم أول حاج إلى المملكة وحتى مغادرة آخر حاج بسلامة الله إلى بلاده. وتابع، طبقنا على الحجاج القادمين بعض الاحترازات، ففي حال اكتشاف أي حالات مرضية معدية أو وبائية، يتم الإبلاغ فورا عنها للوزارة ممثلة في وكالة الطب الوقائي، ومن ثم منع دخولها واختلاطها، علما بأننا لم نكتشف أية حالة وبائية. وبين أن الحالات المرضية التي تصل المركز وتستدعي بعد الكشف التنويم، تحال إلى مستشفيات الوزارة وهي بدورها تتولى علاجها وتذليل جميع الصعوبات للحاج والمعتمر، حسب توجيهات خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد بعلاجهم على نفقة الدولة، مشيرا إلى أن أهم الصعوبات التي تواجه العاملين في المركز، تكمن في ضعف التوعية لدى الحجاج والمعتمرين من حيث إجراء الاشتراطات الصحية المطبقة والمعتمدة من منظمة الصحة العالمية. وذكر المالكي أن الاشتراطات الصحية التي وضعتها وزارة الصحة لهذا العام، في مجملها تمنع دخول الفيروسات والأمراض المعدية من الدول الراغبة في الحج، ووكالة الطب الوقائي في وزارة الصحة تعمم بشكل دوري عن أي مستجدات تحدث لأية دولة موبوءة، ومن لا يحمل شهادة تطعيم ضد الحمى الشوكية سارية المفعول أو كان تطعيمه أقل من عشرة أيام أو أكثر من ثلاث سنوات فهو مستهدف بالعلاج الوقائي. وأكد مدير مراكز المراقبة الصحية بمطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة، تطبيق كافة الاشتراطات الصحية على الحجاج القادمين للمملكة من الدول ذات الوبائية العالية لبعض الأمراض، من خلال العديد من الإجراءات من ضمنها التأكد من التطعيم المسبق للحجاج في بلدانهم قبل القدوم وحصولهم على شهادات التطعيم الدولية للحمى الصفراء والحمى المخية الشوكية، مع إعادة تطعيم غير المطعمين أو صرف العلاج الوقائي لهم وتقديم الخدمات الإسعافية والعلاجية الطارئة للحجاج، كذلك معاينة المواد الغذائية بصحبة الحجاج والتأكد من صلاحيتها، وفسح الأدوية التي بصحبة الحجاج، والتنسيق مع المحاجر البيطرية التابعة لوزارة الزراعة لمنع دخول الحالات المرضية من الحيوانات والطيور المستوردة بجميع أنواعها.