عادت الطفلة ندى إلى أحضان والديها بعد عشر ساعات من فقدانها في مشعر مزدلفة عاشتها الأسرة المكونة من الأب والأم وثلاث بنات في خوف وقلق وترقب قبل أن تتمكن جمعية المرشدات السعوديات بمشعر منى من جمع شملهم مجددا. يقول والد «ندى» وابتسامة الفرح تعلو محياه «فقدت ابنتي في مشعر مزدلفة عند الساعة الثانية عشرة بعد منتصف الليل، همت على وجهي في أرض مزدلفة أبحث عنها رافعا صوتي باسمها بين سيل من البشر، أتجه تارة يمينا وأخرى يسارا على أمل أن يجيبني أحد برؤيتها، كانت كل دقيقة تمضي تزيد معاناتي وأسرتي.. كيف سنجدها بين جموع الحجيج، وكل ما قابلني رجل أمن أبلغه بفقدان ابنتي ذات الستة أعوام، كانوا يستقبلونني بصدر رحب ويهدئون من روعي». وزاد «لم أذق طعما للنوم أو الراحة خلال تلك الساعات المريرة، كوني لم أجدها حتى بعد خلو مزدلفة من الحجاج وكأن الأرض قد انشقت وبلعتها، بقينا على هذا الحال حتى تلقيت اتصال العمر.. إنه صوت صغيرتي ندى تتحدث من مركز إرشاد الأطفال التائهين في منى، على فور اتجهت إليهم لأجدها بين أحضان الأيدي الناعمة الحانية، وقتها سجدت شكرا لله، وشكرت العاملين والعاملات في المركز». تقول مها فتيحي رئيسة مرشدات المملكة ومركز الأطفال التائهين في المشاعر المقدسة «المرشدات يخضعن لدورات تدريبية لمدة عام كامل في معلومات لتأهيل القياديات، وفي برنامج استقبال ورعاية الأطفال خلال موسم الحج كجزء من برنامج خدمة ضيوف الرحمن، لمساعدة الأطفال التائهين، وهدفنا هو إيجاد مكان آمن يلجأ إليه الأطفال التائهون». وأضافت «تشارك في هذا العمل 16 سيدة وفتاة، منهن 12 قائدة و4 مرشدات، إضافة إلى أخصائية نفسية للتعامل مع نوبات الخوف التي قد تنتاب الأطفال عنما يكونون بعيدين عن أهاليهم، وبمجرد وصول الطفل إلى المقر يتم تدوين اسمه وجنسيته وعمره ومواصفات ملابسه، ومن ثم تبليغ الأجهزة الأمنية».