عيسى طفل أفريقي تائه فقد أمه في المشاعر المقدسة لكنه وجد نفسه أمام 12 أماً ومربية بادلنه الحنان وفرشن له الأرض وردا وحبا ومشاعر تفيض بالحب والإنسانية، وأصبح عيسى منذ دخوله لمركز التائهين في مشعر منى يوم السادس من ذي الحجة أقدم تائه استقبله مركزا إرشاد التائهين في مشعر منى وصعيد عرفات التي تقع تحت إشراف مرشدات سعوديات يعملن في حضانة ورعاية الأطفال التائهين لأول مرة في تاريخ الحج، ورغم مضى خمسة أيام على فقده لأسرته إلا أنه لم يعد يكترث بموعد عودته إلى أسرته كونه حاضرا في قلوب المرشدات وعلى مقربة من كل فتاة وسيدة تعمل على خدمة الأطفال التائهين، «عيسى» لم يكن الطفل التائه الوحيد بل كان ضمن قائمة بلغ عددهم 15 تائها من الجنسين أستطاع المركز إعادة خمسة أطفال تائهين إلى أسرهم بينما لا تزال البقية في رعاية المرشدات اللائي تولين إطعامهم وكسوتهم والسهر على راحتهم. رصدت «عكاظ» العمل الإنساني الذي تقدمه مرشدات جمعية الكشافة السعودية برئاسة مها فتيحي حرم وزير العمل المهندس عادل فقيه التي سارعت إلى العمل في رعاية الأطفال التائهين بتكليف من صاحب السمو الأمير فيصل بن عبدالله وزير التربية والتعليم ورئيس جمعية الكشافة السعودية، وبمشاركة 12 قائدة ومرشدة كشفية نذرن أنفسهن للعمل التطوعي في الحج. وأوضحت مها فتيحي أن وزير العمل رحب بالفكرة وقال «هذه أسمى خدمة لإكرام ضيف الرحمن» وشجع ابنتنا «ملك» لمشاركتي هذا العمل الإنساني، وأضافت رفضت أداء مناسك الحج مع الأسرة إذ كلفني وزير التربية والتعليم بهذه المهمة، وأضافت فتيحي «إن دور مركز رعاية الأطفال التائهين يتولى تخفيف حالة الذعر التي تعترى الأطفال حال فقدهم لأسرهم وتبديل ملابسهم ومتابعة حالاتهم الصحية وتقديم الألعاب والطعام، إضافة إلى تصوير التائه ووضع صورته على موقع جمعية الكشافة السعودية.