بإرادة خارقة وإدارة حاسمة، نظر أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس لجنة الحج المركزية صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل قبل 66 شهرا صوب حلمه «حج منظم وميسر»، وكانت المسافة بين تحقيق الحلم وبلوغ المراد مكتظة بالعوائق والتحديات لكن مشهد يوم التروية ووقفة عرفة أمس كان خير شاهد على أن النجاح حليف كل جهد متواصل ومتقن، حيث يعد موسم حج هذا العام واحدا من أكثر المواسم انسيابية وحركة وتوفيرا للخدمات على كافة الأصعدة. لذا اختزل الأمير خالد الفيصل ل«عكاظ» ال66 شهرا التي أمضاها في إدارة شؤون الحج وإمارة منطقة مكة بالقول «تحقق الحلم وبدأنا المشوار الطويل بخطوة صحيحة فالحج الصحيح يبدأ بالتصريح»، هكذا ردد أمير الحج حديثه وهو يشكر «عكاظ» على تغطياتها الواسعة في الحج لتوعية القراء بأهمية الالتزام في الحج بالنظام، الأمير الذي توشح الإحرام ووقف يرصد خطوات ضيوف الرحمن ما بين الحرم المكي ومنى وعرفات، تبسم في حديثه لنا وهو يقطف ثمار جهد سنوات مضت ويرى الحلم واقعا «الحج نظام وصناعة، كانت أحلام تراودنا وصارت واقعا ملموسا، كنا نعاني العشوائية وبتنا على أبواب صناعة حج حقيقي نقدم فيه خدمات خمسة نجوم لأعز ضيوف وكنتم شركاء معنا خطوة بخطوة». صافحنا أمير الحج وهو يردد «شكرا لكم».. تحرك قليلا ثم توقف مواصلا حديثه ل«عكاظ» بمقر إمارة المنطقة في مشعر منى، وقف بعد حديث مطول في مؤتمر صحافي، ليؤكد أن ثمة شراكة حقيقة بين الإعلام وقطاع الحج. وقال سموه «لا بد من تعاون الجميع وتكاتف الكل لخدمة ضيوف الرحمن، كلنا شركاء لذا أشكركم على عطائكم المميز هذا العام في نقل تعليمات الحج، كنتم ولازلتم على قدر من المسؤولية ولهذا سنتذوق طعم النجاح معا، ربما لم نصل لما نريد لكن حققنا جزءا من الحلم الذي كان دربا مليئا بالأشواك فتجاوزناه بالإرادة والإدارة وسنكون في الصدارة». الأمير خالد الفيصل الذي قضى ستة أعوام لم تكن عجافا في تنظيم الحج، قاد فريق عمله صوب النجاح وهو يتكئ على حقيبة إدارية تحمل خبرات تراكمية لأربعة عقود من الزمن في «الإمارة والإدارة» استقى أمير الحج أجندة التحضير باكرا لأكبر مؤتمر وتجمع عالمي في تظاهرة الحج الكبرى حيث بدأ منذ موسم الحج المنصرم في الرفع بالمطالبة بسن قوانين الحج لتكون شعار هذا العام «الحج الصحيح يبدأ بالتصريح» وذلك بعد سلسلة لقاءات، فالتخطيط للحج لا يرتبط بزمن محدد في فكر أمير مكة، ظل الحقبة التي تقلد خلالها زمام قيادة مكةالمكرمة كحاكم إداري لها، يخطط، يناقش، ينفذ ثم يشرف ويتابع ميدانيا متسلحا بفكر التنوير والتوعية ويرفع رؤية «الحج عبادة وسلوك حضاري» رافضا التساهل مع كل من يحاول اختراق الأنظمة في الحج وهو يطلق «الحج نظام» حتى تردد صدى كلماته في كافة أرجاء الوطن «لن نتهاون مع كل مقصر أو متلاعب بحقوق ضيوف الرحمن ولابد أن نتجاوز مرحلة العاطفية». إن أمير الحج بحنكته الإدارية ورؤيته لإدارة فريق عمل الحج جعلته قريبا من الجميع، فهو يرى نفسه خادما «لأغلى ضيوف» منفذا توجيهات خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين. فلسفته الإدارية أن يكون على مسافة واحدة من الجميع، القائد والموظف، ولهذا يؤمن بأن الموظف التنفيذي الذي يباشر تقديم الخدمة للحجاج يتساوى مع القائد وبهذا وقف في منى أمس مشرفا على الحج.