يضع صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة ورئيس لجنة الحج المركزية اليوم الحملة التوعوية التثقيفية «الحج عبادة وسلوك حضاري» في حيز التنفيذ. مستبقاً بذلك البدء الفعلي لمناسك الحج ومتأهباً مع 30 جهة حكومية وخاصة لإعطاء الموسم المقبل صبغة التنظيم والخلو من المظاهر السلبية والارتقاء بالسلوك. تهدف الحملة التي حققت نجاحات لافتة في العامين الماضيين إلى الالتزام بالتعليمات الخاصة بالحج، عدم تأدية الشعيرة إلا بتصريح، تكثيف الحملات على المتخلفين، وتنفيذ حملات المراقبة والمتابعة على أصحاب المؤسسات الوهمية المنظمة لخدمات الحج والعمرة دون أن يكون لديها تصريح لمزاولة النشاط من قبل وزارة الحج. يعد برنامج الحملة الوطنية الإعلامية لتوعية ضيوف الرحمن تفعيلا للمرتكز الثاني في استراتيجية تنمية منطقة مكة الهادف إلى الارتقاء ببناء إنسان المنطقة ليتحقق على يديه النهوض بمستوى خدمات ضيوف الرحمن ليبلغ وصف «القوي الأمين». ويشترك في تنفيذ الحملة: «الحج، الثقافة والإعلام، الشؤون البلدية والقروية، البترول والثروة المعدنية، الصحة، الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، التربية والتعليم، التجارة والصناعة، الأمن العام، الدفاع المدني، الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام، أمناء الأمانات، أعضاء مجلس منطقة مكة، ممثلو شركات الاتصالات، الخطوط الجوية السعودية، هيئة الهلال الأحمر السعودي، رؤساء مؤسسات الطوافة، وشركات حجاج الداخل». وأبلغ «عكاظ» وكيل إمارة منطقة مكةالمكرمة ورئيس اللجنتين التحضيرية والتنفيذية في الإمارة الدكتور عبد العزيز الخضيري، أن حملة الحج عبادة وسلوك حضاري تحمل جانبين توعوي وتحذيري وترتكز على الابتسامة وحسن التعامل بما يحقق الرؤية المثلى لأمير المنطقة في تقديم خدمة مميزة ذات طابع حضاري. وقال الخضيري عشية إطلاق الحملة «بدأنا في الجانب التوعوي عبر حملات إعلانية توعوية تركز على مفهوم التعامل الراقي مع ضيوف الرحمن من قبل العاملين في القطاعات المختلفة، وأشعنا فيه مفاهيم الابتسامة وحسن التعامل والاستقبال، وهذه هي روح الحملة، فقد ركز الأمير خالد الفيصل على ضرورة أن تكون الابتسامة هي القاسم المشترك بين كافة العاملين». وأضاف «أما المرحلة الثانية في هذه الحملة فترتكز على معالجة بعض الظواهر السلبية التي تشوه أداء الجهات المعنية بخدمة ضيوف الرحمن، ومن تلك الظواهر التي تشكل هاجسا لنا مسألة الحجاج غير النظاميين وهم وراء ظاهرة الافتراش المزعجة، وبعد التدارس والبحث تبين أن الخدمة في السابق كانت تنخفض بنسب مرتفعة، وذلك لأن التخطيط لعدد محدد ومعلوم من الحجاج المتوقع قدومهم إلى المشاعر، إذ تم وضع الخطط والضوابط الكفيلة بخدمتهم على مستوى راق، ولكن في حال المفاجأة بالنسبة للمنظمين للحج سواء في الشركات أو القطاعات الحكومية فإن العدد هو ضعف ما خطط له بسبب وجود الغالبية من الحجاج غير النظاميين، لذا فإن الخدمة ستنخفض جودتها هنا إلى أكثر من 50 في المائة». وبين وكيل إمارة منطقة مكةالمكرمة رئيس اللجنتين التحضيرية والتنفيذية، أنه تم طلب دراسة مسببات الحج غير النظامي منذ عامين وخرجت الدراسة بعدة مسببات، أبرزها ارتفاع كلفة الحج «وهذا ما دفعنا إلى التنسيق مع وزارة الحج للخروج بحل جذري لهذه المشكلة، وبالفعل وصلنا إلى حل مناسب تمثل في الحج المنخفض الكلفة، حيث أطلقت الوزارة هذه التجربة العام الماضي ولقيت نجاحا ملموسا وفي هذا العام انضمت قرابة 30 شركة حج في هذا البرنامج». وذهب الدكتور الخضيري في حديثه صوب مشكلة النقل وقال «ومن المشاكل التي نعاني منها في موسم الحج مشكلة النقل العشوائي، لذا عمدنا إلى المطالبة باقتصار النقل على وسائل النقل العام كمشروع قطار المشاعر، وكذلك سيشهد هذا العام تطبيق المرحلة الثالثة من الحركة الترددية في المشاعر المقدسة». وزاد «الأمر الإيجابي أن العمل المهني المنظم لابد أن يترك آثاره الإيجابية على سلوك الناس وتجاوبهم مع جهود الدولة وتطلعاتها، لذا فإن المخالفات التي كانت تعوق الجهود في الحج أخذت في التراجع، فالعام الماضي شهد تطبيق قرار منع دخول المركبات الأقل من 25 راكبا إلى المشاعر المقدسة لأول مرة، وهذا قاد إلى منع دخول أكثر من 57 ألف مركبة». لافتا إلى أن قرار المنع ودخول مشروع قطار المشاعر إلى حيز الخدمة في هذا العام، سيسهمان في حل مشكلة جميع أنواع الاختناقات المرورية والتلوث الذي يحدثه الاختناق، وسيخففان من حجم أعطال المركبات ويساعدان على تسهيل حركة السير وانتقال الحجاج بسهولة بين المشاعر، كون الطرق ستصبح فسيحة بعد تطبيق قرار المنع على المركبات وفقا لقرار المنع الصادر من لجنة الحج العليا. من جانبه أكد ل «عكاظ» رئيس لجنة مكافحة الظواهر السلبية في إمارة منطقة مكةالمكرمة الدكتور صلاح صقر، أن لجنته كثفت من جهودها هذا العام لكبح جماح الظواهر السلبية والحد منها من خلال فريق عمل ميداني مؤهل ومتكامل يشارك فيه نخبة من 11 جهة حكومية بما يتوافق مع أهداف حملة «الحج عبادة وسلوك حضاري» ويمنع وجود ظواهر سلبية في المنطقة المركزية تؤثر على ضيوف الرحمن أو تعيق من حركتهم وطمأنينتهم خلال موسم الحج.. وقال صقر «كثفنا في هذا العام جهودنا الهادفة إلى منع أية ظاهرة سلبية مزعجة لضيوف الرحمن كالباعة الجائلين والمتسولين، وحيث إن لجنة مكافحة الظواهر السلبية هي الذراع التنفيذي لإمارة المنطقة للحد من تلك الظواهر السلبية، فقد عمدنا إلى تنفيذ خطة عمل تتوافق مع الحملة التوعوية التي تطلقها الإمارة بما يضمن تحقيق الرؤية الشاملة التي تصب في مصلحة ضيوف الرحمن، فالمتأمل لحملة إمارة المنطقة يدرك تماما أن عملنا في لجنة مكافحة الظواهر السلبية هو جزء من تلك الحملة، فالسلوك الحضاري سواء لضيوف الرحمن أو العاملين في خدمتهم مطلب مشترك للجميع». وأشار رئيس لجنة مكافحة الظواهر السلبية في إماة منطقة مكةالمكرمة إلى أن العامين الماضيين شهدا انخفاضا ملموسا في الظواهر السلبية التي كانت تعج بها المنطقة المركزية. مرجعا ذلك إلى «الجهود المبذولة من كافة الجهات العاملة وكذلك النتائج الإيجابية التي حققتها حملة الحج عبادة وسلوك حضاري، حيث ارتقت ثقافة القادمين إلى مكة و العاملين في خدمة ضيوف الرحمن بما حملته هذه الحملة من جوانب متعددة تخدم قطبي المعادلة في هذا الأمر».