عندما التقيت مجموعة من حجاج بنغلاديش للحديث عن رحلتهم وعن كيفية وصولهم إلى المشاعر المقدسة لم أجد شخصا يكون حلقة وصل بيني وبينهم ويترجم مشاعرهم وانطباعاتهم باللغة البنغالية إلا أحد عمال النظافة في منى حيث اضطررت إلى الاستعانة به وعلى الفور قام بالترجمة لأبناء جلدته ورحبنا بهم وباركنا لهم وصولهم وكان السؤال الأول: هل هي حجتهم الأولى أم سبقها حج من قبل؟ فتحدث أحدهم ويدعى بدر الزمان قائلا هذه رحلتنا الأولى إلى المملكة وحجتنا الأولى، والحمد لله أن تحققت أحلامنا بعد طول عمر»، أما صديقه عبدالرؤوف فقال: لم نشعر بالغربة منذ وصولنا بل العكس وجدنا كل ترحيب منذ وطئت أقدامنا المطار حتى وصلنا إلى مكة والحمد لله وجدنا ما حدثنا به الكثير من أبنائنا وإخواننا الذين يعملون من قبل في المملكة من تطور وخدمة لضيوف الرحمن في الأعوام الماضية وكذلك التوسعة التي تمت في الحرم المكي الشريف. كما قال زميلهم الثالث أسد صادق: كنت أمني نفسي منذ كنت شابا أن أزور مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة وبما أنني الآن وسط المشاعر المقدسة فإنني لا أصدق نفسي. ولم يتمالك نفسه وأجهش بالبكاء فرحا بوصوله إلى المشاعر، فقاطعه مرافقهم الرابع أنور إسحاق مياه الذي أكد أنهم مسرورون بما رأوه وبما شاهدوه من تسهيل وتيسير في الخدمات وقال: إننا عازمون إن شاء الله لزيارة المدينةالمنورة ومشاهدة قبر الرسول بعد أداء فريضة الحج إن شاء الله. كما أكد أنور مياه أن أبناء جلدتهم المنتشرين في المشاعر المقدسة وفي المطارات وغيرها قد ساعدوهم وذللو لهم بعض الصعاب وكيفية التخاطب مع المواطنين كما أنهم يترجمون ما يصعب عليهم.