تحتاج بعض المهن إلى مواصفات شخصية وبنيوية متميزة نظرا لما تتطلبه من بذل جهد كبير لتحقيق النجاح المنشود، كمهنة مندوبي المبيعات والتسويق، إذ تفرض على شاغلها أن يكون حسن المظهر، أنيقا، لبقا، ليمتلك القدرة على إقناع العملاء وترويج بضاعته. ويواجه المندوب ضغوطات كبيرة من الشركة التي يعمل بها لتحقيق «التارقيت» أو نسبة البيع المفترضة، والتي عادة ما تكون مرتفعة جدا، حتى تؤهله للبقاء على رأس عمله، فيما يواجه من جهة أخرى ضغوطات أخرى من العملاء الذين يعتقدون أن المندوب يسوق عليهم بضاعة مقلدة أو فاسدة، ويكرس المندوب ذلك بإلحاحه المتزايد على العميل بشتى الطرق، فيما يظل هاجس العميل أن «لو فيها خير ما عافها الطير»، ما يجعل العميل يفضل شراء السلعة من مصدرها مباشرة حتى لو كلفه ذلك زيادة في السعر، نتيجة انعدام الثقة بين المندوبين والعملاء. عدد من مندوبي المبيعات والتسويق تحدثوا ل «عكاظ» عما يواجهونه من مشاق وصعوبات نتيجة هذه الضغوطات المزدوجة إن كانت من الشركات أو العملاء، ويقول علي محمد «مندوب أدوية» تكمن مشكلة مندوبي الأدوية في انعدام ثقة المستشفيات بنا، لاعتقادهم بوجود علاقة بين المندوب والطبيب تدفع الأخير إلى طلب الدواء، ووصفه للمريض، حتى وإن لم يكن في حاجته، وهذا ظن لا أساس له من الصحة يعتقده بعض أصحاب المستشفيات الخاصة لمنع تعامل الطبيب مع مندوب الأدوية بشكل مباشر، وبالتالي تتفق المستشفيات مع شركات الأدوية لتوريد أدوية بسعر أرخص دون النظر إلى فعاليتها. ويضيف علي: وفي هذه الحالات تمنع المستشفيات المندوب من مقابلة الطبيب، فاضطررت إلى زيارة الطبيب بصفتي مريض لأعرض عليه الأدوية الجيدة، بدون طرق ملتوية، وإذا اقتنع الطبيب يطلب من إدارة المستشفى بسرعة توفير الدواء، فيطلبه مدير المشتريات في المستشفى، فأبيعه بالسعر المحدد. أما لؤي فؤاد فيعمل مندوبا للأواني المنزلية، مشكلته الكؤود في عدم ثقة العملاء في البضاعة بسبب أنه يبيعها متجولا على سيارته، فيما تختلف نظرتهم لنفس السلعة في المحلات التي تبيعها بأسعار مضاعفة، وذلك لظنهم أن أغلب مندوبي المبيعات غشاشون، مضيفا: قررت أن أبيع بضاعتي إلى محلات بيع الأواني المنزلية نفسها وبسعر الجملة، فاستفدت من تصريف البضاعة وبربح جيد، فأصحاب المحلات ييبعونها بأسعار مضاعفة في ظل غياب حماية المستهلك. ولايشعر سالم أحمد «مندوب لشركة مناديل» بأي مشكلة، حيث أصبحت سلع المحلات تضاف عليه نصف ريال، وذلك بسبب ما يسمى «تحريك العملة المعدنية»، فأصبح العميل يكسر حاجز النصف ريال بعلبة مناديل، ما زاد مبيعاته وأرباحه مؤكدا أن النصف ريال حل أغلب المشاكل، مؤكدا أن تجارة المناديل لم تكن رائجة في السابق سوى في فصل الشتاء، حيث ينتشر الزكام فيضطر الناس إلى شراء المناديل، لافتا أن تجارته تلقى منافسة شرسة من مندوبي «اللبان».