في ظل توسع دائرة الشركات الوطنية لتصنيع وإنتاج الأدوية، الا أن هناك فجوة واضحة لعدم تحقيق أهدافها المنشودة بكل سهولة تحقيقاً لراحة المريض، وأصبحت الأدوية هاجسا يسيطر على عقول المواطنين والمواطنات، حتى بات قلقه أكبر من معاناة المرض نفسه، وعلى الرغم من قطع دول مجلس التعاون الخليجي عامة والمملكة خاصة أشواطا كبيرة في التقدم الصحي خلال الاعوام الماضية، إلا ان تشجيع القطاع الخاص على الاستثمار حال دون ذلك، نتيجة دخول كم هائل من الشركات الإقليمية والعربية والأجنبية، سباق التنافس من أجل نيل حصة من كعكة الأسواق الخليجية، المنتج المحلي يغطي 25 بالمائة من احتياجات المملكة من الدواء ( تصوير : مرتضي بو خمسين ) وتعالت أصوات المواطنين بالشكوى من الأدوية المغشوشة، والتهريب والتخزين السيئ والمواصفات غير القياسية والجودة المنخفضة، والأخطاء في الوصفات الطبية، وطالبوا بإيضاح الحقائق ووضع حل لهذا المسلسل الطويل، خاصة مع صعوبة اعادة الأدوية حال ثبوت مخالفتها .. «اليوم» تفتح هذا الملف وتطرح آراء جميع الأطراف بحياد وشفافية بهدف استجلاء الحقيقة. فى الجزء الرابع يؤكد الخبير الاقتصادي فضل البوعينين أن المملكة أحد أكبر الأسواق المستهلكة للدواء في المنطقة العربية والأعلى نموا على الإطلاق وهو ما تؤكده الأرقام غير الرسمية التى تشير إلى أن حجم مبيعات الأدوية بالسوق السعودية يقارب 10 مليارات ريال، وأن السوق تحقق نموا سنويا بمعدل 6 إلى 8 بالمائة، على الرغم من تحقيقها نموا استثنائيا عام 2009 بلغ 12 بالمائة تقريبا، وتشكل السوق السعودية ما يقارب 75 بالمائة من سوق الأدوية الخليجية ، والمؤكد أن الشركات السعودية المصنعة للدواء محليا تحظى بدعم الجهات المسؤولة، إلا أن فتح السوق أمام الشركات العالمية ساعد في إيجاد منافسة محمومة بين الشركات العالمية والمحلية، وتعتمد الشركات العالمية اسلوب التصدير إلى السوق السعودية وهذا يضعف الجانب التصنيعي الذي يمكن ان يحقق قيمة مضافة للاقتصاد، تعتمد الشركات العالمية أسلوب التصدير للسوق السعودية وهذا يضعف الجانب التصنيعي الذي يمكن ان يحقق قيمة مضافة للاقتصاد، وهو الجانب الذي يجب أن تهتم به الجهات المسؤولة بجانب التوسع في صناعة الدواء محليا خاصة أن المنتج محليا يغطي حاليا 25 بالمائة من الاحتياج الكلي تقريبا وهو الجانب الذي يجب أن تهتم به الجهات المسؤولة بجانب التوسع في صناعة الدواء محليا خاصة أن المنتج محليا يغطي حاليا 25 بالمائة من الاحتياج الكلي تقريبا وهو ما يعد خللا واضحا يحتاج إستراتيجية حكومية تؤدي لزيادة حجم الاستثمار في مصانع الدواء محليا. أعتقد أن مجموع مصانع الأدوية المحلية لا يتجاوز 15 مصنعا في الوقت الحالي على الرغم من الحاجة الماسة للتوسع في صناعة الأدوية وأنها ذات جدوى اقتصادية عالية، واضاف أن تطوير صناعة الأدوية محليا ورفع حجم الإنتاج يساعد في خفض الأسعار وتحقيق الاكتفاء الذاتي الذي يعتبر من أهم ركائز الإستراتيجية الأمنية الشاملة التي يدخل ضمنها توفير الدواء.
دعم التصنيع المحلي لتحقيق الأمن الدوائي حول تساؤل الكثير من المواطنين عن دعم الوزارة للشركات والمؤسسات الوطنية للتنسيق فيما بينها لتصنيع وإنتاج دواء وطني محلي 100 بالمائة، اكد مساعد مدير عام الشؤون الصحية بالمنطقة الشرقية للتموين الطبي مريح بن محمد عسيري، ان الوزارة تدعم قطاع الدواء المصنع محلياً بشكل كبير داعم وذلك بناءً على توجيهات وزارة التجارة والصناعة بالمملكة وذلك يعتبر أمناً دوائياً للمملكة. كما أن للوزارة دعما آخر وهو الدعم لأصحاب الأمراض المزمنة حيث كفلت المملكة العربية السعودية للمواطن والمقيم العلاج لجميع الأمراض. وقد خصت مرضى الأمراض المزمنة باهتمام أبوي خاص وذلك ضمن البرنامج الوطني للرعاية المنزلية للأمراض المزمنة والذي دشن في عام 1426ه حيث يتم تأمين الدواء للمريض بشكل مستمر دون انقطاع. كما يتم تفقد المرضى منزلياً ضمن برنامج الطب المنزلي المعتمد من قبل الوزارة مؤخراً. ونفى العسيري وجود صيدليات تقوم ببيع الأدوية المخزنة بالسعر الجديد وليس السعر الذي خُزن على أساسه. وقال ل "اليوم" ان هناك عقوبات للصيدليات التى ترتكب هذه المخالفة.
«شراء موحد» بدول التعاون أكثر من أربعة مليارات ريال هى اجمالى استهلاك المملكة من الدواء في العام الواحد. ووفقا لمساعد مدير عام الشؤون الصحية بالمنطقة الشرقية للتموين الطبي مريح بن محمد عسيري فإنه يوجد شراء موحد للدواء بدول مجلس التعاون الخليجي ضمن البرنامج التنفيذي للشراء الموحد. مؤكدا أن إحصائية ميزانية الأدوية لعام 2011م للمنطقة الشرقية والتي خُصصت من ميزانية وزارة الصحة بلغت حوالي أكثر من ثلاثمائة مليون ريال هي المنافسة الوزارية وأكثر من عشرين مليون ريال اخرى لادوية الطوارئ والعناية المركزة بالمنطقة.
لوحة بالصيدليات لتلقي الشكاوى والشرقية الأولى في التنفيذ ردا على تساؤل المرضى والمراجعين الذي طرح بالجزء الأول من التحقيق حول توفير رقم خاص لاستقبال شكاوى المراجعين وأن يكون مفعّلاً بالطرق الصحيحة على مدار ال 24 ساعة، اكد مساعد مدير عام الشؤون الصحية بالمنطقة الشرقية للتموين الطبي مريح بن محمد عسيري ان المنطقة الشرقية سباقة في خدمة المرضى في كل مكان وزمان وحتى خارج أوقات الدوام، مؤكدا انه تم اعتماد قرار مدير عام الشئون الصحية بالمنطقة الشرقية بوضع لوحات على كل صيدلية بمستشفياتنا ومراكز الرعاية الصحية الأولية يوجد عليها أرقام مهمة للمسئولين بصحة الشرقية ابتداءً من مدير الجهة، كما يوجد جوال للطوارئ على مدار 24 ساعة لخدمة مستشفياتنا في حالة الطوارئ لتوفير جميع البنود العلاجية من دواء وملزمة طبية أو مخبرية والرقم هو "0598057037"، كما تم اعتماد قرار مستشار الوزير المشرف العام على إدارتي التموين الطبي والتجهيزات بإلزام جميع مناطق المملكة باعتماد وضع اللوحات على صيدليات المستشفيات بالمملكة مع وضع أرقام تلفونات المسئولين بالوزارة، وأن يتم اعتماد ذلك وزيادة اللوحات في مستشفيات الشرقية الى 250 لوحة لمراكز الرعاية الصحية الأولية والمستشفيات وبرفقة نموذج اللوحة المعتمدة" وحول تخصص الصيدليات في بيع الأدوية فقط، وابتعادها عن بيع أدوات التجميل قال انه لا توجد أي صيدلية على مستوى العالم تعتمد في مبيعاتها على الأدوية فقط.
رقابة مشددة على «المغشوشة» وتسجيل نظامي لشرائح التعرفة يؤكد مساعد مدير عام الشؤون الصحية بالمنطقة الشرقية للتموين الطبي مريح بن محمد عسيري أن أي تقصير يواجه المواطن يخص التأمين الطبي من أدوية وخلافه هو أمر خارج عن إرادة المديرية بوصفها الجهة المسؤولة عن توفير الدواء بالمنطقة. وحول منهجية وزارة الصحة في مراقبة الأسعار وتحديداً مع وكلاء الأدوية اشار لوجود نظام مراقبة من قبل وزارة الصحة بجميع تساعير الأدوية المعتمدة من قبل الهيئة السعودية للغذاء والدواء بالمملكة ضمن برنامج رقابي وهو «برنامج مراقبة تسويق الدواء» وفي حالة وجود أي مخالفة لبيع الدواء بغير السعر المعتمد والمبين على علبة الدواء تصل العقوبة في بعض الأحيان لإغلاق الصيدلية. وحول الأدوية المغشوشة ، اشار العسيري الى أنه رغم ان سوق الدواء عالمي ومفتوح، إلا أن رقابة المملكة واعية ومشددة والهيئة السعودية للغذاء والدواء لها دور رقابي على البنود المغشوشة وغير الصالحة على مدار العام، وكذلك الغذاء والتحذير منه «. وعن الأدوية متوسطة المفعول وأسباب دخولها المملكة، وبالتالي استخدام المريض إياها قال العسيري : إن الوزارة تسعى دائماً لتوفير الدواء بجودة عالية جداً من قبل الشركات العالمية المعتمدة والمحلية، علماً بأن نسبة فاعلية الدواء تعتمد على نسبة المادة الفعالة وذوبانها وتكسرها وامتصاصها التي تخضع قبل اعتماد استخدامها من قبل المرضى للفحص والتحليل طبقاً لدساتير الأدوية. كما يوجد نظام صارم لتوفير الأدوية المسجلة في المملكة بعد التسجيل النظامي لجميع شرائح التعرفة المعتمدة حتى زهيدة الثمن، وفي حال وجود شركة تتجاهل عدم توفيرها هذه الأدوية تتم معاقبتها وإلزامها بشكل جدي بتوفيرها مهما كان الثمن. وحول تأثير اليورو على الأدوية أكد ان اليورو نظام اقتصادي عالمي ينطبق على جميع السلع وليس الدواء فقط، وبالتالي لا جديد في تأثر الدواء به. مواضيع مرتبطة 1- الأمن الدوائي .. «حبر على ورق» 2- اتهام «الوكلاء والصحة» بإفساد سوق الدواء 3- سوق الدواء.. عالم غامض وألغاز معقدة