ثلاث نواعم قادهن حبهن لمهنتهن كممرضات للابتعاد عن أهلهن وذويهن بمسافة امتدت من الرياض إلى المشاعر المقدسة. «آمنة همامي ونوف السعد وموضي الشمري» من منسوبات مدينة الملك سعود الطبية بالرياض اجتمعن على حب خدمة ضيوف الرحمن واستشعارهن للأجر العظيم حتى لو كبدهن ذلك سهر الليالي وعناء العمل ومشقته. من قلب المشاعر من مستشفى منى العام تحدثن ل«عكاظ» بصوت كله فخر واعتزاز.. تقول نوف السعد وهي أكثرهن ترددا على المشاعر منذ ثلاثة أعوام «رغم الغربة وتركنا للأهل في الرياض إلا أننا نجد متعة في خدمة ضيوف الرحمن لا نجدها في أي وقت فتعاملنا مع الكثير من الأجناس والأعراق أكسبنا الخبرة وندعو الله أن يكسبنا الأجر والمثوبة فمهنة التمريض ليست بالشيء السهل فهي مهنة تستوجب السهر على راحة المرضى وخدمتهم». وتمسك آمنة همامي بطرف الحديث وتتحدث عن تجربتها لعامين متتاليين تقول «رغم الرهبة والخوف من التجربة في العام الماضي إلا أنها زالت بعد أن تعاملنا من ضيوف الرحمن وطببنا جروحهم ورغم ما نقاسيه من تعب ومشقه إلا أن التعب يزول بمجرد تذكرنا شرف الخدمة وواجب الضيافة وطلب الأجر والمثوبة من الله.» أما موضي الشمري وهي صاحبة التجربة الأولى والجديدة لأول مرة تصل المشاعر المقدسة تقول إنها تجربة جديدة ومميزة في نفس الوقت فزميلتاي نوف وآمنة قد شرحتا لي وتحدثتا عن تجربتهما السابقة وكيف يتم التعامل مع الحجاج بمسؤولية أكبر وجهد مضاعف لذلك خفت الرهبة الأولى ولن أتوانى في خدمة ضيوف الرحمن بكل ما أوتيت من همة وعزم». ويعود الحديث إلى نوف السعد لتستذكر قصصا إنسانية تعايشت معها وهي تمارس عملها، تقول «استقبلت الطوارئ أسرة تونسية مكونة من الأم وابنها وابنتيها ودخلت الأسرة وهي تحمل ابنها الشاب في حالة حرجة ورغم محاولة إسعافه إلا أنه فارق الحياة وعندما اقتربت من أمه لمواساتها وجدتها متماسكة إلى حد كبير رغم أن ابنها الذي توفي هو عائلها هي وابنتيها وهو خريج جديد من كلية الطب وكان قبل وصوله للمملكة يتمنى أن تكون وفاته في المشاعر المقدسة وقد تحققت أمنيته كما تقول أمه وكان هذا الموقف من أصعب المواقف التي تعاملت معها». بدورها، تقول آمنة همامي «خلال العامين الماضيين اكتسبت خبرة وتعرفت على زميلات من أكثر مناطق المملكة ولايزال التواصل قائما بيننا ومنهن من التقيتها للمرة الثانية في المشاعر وهذه فائدة أخرى نكتسبها من خلال العمل في الحج إضافة إلى تطلعنا الأكبر وهو الأجر والمثوبة من الله».