يواصل مجموعة من الفتيات والشبان السعوديين الليل بالنهار لخدمة ضيف الرحمن في مستشفيات منى، هم مجموعة من المتدربين الذين تركوا مدنهم وتخلوا عن بهجة العيد بين ذويهم وجاءوا إلى المشاعر المقدسة طلبا للأجر والمثوبة والعلم الصحيح من خلال الخبرات التي سوف يتسلحون بها. «عكاظ» التقت بالمجموعة من المتدربين والمتدربات السعوديين أثناء عملهم في المشاعر المقدسة وحاورتهم حول أسباب تواجدهم في المشاعر. تؤكد الطبيبة المتدربة آلاء شوكت جديدي من جامعة طيبة في المدينةالمنورة أنها المرة الأولى التي تأتي فيها لمكة المكرمة للعمل أثناء موسم الحج، معتبرة العمل فرصة ذهبية في هذا الموسم المزدحم المليء بالخبرات التي يمكن أن يستفيد منها الطالب الذي يبحث عن المعلومة والفائدة والخبرة التي ستطور من أدواته في المستقبل. وعن ردة فعل أهلها لقدومها للعمل في المشاعر قالت آلاء «وجدت منهم كل دعم ومساندة بل إن والدي ووالدتي عندما علما بأن هناك سكنا مخصصا للفتيات داخل المستشفى لم يمانعا من قدومي إلى هنا ودعماني وهما يتواصلان معي بشكل يومي وأنا سعيدة مع صديقاتي وأساتذتي الأطباء». وقال الطبيب المتدرب تركي الأحيدب القادم من مدينة الملك فهد الطبية في الرياض «لن يعوقني أن أترك أهلي وأتخلى عن عيدي هذا العام ففرصة خدمة ضيوف الرحمن هي العيد الحقيقي للإنسان»، وأضاف «لقد أفرحني هذا العام التواجد في مستشفيات منى لتقديم الخدمة لضيوف الرحمن»، مؤكدا أن تواجد الطبيب المتدرب الشاب في المشاعر المقدسة يعد فرصة لما سيجده من خبرات قلما تتكرر في أي مستشفى، متمنيا أن يحظى بهذا الشرف كل عام. ولا يجد الطبيب المتدرب عبدالله أمين صفطة أية متاعب أو شعور بالبعد والفراق عن الأهل عندما يتواجد في مستشفيات المشاعر لخدمة ضيوف الرحمن. وقال صفطة القادم من مدينة الملك فهد الطبية في الرياض «الحج موسم ذهبي يجد كل طالب حاج فيه غايته ليتجسد بذلك قوله تعالى «ليشهدوا منافع لهم»، مضيفا «كان العمل بالنسبة كطالب متدرب أمرا إيجابيا حيث أستفيد من خبرات أطباء يتعاملون مع حالات مرضية مختلفة من كافة الجنسيات والاشكال والألوان مما يعطينا ثراء وخبرة مهمة لشاب مبتدئ في مهنة تعتمد على التطبيق العملي والخبرات في التعاطي مع الحالات». أما الشاب فيصل بن فهد البيز الطالب في السنة الرابعة في مدينة الملك فهد فيؤكد أنه طلب بقوة تواجده في مستشفيات المشاعر المقدسة للعمل وقال «تجارب زملائي الذين سبقوني أغرتني بالعمل هنا حيث يجمع الأنسان شرف المكان والزمان وشرف خدمة ضيوف الرحمن». وأضاف «العمل هنا يشعرك بالمتعة فلم تعد تحسب الوقت والأيام لأنك في مدرسة حقيقية تتعلم منها كل دروس الحياة إضافة للأهم وهو تطبيب ضيوف الرحمن والسهر على راحتهم». الشاب مطهر سليمان مشرف الطوارئ حالة مختلفة إذ أنه يعمل مذ كان طالبا وظل مستمرا على ذلك حتى بعد تخرجه يقول «ثماني سنوات عمري العملي في مستشفيات المشاعر المقدسة، هنا أشعر بالسعادة والمتعة والراحة والاطمئنان وأكتسب مزيدا من الخبرات ويكفيك من العمل دعوة صالحة من حاج أو حاجة». وأضاف مطهر «أعمل في مستشفى الموسم العام في جازان لكني أصر سنويا على القدوم للمشاعر للعمل وفي هذا العام ظفرنا بالعمل مع مدير مستشفى شاب الدكتور أحمد فادن الذي استفدنا منه كثيرا». وخلص مطهر «الحج فرصة لاكتساب الخبرات وكسب أجر ومثوبة خدمة ضيوف الرحمن».