تتشرف مرشدات ومراقبات المسجد الحرام بمكة المكرمة بأنهن نساء حباهن الله بالعمل في خدمة بيته العتيق ومرتاديه من الزوار والحجاج والمعتمرين، طمعا في الأجر والمثوبة من رب العزة نظير المشاق التي يتعرضن لها بالعمل تحت حرارة الشمس، وفي وسط الزحام الشديد الذي تشهده ساحات وأروقة الحرم في المواسم، بالإضافة إلى العقبات والمصاعب التي تعترضهن يوميا في رحلة الذهاب والإياب من وإلى العمل؛ مما يضطر بعضهن للمشي عدة كيلو مترات حتى تصل إلى البيت العظيم وخدمة مرتاديه. «عكاظ» التقت عددا من مرشدات المسجد الحرام ممن حباهن الله بشرف خدمة حجاج وزوار بيته العتيق للتحدث عن المهام المكلفات بها حيث ذكرت كل من أم صالح، أم فهد، أم خالد بان مهام العمل تختلف بحسب اختلاف أقسامهن فهناك مهام أساسية تتطوع بها جميع المرشدات كتقديم النصح والإرشاد والتوجيه الحسن لزائرات المسجد الحرام، بالإضافة إلى بعض المهام التي تختلف من قسم إلى آخر فمهام قسم الهيئة يكون مثلا بتوجيه الزائرات إلى الأماكن المخصصة لهن، وحثهن على البعد عن مواطن الزحام والاختلاط بالرجا، وإرجاع المصليات من النساء في صحن المطاف إلى خلف صفوف الرجال في غير أوقات الصلاة، كذلك توجيه الزائرات إلى عدم الجلوس على الدرج وإعاقة صعود المارة، ومن مهامهن أيضا توجيه المصليات إلى استقبال القبلة عند الصلاة وذلك لانحراف بعضهن عن القبلة. وعن مهام مرشدات قسم الأبواب ذكرت المرشدة ه،ع بأنها من الأعمال الرئيسة التي تتكلف بها مرشدات هذا القسم وهي تفتيش الزائرات بلطف، وتحري الدقة والأمانة في التفتيش ومحاولة منع جميع الأشياء المحظور دخولها إلى الحرم كالأكل والشرب والآلات الحادة كالأسلحة البيضاء وغيره، بالإضافة إلى توجيه الزائرات إلى وضع ما معهن من أشياء قيمة أو ما يمنع دخوله للحرم في صناديق الأمانات. ولا تتوقف مهمة مرشدات الحرم إلى هذا الحد بل هناك مهام لمراقبات النظافة وهي من أهم المهام في بيت الله الحرام حيث إن النظافة تعد عاملا دينيا وحضاريا مهما يعكس الصورة الحسنة للعالم عبر زوار بيت الله الحرام، ولذلك تجد مهمة التنظيف في بيت الله الحرام في حركة دءوبة طوال اليوم وعلى مدار الساعة ويتحقق ذلك في دور المشرفات الموكلات بأمور النظافة منها الإشراف على عاملات النظافة في الأقسام النسائية والدورات، ومعرفة جودة وكفاية المواد المستخدمة في الغسل وتفقد المخازن داخل دورات المياه والتأكد من وجود أدوات النظافة كاملة، ومراقبة عربات الطوارئ داخل الأروقة والتأكد من وجود أدوات النظافة بها والإشراف على عاملات المصاحف حين قيامهن بمسح الغبار من الدواليب وترتيب المصاحف بها ومتابعة العاملات في المواقع أثناء القيام بأعمال النظافة. فيما ذكر مدير وحدة شؤون المرشدات برئاسة الحرم المكي الشريف عادل بن عبدالله الحمدان، أن الوحدة تنفذ خطتها بموسم الحج من خلال عدد من المرشدات المؤهلات علميا، لتوعية وتوجيه الحاجيات والزائرات للمسجد الحرام إلى الآداب التي ينبغي التحلي بها في المسجد الحرام والقيام بالتوعية ببعض الأمور الشرعية، وإرشادهن إلى المواقع المخصصة لهن، والنصح والإرشاد والدعوة إلى الله بالحسنى في عدد من المواقع بالمسجد الحرام وهناك على سبيل المثال المرشدات في قسم المصاحف يشرفن على متابعة خزانات المصاحف بمصليات النساء وتهيئتها وإعدادها. وعن العمل الذي تقوم به المرشدات في قسم الأبواب قال يقمن بتنبيه الحاجيات والزائرات أثناء دخولهن للمسجد الحرام بكل أدب ولطف وتوجيه من معها حقائب أو غيرها إلى وضعها بصناديق الأمانات المخصصة والموزعة بساحات المسجد الحرام، أما المرشدات في قسم النظافة فيقمن بالإشراف على أعمال النظافة في المصليات النسائية ودورات المياه النسائية والمرشدات في قسم الساحات يقمن بتنظيم صفوف النساء في المصليات المخصصة لهن ومنع جلوس النساء على الممرات أو الصلاة فيها، كما يؤكدن على ضيفات الرحمن والزائرات الالتزام بالحجاب الشرعي، وعدم مزاحمة الرجال عند الحجر الأسود والملتزم والمقام والالتزام بالصلاة في المصليات المحددة للنساء، وعدم الجلوس في الممرات داخل المسجد الحرام وخارجه. وبين أنه يقوم بتنفيذ الخطة أكثر من تسعمائة مرشدة رسمية وموسمية وتحرص الرئاسة على إلحاقهن بالبرامج التدريبية المناسبة التي تؤهلهن للتعامل بالحسنى مع ضيفات الرحمن والزائرات للمسجد الحرام، بالإضافة إلى تنفيذ عدد من البرامج التدريبية المتعلقة باللغة الانجليزية والحاسب الآلي وغيرها. ولفت إلى أن الرئاسة تقدم عددا من الخدمات لذوي الحاجات الخاصة منها تهيئة أبواب المسجد الحرام بمداخل خاصة لعربات ذوي الحاجات الخاصة ومن تلك الأبواب باب الملك عبدالعزيز وباب أجياد الجديد وباب حنين وباب الصفا ومصاعد سلم الأرقم ومصاعد سلم المروة وباب المروة وباب 74 وباب 84 وباب 94 وتوفير مصاعد وسلالم كهربائية موزعة على مداخل المسجد الحرام ومصاحف بلغة برايل. وأكد مدير شرطة المسجد الحرام بمكة المكرمة اللواء يحيى الزهراني، مباشرة أكثر من 179 موظفة رسمية ومؤقتة مهام التفتيش والأمن داخل الحرم المكي الشريف، حيث تم دعم الجهاز بنحو 50 امرأة لمساندة زميلاتهن في العمل الميداني في متابعة المواقع المختصة بالنساء، وإشعار رجال الأمن بالأمور الجنائية أو الأمنية داخل الحرم كحالات النشل والشجار والقبض على المتورطات وتسليمهن إلى مركز الشرطة، إضافة إلى إرشاد التائهات ومساعدة النساء في التنظيم أثناء الصلوات. كما تم التنسيق مع شرطة العاصمة المقدسة وشرطة المنطقة لتوفير الدعم الإضافي من القوة البشرية العاملة متى ما استدعى الأمر، وقال إن القوة الخاصة بالحرم المكي الشريف تعمل بكامل طاقمها خلال شهر الحج المبارك إضافة إلى 3000 موظف، مناشدا الجميع بالتعاون مع رجال الأمن الذين وضعوا لخدمتهم لأجل راحة وسلامة ضيوف بيت الله الحرام والزوار، وتأدية مناسك الحج بيسر وسهولة.