أوصى المشاركون في ختام ندوة «الحج الكبرى» بضرورة التخفيف والتقليل من حج النافلة للإنسان نفسه، أو تطوعا عن غيره، حيا كان أو ميتا، وذلك إيثارا لإخوانه، ومساعدة للمسلمين المكلفين الآخرين على أداء حج الفريضة بيسر وكمال وأمان، كما أوصوا بتفهم ما عمدت إليه حكومة خادم الحرمين الشريفين من تخفيف لأعداد الحجاج والمعتمرين بشكل مؤقت بسبب المشروعات المباركة القائمة لتوسعة المطاف والمسجد الحرام. كما أوصوا المؤسسات الإعلامية والأجهزة الأهلية والحكومية المعنية بالحج بأن تستثمر التقانات الحديثة في إنتاج برامج توعوية شاملة للحجاج قبل قدومهم إلى الحج، لتعريفهم بالأولويات الشرعية المتعلقة بفريضة الحج، التي يجب على الحجاج معرفتها واستيعابها وتطبيقها، حسب قدراتهم وواقع حياتهم، وتعزيز فقه الاستطاعة وفقه الأولويات في الحج في نفوس الحجاج وتحويله إلى واقع عملي في سلوكهم، وطالب المشاركون المؤسسات العلمية والمراكز البحثية والمجمعات الفقهية التنسيق والتعاون في ما بينها للعناية بفقه الأولويات وتطبيقاته المعاصرة لرفع الحرج عن المسلمين في كثير من الأحكام، ودعوا المؤسسات التعليمية والتربوية إلى إضافة مادة دراسية في المراحل المختلفة ولا سيما في الدراسات العليا تعنى بفقه الأولويات للمواءمة بين التنظير والتطبيق في جوانب حياة الناس المختلفة. وأكد المشاركون في ختام الندوة التي انعقدت تحت عنوان «فقه الأولويات في الحج» البارحة على أن فقه الأولويات فقه ثابت ومتأصل، يرتبط ارتباطا وثيقا بفقه الموازنات وبفقه المقاصد الشرعية، وأن الفهم الصحيح للشريعة يستلزم معرفة فقه الأولويات وكيفية الموازنة والترجيح بين المصالح إذا تعارضت أو المفاسد إذا اجتمعت، وهو ما طبقه السلف الصالح والأئمة المجتهدون وكبار علماء الإسلام وفقهائه بكل وعي وبصيرة، في جميع أبواب الفقه الإسلامي، مشيرين إلى أن انضباط ميزان الأولويات في حياة المسلمين في ظروفنا الراهنة بات ضرورة شرعية وحاجة حضارية، مبينين أن الحاجة باتت ملحة لتأصيل مفهوم الأولويات، وبيان شروطه وضوابطه وأهميته في هذا العصر نظرا للتزايد الكبير في عدد الحجاج واختلاف ثقافاتهم وتباين درجات وعيهم الوعي الديني والحضاري، وراء المشاركون في الندوة أن تطبيق فقه الأولويات من أعظم ما يسهم في تنظيم أداء شعيرة الحج وتيسير إقامتها على أحسن الوجوه، بما يحقق مقصد الشارع من تشريعها.