أشادت ندوة الحج الكبرى التي اختتمت أعمالها بمكةالمكرمة بجهود المملكة في تنظيم الحج تنظيماً حضارياً يليق بمكانتها العالمية وأوصت الندوة المسلمين عامة وحجاج بيت الله الحرام بخاصة بالتأسي بالنبي الكريم في حجة الوداع، حيث كانت حجة الوداع أنموذجاً رائعاً لوسطية الإسلام وحضارته، وتجلت فيها قيمة الوسطية والاعتدال في جميع أقوال النبي وأفعاله، وتوصي الندوة بأهمية الاستفادة من خطبة الوداع بما احتوته من الأحكام الشرعية والمبادئ الإنسانية الضرورية في بناء المجتمعات حضارياً، ولتكون هذه الخطبة عبارة عن وثيقة للتقدم والرقي وبناء الإنسان المسلم بناءً عقديا وعقلياً وفكرياً ونفسياً يضمن له حياة كريمة عزيزة. وأكدت الندوة أن المسلمين اليوم أحوج ما يكونون إلى تفعيل القيم الحضارية للحج واستحضارها وتمثلها، وبحث الآليات والكيفيات الكفيلة بتحقيقها في واقع الحجاج وواقع المسلمين. كما أكدت الندوة على أهمية تأهيل الحاج قبل قدومه إلى الحج تأهيلاً سلوكياً متوازناً وفعالاً وترسخ فيه قيم الوسطية والاعتدال والمساواة الإنسانية والأخوة الإسلامية، وقيم الصبر والرفق والحِلم والإيثار والتعوُّد على النظام والانضباط، وتذكر الندوة بأن الالتزام بهذه القيم في سلوك الحجاج من أبرز مقومات الحج المبرور؛ ولذا قال المولى عزَّ وجل: ]الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الأَلْبَابِ [ . وقال النبي r : (من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه) متفق عليه. وثمنت الندوة التجارب المباركة التي تقوم بها بعض الدول العربية والإسلامية لتوعية حجاجها قبل قدومهم إلى الحج، وتخص بالذكر التجربة الماليزية الفريدة في مجال توعية الحجاج وتثقيفهم وإعدادهم للقيام بهذه الرحلة المباركة، وتدعو الندوة باقي الدول الأخرى إلى الاستفادة من هذه التجارب وتعميقها. وأكدت الندوة على وجوب تضافر الجهود بين جميع القائمين على شؤون الحج في جميع بلدان العالم لبذل وسعهم في توعية الحجاج بضرورة العناية بمعرفة ما يصدر من تنظيمات للحج والحجاج من الجهات المسؤولة في الحج للالتزام بها وتطبيقها على أكمل وجه، وترى الندوة أن الالتزام بهذه التعليمات يُعدُّ من أبرز مظاهر السلوك الحضاري. وأكدت الندوة في توصياتها على أن أبرز المقاصد الحضارية للحج تتمثل في تحقيق التعارف والتواصل، وبث روح التسامح والعطاء والإيثار وإظهار اللحمة الأخوية، (إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى)، وتشدد الندوة على أن الحج بسلوكه الحضاري وسيلةٌ قويةٌ لاتحاد المسلمين وإذابة خلافاتهم، فلا ينبغي أن يستغل لتنظيم المسيرات أو المظاهرات تحت أي شعارات سياسية أو طائفية أو مذهبية أو عرقية. وقدم المشاركون الشكر لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الامير سلمان بن عبد العزيز وحكومة المملكة وصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة، ووزارة الحج ووزيرها الدكتور بندر حجار على كل الجهود المبذولة في خدمة الحجاج والمعتمرين وعلى الجهود المبذولة في عقد هذه الندوة السنوية المثمرة . للتنسيق والاستفسار مدير المركز الإعلامي أ. عصام الزهيري مكتب وزير الحج ج 0530890908 [email protected] - From: khalil Q [mailto:[email protected]] Sent: Tuesday, October 23, 2012 11:12 PM To: Khalil I. Qureabi Subject: صور ختام ندوة الحج الكبرى