أكدت أرامكو السعودية ل«عكاظ» جاهزيتها الكاملة لضمان وفرة وموثوقية إمداداتها البترولية لموسم حج هذا العام. وقالت إنها أكملت استعداداتها التي كانت قد بدأتها قبل شهور من موسم الحج، كما في كل عام، لتوفير المنتجات البترولية، حيث تضافرت جهود الشركة بكامل أطقمها التشغيلية والفنية لضمان توفير إمدادات الوقود لعدد كبير من الطائرات والشاحنات والحافلات والسيارات والسفن في جميع موانئ المملكة البحرية والجوية والبرية التي تنقل الحجاج والبضائع خلال موسم هذه الشعيرة العظيمة. جاءت هذه التصريحات التي خص بها مسؤولو الشركة «عكاظ» ضمن استطلاع صحفي أجريناه للوقوف على مدى جاهزية أعمال توفير الوقود، ضمن الجهود الحثيثة لأرامكو السعودية وبقية أجهزة الدولة التي بدأت تكتمل قبل أيام من بدء مناسك حج هذا العام 1434ه، في الوقت الذي يتوافد فيه الحجيج على منافذ المملكة البرية والجوية والبحرية. فقد أكد مسؤولو أرامكو السعودية أن هذه الجهود المنسقة التي تقدمها الشركة لإنفاذ جهود المملكة عموما لخدمة ضيوف الرحمن، وذلك عبر النهوض بمسؤولياتها تجاه موثوقية الإمدادات البترولية لكل ما من شأنه خدمة الحجيج في كل عام. وقالوا إن جهود الشركة واستعداداتها المبكرة لتوفير الوقود في موسم الحج تصب في هدف واحد تسعى إليه المملكة، من خلال جميع قطاعاتها العاملة لخدمة موسم الحج، يتمثل في تسهيل قدوم الحجاج وأدائهم مناسكهم بكل يسر وسهولة، وتأمين راحتهم، ومن ثم مغادرتهم وعودتهم إلى وجهاتهم المختلفة. وتسجل فرق العمل المنوط بها توفير المنتجات البترولية لهذا العدد الكبير من المركبات نجاحات متوالية في مواجهة مختلف المصاعب والتحديات، خصوصا مع ارتفاع الطلب على منتجي البنزين والديزل، إلى جانب دور الشركة الأساسي على الصعيد المحلي في الاستجابة في نفس الوقت لتلبية الطلب في المملكة على الوقود الذي تحتاجه المركبات ومشاريع التنمية الوطنية. وبينت أرامكو السعودية أنها تضمن في كل عام توفير الوقود بكميات كافية على جميع الطرق التي تسلكها قوافل الحجاج عبر الحدود البرية الشاسعة، وفي جميع المطارات الداخلية والدولية، وخصوصا مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة، ومطار الأمير محمد بن عبدالعزيز بالمدينةالمنورة، وتضمن كذلك توفير وقود السفن في ميناء جدة الإسلامي، وكذلك إمداد مشروع إسكان الحجاج بمنى بكامل احتياجاته من وقود الكيروسين المستخدم في مواقد الطهي المركزية. التخطيط المسبق والتنفيذ الشامل للإمدادات وفي مزيد من التفاصيل حول هذه الاستعدادات التي قامت بها الشركة للوفاء بتلبية الطلب على المنتجات البترولية لموسم حج هذا العام؛ أوضح نائب الرئيس لخطوط الأنابيب والتوزيع والفرض في أرامكو السعودية، المهندس محمد بن عبداللطيف العمير أن فرق العمل في الشركة تبدأ أعمال التخطيط والإعداد والتنفيذ قبل فترة كافية من موسم الحج، وذلك لضمان وفرة كميات الوقود في جميع مرافق توزيع المنتجات البترولية التابعة لها والمنتشرة في جميع مناطق المملكة. كما تتابع وفرتها لدى محطات الوقود عبر التنسيق الكامل مع موزعي المنتجات البترولية وإجراء المسوحات الميدانية على محطات الوقود، والتنسيق الكامل مع الأجهزة الخدمية العاملة في موسم الحج لتقدير حجم الطلب على المنتجات البترولية، وذلك من أجل ضمان استقرار الإمدادات إلى المستهلكين النهائيين وجميع الجهات التي تقدم خدماتها لضيوف الرحمن في موسم الحج. وقال العمير: «تبدأ بعد ذلك إدارات الشركة المعنية بتنفيذ خطة الإمدادات، عبر مرافق توزيع المنتجات البترولية بالمنطقة الغربية وأساطيل شاحنات نقل المنتجات البترولية التي تزود بها المطارات والموانئ ومحطات الوقود على طول الطرق البرية التي تربط مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة وبقية المشاعر ومواقيت الحج في داخل المملكة بمختلف بقاع دول العالم الإسلامي والعالم قاطبة». تطبيق أعلى المعايير والمحافظة على قيم الأداء وشدد العمير على أهمية ما تقوم به فرق العمل المشتركة في أرامكو السعودية وموزعيها وبقية عملائها لتحقيق التميز والسلامة واستشعار المسؤولية وروح المواطنة والحفاظ على النزاهة في أعمال سلسلة الإمدادات البترولية. وحث العمير جميع عملاء الشركة على بذل ما في وسعهم لمواصلة تحقيق تلك القيم والمعايير على أرض الواقع أثناء موسم الحج لتكامل نجاح خطة الإمدادات. روزنامة الطلب على الطاقة وحول كيفية تخطيط فرق العمل في أرامكو السعودية لإمداد موسم الحج باحتياجاته من المنتجات البترولية وفقا للوفرة والتوقيت اللازمين، كشف مسؤولون في الشركة عن تفاصيل موسعة عن دراسات يقومون بها لضمان نجاح خطة الإمدادات البترولية اللازمة لذلك الموسم. وأفادوا بأن تلك الدراسات والخطط تبدأ من خلال تقسيم موسم الحج إلى ثلاث فترات زمنية من حيث مستويات الطلب على المنتجات البترولية، كفترتي ذروة وفترة هدوء في الطلب بينهما، تبدأ وتنتهي بتواريخ محددة حسب الدراسات والأبحاث التي تنفذها أرامكو السعودية في كل عام. وتقوم مجموعة إدارة سلسلة الإمدادات التابعة للشركة في المنطقة الغربية بمتابعة وتحليل استهلاك مناطق المشاعر المقدسة والطرق والموانئ التي تخدمها من المنتجات البترولية، حيث يتم بناء على المعطيات تحديد الكميات المتوقعة للإمدادات المطلوبة لكل مرفق من مرافق توزيع المنتجات البترولية التابعة لأرامكو السعودية والمنتشرة على طول الساحل الغربي على وجه الخصوص. وتعتمد هذه المجموعة في عملية رصد التوقعات بالدرجة الأولى على القراءات الصحيحة والتحليل الدقيق للاستهلاك خلال موسم الحج من كل عام، حيث تقوم بإجراء البحوث والدراسات وتجميع المعلومات من جميع الجهات الحكومية وغيرها ذات العلاقة، والتي بدورها تزيد من دقة التوقعات لوقود الطائرات والديزل والكيروسين. كما تقوم المجموعة بالمتابعة اليومية لجميع عمليات بيع المنتجات البترولية، سواء عن طريق الشاحنات أو السفن. ويتطلب الوضع في بعض الأحيان، ومن خلال المتابعة اليومية، إلى التعديل في خطط الإمداد للمحطات والتنسيق مع الإدارات المعنية داخل أرامكو السعودية لاعتماد التعديلات. استعدادات مبكرة وخطط طوارئ لضمان توفير وتوزيع الوقود وأشار مسؤولو أرامكو السعودية إلى أن التخطيط المبكر والمنظم الذي تجريه الشركة قبل كل موسم يسهل عليها مواجهة الطلبات الهائلة على المنتجات البترولية، لتوفيرها خلال مواسم الحج لخدمة ملايين الحجاج بأعلى درجات الكفاءة والسلامة. وأكدوا أن العمل الجماعي وتراكم الخبرات لسنوات عديدة سابقة قاد إلى هذا المستوى الناجح من التخطيط لموثوقية الإمدادات. ونتيجة لذلك اتخذت أرامكو السعودية حسبما أوضح مسؤولوها كافة الإجراءات والاستعدادات المبكرة التي تساعد في مواجهة هذا الطلب المتوقع، حيث أفادوا في هذا الصدد بأنه تمت زيادة الطاقة التخزينية في جميع مرافق أرامكو السعودية لتوزيع المنتجات البترولية المنتشرة في المملكة، وتهيئة كل ما من شأنه الاستجابة الفورية لطلبات العملاء، ومراجعة جاهزية خطط الطوارئ البديلة من أجل التأكد من استمرار إمداد المنتجات البترولية بموثوقية عالية من جميع مرافق توزيع المنتجات التابعة للشركة والمنتشرة في المملكة في حالة حدوث أي طارئ. وأضافوا أن فرق العمل في الشركة قامت بإجراء مسحين ميدانيين أوليين خلال شهر ذي القعدة وبداية شهر ذي الحجة، كما في كل عام، للوقوف على جاهزية محطات الوقود واستعدادها داخل مناطق المشاعر المقدسة والطرق المؤدية إليها، وكذلك على الطرق السريعة والدولية التي تربط المملكة بالدول المجاورة لتوفير مختلف المنتجات البترولية. وقد شمل ذلك المسح المحطات الواقعة على طريق الهجرة «جدةالمدينةالمنورةمكةالمكرمة»، وطريق جدةمكةالمكرمةجدة السريع، وطريق مكةالمكرمة الليث جدة، ومنطقة المشاعر، وطريق جدةمكةالمكرمة القديم، ومنطقة الجموم، وكذلك المحطات المنتشرة على طريق الحجاج نحو المدينةالمنورة، وطريق مكةالمكرمةالطائف الهدا، ومدينة الطائف، وطريق الطائفالرياض السريع، وطريق رضوان الطائف، وكذلك الأمر بالنسبة لمنطقة السيل. بالإضافة إلى ذلك، فقد تم أيضا إجراء مسح ميداني مكثف لجميع محطات الوقود الواقعة على المنافذ الحدودية البرية في مناطق تبوك وجازان ونجران والطرق المؤدية لها. وتواصل، حاليا، فرق العمل في أرامكو السعودية تنسيقها المستمر مع الجهات الحكومية ذات العلاقة وملاك ومشغلي محطات الوقود عن طريق الاجتماعات والزيارات الميدانية لمتابعة مخزونهم من الوقود طوال فترة الحج وسلامة الوضع التشغيلي لديهم؛ لتغطية أي زيادة طارئة في الطلب. وتحثهم على عدم التردد في الاتصال بها لتذليل أي عقبات في سبيل ضمان حصولهم على احتياجاتهم من المنتجات البترولية بكل يسر وسهولة، حيث خصصت رقما مجانيا لهذا الغرض يقدم خدماته لعملاء الشركة على مدار الساعة. الوفاء بإمدادات الوقود لجميع المنافذ والمحطات والمرافق وفي هذا الإطار، أكد مسؤولو أرامكو السعودية أنه تم إمداد مشروع إسكان الحجاج في منى بكامل احتياجاته من وقود الكيروسين المستخدم في مواقد الطهي في المطابخ المركزية للمشروع، حيث تم تزويد تلك المواقد بكمية مقدارها 7500 برميل. كما تم إمداد جميع المطارات الداخلية والدولية بوقود الطائرات، وتم تخصيص ما يقرب من 1.6مليون برميل من وقود الطائرات خلال فترة الذروة الأولى لمطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة ومطار الأمير محمد بن عبدالعزيز بالمدينةالمنورة، وذلك عبر مرافق توزيع المنتجات البترولية التابعة للشركة. وأكدوا كذلك متابعة مخزون الوقود في جميع محطات توليد الكهرباء ومحطات تحلية المياه التابعة للشركة السعودية للكهرباء والمؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة وإمداد الشركة لتلك المرافق باحتياجاتها من المنتجات البترولية، بالإضافة إلى متابعة وفرة منتجات الديزل والبنزين في محطات الوقود داخل المدن وعلى الطرق الرئيسية بالمنطقة الغربية المؤدية إلى مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة والمشاعر المقدسة. وبلغ ما تم إمداده لتلك المرافق والمحطات ما مجموعه 10 ملايين برميل، خصصت لفترة الاستهلاك أثناء الذروة الأولى من موسم الحج. فيما يجري تخصيص كميات أخرى للفترات اللاحقة.