لم تنته قصة الطفل أسامة الحجوري من محافظة أملج وهو الذي فاضت روحه مطلع الشهر الماضي بعد ثلاثة أيام غيبوبة صارع فيها المرض في انتظار توفير الإخلاء الطبي.. الأمر الذي فتح باب التساؤلات على مصراعيه حول الإمكانيات والخدمات الصحية المتوفرة بالمستشفى وعن توفر الآليات والكوادر الطبية المؤهلة للتعامل مع حالات الطوارئ، ويخشى أهالي أملج أن لا تكون قصة الطفل أسامة هي الأخيرة كما أنها لم تكن الأولى معربين عن حزنهم وقلقهم في استمرار تواضع حال المستشفى. الإخلاء الطبي المواطن ناصر الجهني يروي تجربته في المستشفى ويقول خسرت ابن أختي الذي فاضت روحه إلى بارئها بعد أربع أيام من الغيبوبة لعدم توفر طبيب مختص للتعامل مع مثل حالته، الأمر الذي دفعهم لانتظار الإخلاء الطبي الجوي حتى توفي.. ويتساءل لماذا لم يوفر المشفى طبيبا مختصا بمثل هذه الحالات على الرغم من ضرورة وجوده وهو جزء أساسي لا غنى عنه من جملة الخدمات الصحية التي تقدمها المستشفيات. من جانبه يطالب طارق محمد الأسلمي بضرورة التعامل الشفاف مع كل الحالات الواردة بعيدا عن الواسطة حسب قوله ويضيف أن الطاقم الطبي بمستشفى أملج العام لم يتغير كثيراً على الرغم من أحاديث التطوير والاستعانة بالخبرات المؤهلة التي نسمع عنها ونقرأها ولا نراها. ويضيف سعود الجهني أن مستشفى أملج لم يعد يوافق تطلعات أهالي المحافظة بإمكانياته البسيطة، مشيرا إلى أن الكثير من أهالي أملج يتعمدون السفر لمحافظات أخرى للبحث عن العلاج خوفاً من الإقدام على تجربة قد تكون كارثية حسب قوله. حقائق بالأرقام إلى ذلك كشف مصدر صحي ل «عكاظ» أن التأخير في تطوير الخدمات الصحية التي يقدمها مستشفى أملج العام وتعزيزه بالكوادر المناسبة بسبب غياب ثقافة فكر التطوير الصحي، وكانت «عكاظ» واجهت مديرية الشؤون الصحية في مدينة تبوك عن متطلبات وتطلعات أهالي محافظة أملج والتقت الناطق الإعلامي بمديرية الشؤون الصحية عودة العطوي الذي أوضح ل «عكاظ» أن إمكانية مستشفى أملج كمستشفى عام في تطور مستمر بما يتواكب مع نمو المحافظة السكاني ومن شواهد التطور للخدمات الصحية بالمحافظة تنفيذ مستشفى أملج الجديد بسعة (100) سرير يجري تجهيزه حاليا لتصل تكلفة المستشفى الإجمالية إلى 202 مليون ريال ويوجد بالمستشفى 53 طبيبا منهم 21 طبيبا أخصائيا واستشاريين دائمين إلى جانب الاسشاريين الزائرين والعمل مستمر على تحقيق تطلعات أهالي أملج، مشيرا إلى أن ذلك واجب وطني. وحول الخدمات الصحية التخصصية يقول العطوي «تقدم هذه الخدمة لأهالي المحافظة في المستشفيات المرجعية في مدينتي تبوك والمدينة المنورة حسب كل حالة وحسب نظام الاحالة الإلكتروني ومن خلاله يتم تحديد المكان المناسب لتقديم الخدمة الطبية التي يحتاجها المريض وأما الحالات الخاصة فيتم عرضها على الهيئات الطبية لتحديد المكان المناسب للعلاج داخل وخارج المملكة في المستشفيات. وعن تهيئة القيادات في مستشفى أملج العام بما يتوافق مع طبيعة العمل الصحي يقول العطوي أما بخصوص الإدارة فقال إنهم من الشباب السعودي الجامعي أو الحاصلين على دبلومات متخصصة ولديهم دورات عديدة في إدارة المستشفيات وإذا كان هناك أي ملاحظات وتقصير في أداء الخدمة فإن القنوات العديدة مفتوحة للتبليغ عن القصور أو بتقديم شكوى إلى الجهة المختصة.