شيعت جموع غفيرة من المصلين أمس الأول الطفل أسامة الحجوري (6 سنوات)، الذي وافته المنية في مستشفى أملج العام، بعد غيبوبة وصراع مع الموت دام أكثر من ثلاثة أيام، حيث أديت الصلاة عليه ثم ووري جثمانه الثرى في مقبرة أملج العامة. وكانت حالة من الحزن الكبير خيمت على الجميع خلال مراسم الدفن وبدا أقارب الطفل أسامة ملتفين حول والده للتخفيف عنه. وكان أهالي الطفل ناشدوا إدارة الشؤون الصحية بتبوك نقله بالإخلاء الطبي لأحد المستشفيات المؤهلة، لعدم توفر الإمكانات الصحية المناسبة في مستشفى أملج لعلاجه وهو في حالة خطرة. «عكاظ» زارت والد الطفل أسامة في منزله في محافظة أملج الذي اكتظ بالمعزين.. والتقت بناصر عليثة الجهني (خال الطفل) الذي قال: «كان أسامة قريبا من قلب أمه بل إنه كان جزءا منها لا تقوى على العيش بدونه وكان، رحمه الله، دائما ما يقول لها.. أريد عندما أكبر أن أكون جنديا أفدي وطني بعمري وأقف ما دون حدوده بدمي وروحي، مشيرا إلى أن والدته ومنذ أن بلغها نبأ وفاة طفلها وهي في صمت دائم ولا تقوى على الحراك ولا تردد غير أسامة.. أسامة. ويروي عليثة.. تفاصيل قصة أسامة قائلا: بينما كان أسامة يلهو مع باقي الأطفال سقط على الأرض سقطة أودعته ساكنا دون حراك، حينها تم نقله الى مستشفى محافظة أملج العام، حيث أكد الأطباء أنه في غيبوبة تامة أدخل على إثرها العناية المركزة، وبعد مضي أكثر من 24 ساعة دون أن تتحسن حالته قرر طبيبه المباشر نقله الى مدينة تبوك لوجود الإمكانيات المناسبة لاستقبال حالته بمستشفى الملك خالد بمدينة تبوك، وتم طلب الإخلاء الطبي له بواسطة الإسعاف في اليوم الثاني إلا أنه نتيجة لتدهور حالته الصحية ودخوله في مرحلة متقدمة من الغيبوبة رفض الدكتور المباشر لحالته الصحية نقله بالإسعاف لبعد محافظة أملج عن مدينة تبوك بأكثر من 500 كلم مما يشكل خطرا حقيقيا على حالته المتأخرة وأفادنا الطاقم الطبي بمستشفى أملج العام أنه تم إخطار مديرية الشؤون الصحية بمدينة تبوك بواسطة خطاب رسمي على ضرورة توفير طائرة عمودية ونقله بها إلا أنه وعلى ثلاثة أيام لم توفر الشؤون الصحية الإخلاء الجوي لابن اختي، الذي لم يمهله القدر كثيرا، حيث فاضت روحه إلى بارئها في وقت متأخر من صباح يوم الخميس الماضي.