افتتح الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الجلسة الثالثة لمؤتمر الحوار الوطني بالعاصمة اليمنية صنعاء، أمس، وسط غياب عدد من مكونات الحراك الجنوبي والحوثيين عن الجلسة الافتتاحية التي أقيمت بمقر رئاسة الجمهورية اليمنية، مؤكدا أن حل القضية الجنوبية سيتم في إطار دولة يمنية اتحادية واحدة وموحدة. وأوضح الرئيس اليمني الذي تعود أصوله لجنوب اليمن أن القضية الجنوبية حققت ما لم تحققه في عام 1990م، قائلا: «الملامح الأولى لحل القضية الجنوبية قد حققت ما لم تحققه في عام 1990م، وذلك عن قناعة راسخة لدى كل المكونات دفعا لظلم وقع وإحقاقا للحق وتجسيدا لمبدأ توافق عليه جميع اليمنيين». وهاجم هادي من وصفهم بالمزايدين بالقضية الجنوبية قائلا: «إن المزايدين بالقضية الجنوبية والمتاجرين بها سيجدون أنفسهم خارج التاريخ وعرضة لحساب الشارع اليمني بسبب خروجهم عن لحظة الإجماع الوطني، فالقضية الجنوبية هي مفتاح الحل لكل الحلول»، مضيفا: «الحلول يجب أن لا تتجاوز المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية وقرارات مجلس الأمن الدولي». واعترف هادي بالتحديات التي تواجه الحوار الوطني قائلا: «ما تبقى سيتم التعامل معه بنفس روح المسؤولية، ويخطئ من يظن أن بإمكانه حرف مسار المؤتمر الوطني إلى حساب أفراد أو جماعات على حساب مصلحة الشعب اليمني بكامله»، مضيفا: «الصعوبات كانت كبيرة، لكن الفشل ليس خيارنا؛ لأن الشعب اليمني اختار النجاح حينما اختار الحوار». ودعا الرئيس اليمني كافة الأحزاب والمكونات السياسية في بلاده إلى الترفع عن المصالح الشخصية والحزبية قائلا: «أطالب بالترفع عن المصالح الشخصية الحزبية الضيقة التي تتعارض مع المصلحة العليا للوطن». في حين أفصح الأمين العام لمؤتمر الحوار الوطني أحمد بن مبارك عن توافق الأطراف والمكونات في الحوار الوطني على 1600 مخرج للحوار الوطني. بدوره، قدم سفير مجلس التعاون الخليجي في اليمن سعد العريفي اعتذار أمين عام مجلس التعاون الخليجي عن حضور الجلسة لما وصفه بانشغاله بظروف حالت دون حضوره، مؤكدا استمرار مجلس التعاون الخليجي في دعم وتأييد مخرجات الحوار الوطني. من جهته، أعلن مبعوث الأممالمتحدة لليمن جمال بن عمر استمرار المجتمع الدولي والأممالمتحدة في دعمهما لليمن قائلا: «الأممالمتحدة والمجتمع الدولي سيستمران في دعم اليمن للوصول إلى تنفيذ مخرجات الحوار، وأعتقد أن مجلس التعاون الخليجي لن يبخل في دعم أشقائه في اليمن»، مطالبا كافة الأطراف والمكونات السياسية اليمنية إلى الترفع عن صراعات الماضي والحسابات الحزبية الضيقة والإسراع في مد الجسور والثقة من أجل المصلحة الوطنية العليا. الجدير بالذكر أن عددا من المكونات الجنوبية والحوثيين علقوا مشاركتهم في الجلسة العامة بدار الرئاسة، وفضلوا الحضور إلى مقر الحوار الوطني بفندق موفمبيك.