في ظاهرة تتكرر في ينبع سنويا وبعيدا عن زحام المدن وصخبها، يفضل العوائل وشباب المحافظة هذه الأيام قضاء أوقاتهم على شواطئ ينبع في ما يسمي بالتخييم البحري، مستمتعين بالأجواء المعتدلة، حيث أغرت تلك الأجواء الكثير من الشباب والأسر لقضائها على الشاطئ؛ بهدف الترويح عن النفس والاستمتاع، وفيها تنصب المخيمات فتتحول تلك الأماكن إلى مواقع مضيئة. ومن هذا المنطلق باشرت اللجنة المنظمة في مهرجان المخيمات الشاطئية بينبع أعمالها وأعلنت البدء في التجهيزات الأولية استعدادا لمهرجان شاطئي مختلف ومميز. وأوضح ل«عكاظ» أمين لجنة التنمية السياحية في ينبع يوسف الوهيب أن اللجنة تسعى إلى تنظيم الامور في جميع المجالات لينعم المصطاف والزوار وأهالي ينبع بجمال الشواطئ والاجازة، حيث تم عقد اجتماعات لتنظيم العمل السياحي بينبع وتم توقيع اتفاقية مع احد المستثمرين وفق اشتراطات معينة لتنظيم عملية التخييم على الشواطئ بينبع في مواقع محددة مع الاتفاق مع جميع الجهات المعنية لتقديم كافة الخدمات وسوف تظهر هذا العام لأول مرة عملية التخييم بشكل جيد سيكون محط أنظار الجميع، من خلال توفير جميع الخدمات في موقع التخييم من دورات مياه ومواقف سيارات ومنع دخول المركبات إلا لمن يحمل تصريحا، وساحة للالعاب الرياضية ومضمار للخيول ومضمار آخر للدراجات النارية وتوفير حراسات أمنية وأكشاك لبيع المواد الغذائية والعصيرات وادوات السباحة واكثر من 50 دورة مياه في الموقع بالإضافة الى المخيمات المكيفة والمؤثثة على شاطئ البحر الاحمر وتمت مراعات تخصيص فئات لتناسب الجميع فهناك فئة ممتازة وفئة متوسطة وفئة جيدة وتبدأ الاسعار من 200 ريال يوميا للخيمة الى 450 ريالا حسب الفئة ومن المتوقع ان يتم رصد هذه الفكرة من الهيئة العليا للسياحة والاثار من اجل تعميمها في جميع مناطق المملكة السياحية لدفع عجلة التنمية السياحية. وعن بعض الآراء التي ترى أن المواطنين منعوا من مشاهدة شواطئ البحر بينبع وارتفاع اسعار التخييم أجاب الوهيب: الشواطئ حق للجميع وتم وضع ذلك في الاعتبار، حيث خصصت مساحة للتخييم في كورنيش ينبع لا تتجاوز ألف متر، بينما طول كورنيش ينبع يزيد على 15 كم بالإضافة الى تخصيص مواقع للتنزه فقط ولا يسمح فيها بالتخييم وهي المظلات الخشبية والمسطحات الخضراء على طول الكورنيش ويمكن للراغبين في التخييم بالمجان الاتجاه الى شاطئ الشرم او ما يسمى الشاطئ الثاني بعد الحصول على الموافقات الرسمية من الجهات المعنية ونحن لا نجبر أحدا على التخييم لدى المستثمر بل سنقدم نموذجا ممتازا لمنع العشوائية التي كانت تظهر في السنوات الماضية في شاطئ ينبع وهناك عدد من المصطافين والزوار من دول الخليج تجذبهم ظاهرة التخييم في ينبع ويكونون حاضرين دائما. وفي جولة «عكاظ» على مواقع التخييم بكورنيش ينبع رصدت حراكا لنصب المخيمات تمهيدا لتأجيرها من قبل أحد المستثمرين بالإضافة الى قيام مجموعة من الاشخاص بحجز مواقع في اماكن بعيدة عن الكورنيش من اجل التخييم بها مع بدء اجازة عيد الحج بعد ايام قليلة. ويقول كل من منصور عبود ومحمد الجهني ومحمود الجعفري من أهالي ينبع: اعتدنا سنويا التخييم في اجازة عيد الحج وهي عادة سنوية مع الاصدقاء للخروج عن الاجواء الروتينية والاستمتاع بالسباحة والصيد وتبادل الاحاديث واعداد الطعام بانفسنا ولكن هذا العام لدينا تخوف عندما سمعنا بمنع التخييم نهائيا في ينبع واعتقدنا ان ظاهرة التخييم ستكون من الذكريات الجميلة التي عشناها سابقا ولا نعرف حتى الان ما هو مصير التخييم لهذا العام وعندما سألنا عن اسعار المخيمات التي سيتم تأجيرها وجدنا انها منظمة وجيدة ولكن اسعارها مرتفعة إلى حد ما. وعلمت «عكاظ» أن من يضع خيمة في الأماكن غير المخصصة فهو معرض للغرامة وإزالة الخيمة، وعن رمي النفايات والمخلفات في الجهة المحيطة أو على شاطئ البحر وتلويث المكان، فإن ذلك سيقابل بحزم إذ ستطبق عليهم لائحة المخالفات وتصل الغرامات من (1000-10.000) ريال، وقامت بلدية ينبع بنشر دوريات تابعة للبلدية في هذه المناطق من اجل المحافظة على النظافة، وضبط المخالفين، كما زودت الأمانة هذه المنطقة بحاويات إضافية، للحفاظ على المنظر الجميل الذي يتمتع به الكورنيش. وأوضح ل«عكاظ» مدير العلاقات العامة بمشروع المخيمات الشاطئية بينبع إبراهيم الجهني أن هذا المشروع سياحي متكامل مبني على دراسة وموازنات مالية وفريق عمل كبير، ويقام على جزء محدد من شاطئ الكورنيش الشمالي، ويهدف لتنشيط السياحة في محافظة ينبع وتقديم خدمة نوعية، ستسهم في القضاء على التجاوزات التى وقعت الأعوام السابقة، وستحد من العشوائية في عملية التخييم التي تؤثر على تنمية البيئة البحرية، بالإضافة إلى فتح المجال أمام عدد من ابناء المحافظة للاستفادة من الفرص الوظيفية الموسمية والدائمة التي تقدم والخصوصية التي تمكن جميع الاسر من الاستمتاع بالبحر، إضافة لدعم الاسر المنتجة في ينبع بتوفير المكان المناسب لهم داخل المخيمات الشاطئية، وتقديم برامج مدروسة بعناية للطفل والأسر يشرف عليها متخصصون، وقد سعت الشركة خلال الفترة الحالية لمنع العشوائية السابقة برصد جميع التجاوزات السابقة التي كانت تحدث وتؤثر على تنمية السياحة في المنطقة بوجه عام. وأشار إلى أن الاسعار التي وضعت مناسبة للجميع تبدأ بمبلغ رمزي 200 ريال، تم حجز 80% منها خلال الايام الاولى من بدء العمل، علما أن الشركة تساهم بجزء من قيمة التأجير لتنشيط السياحة بينبع من خلال تخصيص نسبة من الارباح لدعم عدد من المشاريع بالتنسيق مع لجنة السياحة ومحافظة ينبع. ولا يفوتنا الاشارة إلى دعم محافظ ينبع المهندس مساعد اليحيى السليم للأفكار التي تساعد على تنمية السياحية بينبع ومنها مشروع المخيمات الشاطئية وحرصه على دعوة المسؤولين عن السياحة وعلى رأسهم رئيس هيئة السياحة صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز الذي أنهى زيارته مؤخرا لينبع.