لا زال مجال الكتابة الأدبية والقصصية وبما فيها الشعرية أيضا تواجه عزوفا من لدن الشباب وخاصة الشابات، حيث إن أغلب إبداعات الفتيات تنحصر في مجالات محدودة غالبا ما تكون في تصميم الأزياء والتجميل وبعض مجالات الفن التشكيلي. غير أن الشابة وفاء محمد أبو هادي سارت عكس التيار واستطاعت أن تؤسس لنفسها فضاء في مجال الكتابة القصصية والشعرية والنثرية وصدر لها ثلاث مجموعات أدبية اثنتان منها شعرية ونثرية والأخرى قصصية، إذ برعت وفاء في كتابة الشعر والنثر منذ المرحلة الإبتدائية حيث كانت معلمتها تنمي فيها هذا الجانب وتشجعها. وأوضحت وفاء أنها قامت بتفعيل الموهبة النثرية والشعرية وشاركت في مسابقات شعرية مدرسية وفي برامج الإذاعة المدرسية في المرحلتين المتوسطة والثانوية. ثم انتقلت مشاركاتها الأدبية من مجال المدرسة إلى مراسلة إحدى المجلات والصحف فكانت تنشر أعمالها النثرية والشعرية بأسماء مستعارة. لم تخف وفاء أن فكرة الكتابة الأدبية وكتابة الشعر كانت تحديا كبيرا لها، وقد انطلقت من هذا التحدي وثابرت وأصرت أن تنمي موهبتها بكثرة القراءة والاطلاع الأدبي وممارسة الكتابة بداية عبر القصاصات الورقية ومسودات كتابية إلى أن دخل عصر الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي مما اعتبرته الكاتبة وفاء ثورة معلوماتية ونقطة تحول مهمة في رحلتها الأدبية والتي بدورها فتحت لها مجالات الكتابة ونشر أعمالها بشكل أوسع عن طريق الشبكة العنكبوتية. بعد كتاباتها ومدوناتها عبر الإنترنت. وبعد أن أصبح لها متابعوها في مواقع التواصل الاجتماعي قامت وفاء بتشجيع من أحد الكتاب والأدباء المحليين وبتشجيع من متابعيها عبر الإنترنت بجمع كل ما كتبته من شعر ونثر إلى أن أصدرت كتباها الأول عام 2007 بعنوان «رحلة ألم» والذي تضمن 144 قطعة شعرية ونثرية تحكي خواطر متفرقة تدور حول النجاح وعوامل الفشل. بعد ذلك أحبت وفاء أن تتجه إلى مجال الكتابة القصصية فكتبت ثلاث قصص قصيرة جاءت في كتابها الثاني بعنوان «دروب شائكة» والذي صدر عام 2009 والذي استقت فيه وفاء القصص من قصص واقعية من المجتمع ولكن بشخصيات خيالية غالبا ما تحتوي كل قصة من 4 إلى 5 شخصيات حيث ترسل الكاتبة عبر هذه القصص رسائل توعوية للمجتمع وخاصة فئة الشباب وما قد يواجهونه من تحديات ومخاطر وانزلاقات. وأخيرا عادت وفاء إلى أحضان الشعر والنثر ودفئه بصدور كتابها الأخير «مسافرة بلا عنوان» والذي يحوي 83 قطعة شعرية ونثرية. تنصح وفاء الشابات اللاتي لديهن موهبة الكتابة والأدب بأن يلجأن لهذا المجال وألا ييأسن ولو لم يلقين التشجيع وليصقلن موهبتهن بزيادة مورثاتهن اللغوية والأدبية بكثرة القراءة والاطلاع. وانتهت وفاء بحديثها بأنه يجب أن تقوم الجهات المسؤولة بدعم المواهب الشابة في مثل هذا المجال وخاصة لدى النساء.