لم تجد شاعرة سعودية مطلقة وسيلة للتواصل مع بناتها، اللاتي ظفر والدهن بحضانتهن، إلا عبر قصيدة وجهتها لهن في موقع إلكتروني. وأطلقت حادثة طلاق نوال الملقبة ب «نسر العروبة» موهبتها الشعرية خصوصاً في مجال النثر عبر قصيدة «رسالة إلى بناتي»، التي زادت من شهرتها في مواقع إلكترونية، حتى وصلت مشاركتها إلى نادي لندن الأدبي. وقالت ل «الحياة»: «بدياتي في الكتابة الشعرية كانت في مرحلة دراستي الثانوية، إذا نلت إعجاباً وتشجيعاً ممن حولي، لكن بعد زواجي توقفت عن الكتابة، إذا أسهمت الخلافات الزوجية في فقداني القدرة على ممارسة الكتابة الشعرية». وأضافت: «استمر هجري للشعر والكتابة 18 عاماً، بيد أن حادثة طلاقي المفاجأة دفعتني للعودة مجدداً، وكان أول ما كتبت قصيدة لبناتي اللائي أخذهن والدهن بعد انفصالنا مباشرة»، مشيرة إلى أنها لم تجد وسيلة لإيصال تلك الكلمات لبناتها إلا عن طريق الانترنت، من خلال نشر قصيدة لها تحت اسم مستعار «نسر العروبة». وذكرت أنها لم تتوقع انتشار تلك القصيدة بين المواقع الإلكترونية، ما شجعها على الاستمرار في كتابة القصائد الشعرية والنثرية، واكتسبت من خلالها شهرة بين أوساط الشعراء، وأصبحت ضيفة في ما بعد في أمسيات شعرية، كان آخرها في نادي لندن الأدبي. وترى نوال أن النجاح لم يكتب لها مطلقاً إذ عرفت في خارج حدود وطنها قبل أن تعرف داخله، إضافة إلى تعرضها للعديد من المضايقات منها إغلاق مواقعها الالكترونية الشخصية. وتابعت: «تعرض مواقعي الشخصي لاختراق من مجهولين وتم إغلاقه، لكن الإصرار على ممارسة الكتابة الشعرية دفعني لإنشاء مواقع أخرى تعرضت أيضاً للاختراق»، مشيرةً إلى أن هناك أشخاصاً يرفضون ممارسة المرأة لكتابة الشعر، ويحاولون قمعها من دون مبرر لتصرفاتهم. وأكدت أن هناك شرائح كبيرة تدعم المرأة وتمهد لها الطريق للوصول لأهدافها والنجاح في شتى المجالات، مشددةً على أن ما تعرضت له من مضايقات دفعها لجمع أبياتها الشعرية في كتاب سيصدر قريباً وغالبيتها تتحدث عن الخلاف الفكري بين الرجل والمرأة والمفارقات بينهما.