انطلقنا من مليجة مرورا بالصرار ثم ثاج وإلى الحناة حتى وصلنا إلى مدخل الجبيل الصناعية المتقاطع مع طريق الدمام أبوحدرية السريع بمسافة تزيد عن 100 كيلومتر، السير على طريق الأسفلت في هذا المكان رحلة مضنية فالمركبة لا تسلم من الغوص على الرمال التي تملأ منتصف الطريق .. قد يقول قائل كيف تغوص بالرمال وأنت تسير بمركبتك على طريق عام مسفلت تابع لوزارة النقل؟ رمال الأسفلت الإجابة بكل سهولة تأتي هكذا: إن الطريق مهمل وتراكمت عليه الرمال الزاحفة وغطت كثيرا من أجزائه وأغلقتها تماما، وكانت وزارة النقل بدأت منذ فترة قصيرة إزاحة وسحب الرمال الزاحفة من الجزء والمسافة الواقعة بين ثاج الحناة إلى هجرة الهدى تقريباً بنحو 50 كيلومترا وتركت الجزء الباقي ما بين هجرة الهدى إلى مدخل الجبيل الصناعية مع طريق الدمام أبو حدرية. لماذا الرباعي؟ سعد فهد العازمي من سكان ثاج يقول وهو يضرب كفا بكف: هذا الطريق يخدم العشرات من المراكز والهجر وأنشئ منذ سنوات لا تزيد عن 8 إلى 10 أعوام واختصر على العابرين عشرات الكيلو مترات في حالة سفرهم إلى الجبيل أو الدمام لكن إهمال الطريق تسبب في كثير من الحوادث الخطيرة والقاتلة، كما أن الوزارة تركت التراب والرمال دون إزاحة من فترة الصيف وعندما تبدأ الأجواء بالاعتدال تأتي وتزيح الرمال من بعض المواقع بعد أن تغلق أجزاء من الطريق عدة أشهر.. وإذا تراكمت الرمال يصبح الطريق عديم الفائدة وخطيرا ولا يستخدمه غير المضطر أو من يملك سيارة دفع رباعي عليك أن تتخيل وتسأل لماذا طريق مسفلت ويضطر العابر استخدام سيارة دفع رباعي؟ انتبه الأسفلت وعر! فهد حمدان العارضي يكمل الحديث الذي بدأه العازمي ويضيف: هناك أمر أود الإشارة إليه وهو أن هناك لوحات نصبت على هذا الطريق مكتوب بها (انتبه طريق وعر)، فالحقيقة أن الأمر فعلا يستحق الدهشة طريق مسفلت ووعر في آن واحد .. ويتساءل العارضي لماذا اللوحات على طريق مسفلت أنشأته الجهات المختصة قبل سنوات قليلة ليخدم عشرات الآلاف من المسافرين، السؤال الأهم هو: اللوحات هذه هل هي عجز عن صيانة الطريق الهام أم محاولة للتنصل من المسؤولية حال حدوث مكروه لأي صاحب سيارة في هذا الطريق الوعر وخشية من مطالبات التعويض التي قد يتقدم بها المتضررون ؟ هل تود الجهات المختصة أن تقول لقد أبلغناكم أن الطريق وعر وأن المتضرر هو المخطئ لأنه لا يقرأ اللوحات الإرشادية؟ العارضي يختتم متسائلا: أين البديل فلو أن أحدا من سكان ثاج أو الحناة على سبيل المثال يريد السفر إلى الجبيل المسافة لاتزيد عن 90 كيلومترا وإذا رغب في الذهاب عن طريق النعيرية تزيد عن 200 كم فهل هذا يعقل؟. الأكثر خطورة يعود سعد العازمي للحديث مجددا ويضيف أن المسافة الأكثر خطورة في هذا الطريق في موقعين الأول بين هجرة الهدى إلى الفاضلي بمسافة 30 كيلومترا تقريبا ثم الأكثر خطورة منها في الوصلة الجديدة التي أنشئت منذ حوالي عامين أو ثلاثة والواقعة ما بين مفرق الفاضلي شركة الشرقية ومدخل الجبيل بمسافة 25 كيلومترا فهي إضافة للطريق معتمد من وزارة النقل ولكن منذ أن افتتحت الوصلة لم تتم صيانتها أو إزاحة الرمال منها حتى أغلقت الرمال أجزاء واسعة منها مع أن السفلتة فيها جيدة لكن يعيبها المنحنيات الخطيرة كما أنها مغلقة بالرمال والغريب أن السفلتة في الوصلة بالذات جيدة . أسئلة حائرة عويض المطيري من جانبه يقول: هذا الطريق بعد مركز الحناة في اتجاه الجبيل فيه حفريات عميقة وخطيرة والمنطقة هذه شهدت حوادث مميتة ومؤسفة في فترات سابقة.. المواطنون يتساءلون: لماذا لا تعمل معدات وزارة النقل في الموقع على الصيانة والترميم والمعالجة وسحب الرمال الزاحفة أو وضع حلول عاجلة لها .. فالملاحظ أن العمل يستمر لأيام قليلة ثم يتوقف.. ما سبب التباطؤ في إزالة الرمال عن بقية الطريق حتى مدخل الجبيل وبين مفرق الفاضلي وشركة الشرقية على مسافة 25 كيلومترا. صحيح أن الآليات تعمل على إزالة الأسفلت قرب جسر الدمام أبو حدرية على مدخل الجبيل رغم أن الأسفلت فما هي الأسباب وراء ذلك.. المواطنون أنهوا أسئلتهم ثم أجمعوا على صيانة الطريق المهم على مدار العام وأن تزال تلك اللوحات التي تحذر الناس من الأسفلت الوعر وإلا تترك الرمال على حالها حتى تتحول إلى تلال وجبال.