بعد نحو أسبوعين من فوزها في الانتخابات التشريعية الألمانية بدأت المستشارة الألمانية انغيلا ميركل أمس مباحثاتها الأولى مع خصومها الاشتراكيين بهدف تشكيل حكومة «ائتلاف واسع». ورغم انتصارها الشخصي في اقتراع 22 ايلول/سبتمبر لم يحصل محافظو «سي دي يو» الاتحاد المسيحي الديموقراطي والفرع البافاري في "سي اس يو" (41,5% من الأصوات) على الأغلبية المطلقة التي تفصلهم عنها خمسة مقاعد ويتعين عليهم البحث عن حليف جديد لأن الحزب الليبرالي "اف دي بي" الذي كان يتقاسم الحكم معهم منذ 2009 لم يتمكن من دخول البوندشتاغ (مجلس النواب) لأن نتيجته لم تبلغ الحد الأدنى من الأصوات الضرورية. وبالتالي تحاول المستشارة التي تبدأ ولاية ثالثة، التوافق مع الحزب الاشتراكي "اس بي دي" الذي حل ثانيا في الانتخابات (25,7% من الأصوات) في مباحثات تمهيدية من شأنها أن تمهد الى مفاوضات محتملة حول تشكيل ائتلاف. وستفعل ذلك أيضا مع الخضر رغم ان العديد من الخبراء يستبعدون تحالفا مع حزب المدافعين عن البيئة. ويتوقع ان يكون تشكيل الحكومة الالمانية الجديدة طويلا وصعبا. وقالت انغيلا ميركل الخميس على هامش احتفال بالذكرى 23 لإعادة توحيد المانيا ان "اوروبا تنظر إلينا، والعالم ينظر إلينا" وأضافت "لدينا مسؤولية مشتركة تتمثل في تشكيل حكومة مستقرة" ووعدت بأن تكون "المناقشات صادقة". وتؤيد أغلبية الالمان تشكيل "ائتلاف كبير" كما حصل في ولاية انغيلا ميركل الاولى بين 2005 و2009 وقال المحلل السياسي البرليني اوسكار نيدرماير ان "الالمان يتطلعون الى الاستقرار خصوصا في زمن الأزمة (في اوروبا) ويقولون إنهم في حاجة الى حكومة مستقرة بأغلبية مستقرة". وستتناقش انغيلا ميركل التي تقود وفدا من 14 شخصا (سبعة من سي دي يو وسبعة من سي اس يو) مع ممثلي اس بي دي بمن فيهم خصمها المهزوم في الانتخابات بيير شتانيبروك وسيغمار غبرييل. وتتناول المفاوضات من أجل التوصل الى اتفاق حكومي بشكل أساسي إنشاء وتعميم حد أدنى من الرواتب، وهو أكبر وعود الاشتراكيين وخصوصا زيادة محتملة في الضرائب لتمويل الاستثمارات لاسيما في البنى التحتية. ويرى المحلل السياسي اوسكار نيدرماير ان "مشكلة ميركل هي ان ليس لديها خيار" سوى التفاهم مع الاس بي دي "لأنها استثنت بنفسها تشكيل حكومة أقلية". لكنه يرى ان على الاشتراكيين "عدم المغالاة لأنهم قد يدفعون ميركل الى القول انها تفضل انتخابات جديدة". وألمحت الأمينة العامة للاس بي دي اندريا هاهلس ان المباحثات قد تدوم حتى كانون الثاني/يناير. ومهما كانت نتيجة المباحثات سيعقد النواب الألمان أول اجتماع في 22 تشرين الأول/اكتوبر، أي بعد شهر من الاقتراع، واعتبارا من ذلك التاريخ لن تقوم الحكومة المنتهية ولايتها سوى بتصريف الأعمال.