لم يثن وصول مفتشي نزع الأسلحة الكيماوية النظام السوري عن مواصلة قصفه وتدميره للمدن، فضلا عن قصف المدنيين، ففي الوقت الذي بدأ فيه اليوم خبراء نزع الأسلحة الكيماوية مهمتهم في سوريا أمس، ما زال النظام يحاول اقتحام بلدة برزة في ريف دمشق. إلا أنه تكبد خسائر فادحة بين صفوف قواته. وعبر الفريق المؤلف من 20 خبيرا تابعين لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية نقطة المصنع الحدودية في شرق لبنان متجهين إلى دمشق. على أن يبدأوا في دمشق تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي المتعلق بتدمير الترسانة السورية من الأسلحة المحظورة، من خلال التحقق من الترسانة تمهيدا لتدميرها. وتعد العملية المرتقبة من الأكثر تعقيدا في تاريخ نزع هذا النوع من الأسلحة. ورغم أن عمليات مماثلة جرت في العراق وليبيا في أوقات سابقة، إلا أنها أول مرة تنزع الأسلحة الكيميائية من بلد غارق منذ 30 شهرا في نزاع دام أودى بحياة أكثر من 110 آلاف شخص. وبحسب تقديرات الخبراء، تمتلك سوريا أكثر من ألف طن من الأسلحة الكيماوية، بينها نحو 300 طن من غاز الخردل والسارين، موزعة على نحو 45 موقعا في مختلف انحاء البلاد. ميدانيا، قال ناشطون إن قوات النظام تكبدت خسائر فادحة أثناء محاولة اقتحام فاشلة لحي برزة الدمشقي. وأكدوا أن قتلى جيش النظام قاربوا 40، فيما تم إعطاب عربتي (ب إم ب) ناقلة للجنود، وتدمير دبابة من طراز (تي 72). واستولى الثوار أثناء صدهم لهجوم النظام قرابة 50 قطعة سلاح، ما بين متوسطة وخفيفة. من ناحيته، حذر الائتلاف الوطني السوري المعارض في بيان من (كارثة إنسانية) تشهدها ضاحية معضمية الشام التي تقع جنوب غربي العاصمة السورية، متهما النظام السوري بالقيام ب «حملة تجويع وتهجير ممنهجة» في هذه المنطقة. وتحت عنوان (معضمية الشام تشهد كارثة انسانية)، أصدر الائتلاف بيانا اتهم فيه النظام السوري بالقيام بحملة «تجويع وتهجير ممنهجة يمارسها بحق مدينة المعضمية ويكثف أعمال تدمير وهدم البنى السكنية انطلاقا من نقاط المواجهة مع الجيش الحر عند مداخل المدينة باتجاه مركزها».