تعاني المعلمات في مقرات إقاماتهن الوظيفية من نقص في خدمات الرعاية بأطفالهن حيث لا يسمح لهن بجلب أطفالهن لمقر العمل حتى لو كان الطفل رضيعا، كما لا يسمح لهن بالخروج للاطمئنان على أطفالهن من العمل إلا لساعات محدودة، ما يضطر البعض منهن إلى الغياب المتكرر أو طلب إجازة أمومة أطول من الإجازة الرسمية لحماية طفلها من الضياع مع غياب أي حضانات تتبع مقرات أعمالهن الحكومية. وتتنامى هذه المشكلة في الأماكن النائية ما يؤدي إلى ظهورهن بمظهر المقصرات في أعمالهن، فيما تطالب المعلمات بتوفير حضانات لأطفالهن لمساعدتهن على أداء أعمالهن بارتياح حيث تطمئن لوجود طفلها بجوارها في أمان، بل وبالقرب منها، لافتات إلى أن توفير الحضانات في نفس المدارس التي يعملن فيها سيكون أكثر استقرارا بالنسبة للأسرة بشكل عام. تقول المعلمة فهيمة السهلي: أعمل مدربة في معهد بمدينة ينبع ولي سنتان ولبعد المسافة بين ينبع والمدينة اضطررت بعد موافقة زوجي أن أسكن في ينبع أيام الدوام الرسمية وفي الإجازة أغادر عائدة إلى منزلي في المدينة، ولدي طفلة عمرها ثلاث سنوات وطفل رضيع، أجبرت ألا أتركهم في المدينة وحدهم فهم بحاجة ماسة لوجودهم بجواري، ولكن مقر السكن لا يوفر لنا أي مقومات تحفز على الاجتهاد بفكر خالٍ ومطمئن على أطفالنا فنحن نحتاج إلى حضانات في مقر العمل تحفظ أطفالنا وتحفظ أموالنا من ابتزاز بعض العاملات حيث تعاملنا مع عاملة تشادية قدمت لنا خدماتها وستعمل مربية بالأجرة للجلوس مع أطفالنا في فترة عملنا فعلى كل طفل تأخذ منا 300 ريال شهريا ولا نعلم كيف هي معاملتها للأطفال. توافقها الرأي سامية الشريف المعلمة، حيث تضيف: نعاني الأمرين فنحن لا نستطيع ترك أبنائنا بعيدين عنا فلا يوجد من يرعاهم في المدينة ونحن مغتربات خارجها، وأغلب أطفالنا رضع يحتاجون لنا أكثر وأكثر ولا نأمن عليهم أحد فنحن خمس معلمات نسكن في شقة، وكل منا لديها طفلان، فنضطر لأن تضحي كل واحدة منا بيوم غياب عن العمل لنرعى الأطفال بالتناوب فيما بيننا، نظرا لغياب حضانات داخل المدرسة التي نعمل بها لكي تكفينا هم التفكير في رعاية أطفالنا وقت الدوام الرسمي لكي نطمئن نفسيا بأن أطفالنا بجانبنا ونستطيع رؤيتهم في أية لحظة. وتؤيد نسرين المحمدي فكرة إنشاء دور حضانة في كل مدرسة وأي قطاع تعمل فيه النساء، حيث سيكون حافزا للعاملات على الجد والاجتهاد والعمل بارتياح وشعور بالاستقرار ما يؤثر إيجابيا على فاعليتهن في العمل، حيث تأمن العاملات على أطفالهن، مضيفة: الكثير من الخريجات تخصص رياض الأطفال جليسات البيوت وحان الوقت للاستفادة من عملهن بشكل عملي، كما أنهن يؤتمن على رعاية الأطفال، بل إنهن أحق من العمالة الأجنبية التي لا تبحث سوى عن المادة، فيما تناشد المحمدي الجهات المعنية باستحداث دور للحضانة لحماية وحفظ الأطفال من الرعاية غير المكتملة للعمالة السائبة.