يعود تاريخ مهنة السقاية والرفادة إلى عهد جد النبي صلى الله عليه وسلم عبدالمطلب بن هاشم، وورثت هذه المهنة لخدمة حجاج بيت الله الحرام جيلا بعد جيل، إلى أن انفصلت السقاية عن الرفادة، حيث تولت طائفة الزمازمة عملية السقاية، فيما تقلدت طائفة المطوفين عملية الرفادة، كما مرت بهذه المهن عدة عصور كان آخرها العهد السعودي، حيث كان الزمازمة والمطوفون يعملون بالتقارير التي هي عبارة عن وثائق من حاكم المنطقة آنذاك، بحيث تخص كل عائلة من عوائل الزمازمة بخدمة حجاج بلد معين أو جهة معينة، واستمر الحال كذلك حتى عهد الملك فيصل بن عبدالعزيز (رحمه الله). وفي العام 1964، أراد الملك فيصل تحسين أداء أرباب الطوائف، فأصدر في ذلك الوقت نظام المطوفين العام الذي تم تطبيقه على الزمازمة والمطوفين. فعرف الزمازمة بأنهم هم من يقومون بتوصيل الماء للحجاج خدمة منهم او بناء على طلب المطوفين وذلك بتوصيل ماء زمزم للحجاج المكلفين بخدمتهم. وفي الوقت الحالي لم تعد مهنة الزمازمة مهمة إنسانية محتكرة على الرجال بل دخلت المرأة المكية السعودية عبر البرنامج الذي يقوم بدعوة الرجال والنساء لتقديم السقاية للحاج وذلك عبر تكوين لجنة نسائية تعمل بمكتب الزمازمة الموحد بمكةالمكرمة بأنشطة متعددة وبجهود مكثفة من أجل خدمة ضيوف الرحمن. وعن البرامج التحضيرية التي استعدت من خلالها اللجنة النسائية لموسم حج هذا العام ذكر سليمان بن صالح أبو غليه رئيس مجلس إدارة مكتب الزمازمة الموحد بالعاصمة المقدسة أن اللجنة النسائية بمكتب الزمازمة الموحد بالعاصمة المقدسة شاركت مؤخرا في البرنامج التدريبي وعنوانه (العمل من المنزل) الذي نفذته مؤسسة مطوفي حجاج الدول العربية بالتعاون مع أكاديمية ملتقى الرواد للتدريب واللغات الذي اختتم مؤخر بواقع 20 ساعة تدريب للدورة كاملة، واستفاد من تلك الدورة كل من رئيسة اللجنة النسائية بمكتب الزمازمة الموحد نوال عبدالله عبده، وعضوتي اللجنة المساندة، فريدة عبدالله فاضل، وأمانى صدقة عتيق مؤكدا أن مشاركة المكتب النسائي في هذه الدورة تأتي في إطار الحرص على تطوير القدرات الذاتية لمنسوبات مكتب الزمازمة الموحد. وقالت رئيسة اللجنة النسائية بمكتب الزمازمة الموحد نوال عبدالله عبده ان رئيس مجلس الإدارة أبو غليه لم يغفل الجهود والأدوار التي تقوم بها المرأة الزمزمية وما تؤديه من خدمات جليلة وجهود مباركة في مجالات اختصاصها من خلال البرامج المعدة والمتطورة سنويا للجنة النسائية، مشيرة إلى مهامها التي تتمثل في توزيع ماء زمزم المبارك على الحاجات المنومات بمستشفيات العاصمة المقدسة الحكومية والتي منها على سبيل المثال لا الحصر النور التخصصي والملك عبدالعزيز والملك فيصل حيث اعتمد مجلس الإدارة هذا البرنامج ضمن خطته التشغيلية منذ موسم حج عام 1430ه وهو برنامج (سقيا الحجاج المرضى المنومين بالمستشفيات) الذي يتضمن تقديم ماء زمزم للمرضى من الحجاج المنومين على الأسرة البيضاء في المستشفيات (رجالا ونساء) وقد رافقت عضوات اللجنة رئيس مجلس الإدارة خلال السنوات الماضية في جولاته على المرضى في المستشفيات، بزيارة الأقسام النسائية وتقديم عبوات بلاستيكية معبأة بماء زمزم الطاهر سعة (1.5) لتر، إضافة إلى مسبحة لكل حاجة كهدية من المكتب. وأضافت أن اللجنة تقوم بالتنسيق المسبق مع جميع اللجان الخارجية لإبراز أعمال المكتب والخدمات التي يقدمها لضيوف الرحمن، كما تم استقبال العديد من وفود الحجاج من النساء وتعريفهن بأنشطة المكتب وبما يقدمه من خدمات. ونوهت الى أن أعمال اللجنة النسائية لم تقتصر على المشاركة بموسم الحج إلى هذا الحد فقط، بل تقوم بأدوار متعددة وهامة ومن أبرزها صرف شيكات المساهمات الزمازمة وتعبئة استمارات حوالات بنكية والتواصل معهن من خلال اللقاءات والحفلات وانعقاد الجمعية العمومية بالإضافة إلى استقبال واستضافة كليات التربية والعلوم والتغذية وبعض المدارس الخاصة بمكةالمكرمة، واستضافة الوفود والبعثات النسائية، كما تقوم اللجنة بتوزيع العديد من هدايا المكتب على ضيوف الرحمن كالاصدارات والنشرات الصادرة من المكتب، إضافة إلى ما تقوم به اللجنة من دورات نسائية بين المساهمات الزمازمة وبعض من مؤسسات الطوافة لأهمية المرأة المكية في خدمة حجاج بيت الله الحرام والظهور بمظهر مشرف ولائق. وبينت أن اللجنة النسائية بالمكتب تسعى إلى تفعيل دور المرأة السعودية في خدمة حجاج بيت الله الحرام وتعريف الجهات النسائية المهتمة وحاجات بيت الله الحرام بما يقدمه المكتب من خدمات والتنسيق مع جميع اللجان النسائية الخارجية وأبرز أعمال المكتب عن طريق الوسائل الإعلامية والتواصل مع الحاجات المنومات بالمستشفيات بمكةالمكرمة وتوزيع عبوات ماء زمزم عليهن، وكذلك التواصل مع المساهمات وعمل اجتماعات ودورات تدريبية لهن.