قد يصعب الحديث عن الخدمات التي يقدمها مكتب الزمازمة الموحد لضيوف الرحمن خلال موسم الحج ففي كل عام تبرز خدمات مستحدثة وخطوات عملية جديدة وبرامج تطويرية يقوم بها الزمازمة بهدف ايصال خدماتهم لحجاج بيت الله الحرام منذ وصولهم الى منافذ الدخول لمكةالمكرمة ومقار سكنهم وحتى مغادرتهم لها. ومع بدء أعمال موسم حج هذا العام 1433 ه استوقفتني عدة مشاهدات لأعمال المكتب وبرامجه كان أبرزها ظهور سيارات خاصة ومجهزة لنقل عبوات ماء زمزم من مركز التعبئة الى مقار سكن الحجاج بطريقة حديثة وأسلوب جديد وهي خطوة لم نكن نعهدها من قبل اذ كان المكتب يعتمد كليا على السيارات المستأجرة ومثل هذه الخطوة أثارت رغبتي في التعرف على فكرة ميلاد هذه الخطوة وما اذا كانت جميع سيارات نقل العبوات ستكون مملوكة للمكتب خلال موسم حج هذا العام أو المواسم القادمة ففضلت أن أفتح باب النقاش والحوار مع أحد قياديي مكتب الزمازمة الموحد حول هذه الفكرة. فجاءت الاجابة مبنية على عدة محاور أولها أن تطوير أي عمل لا يأتي إلا من خلال دراسة أولية له وإخضاعه للتقييم من خلال التجربة العملية بهدف التعرف على الايجابيات المحققة والسلبيات المسجلة لذلك لم يقم المكتب بتحديث كامل أسطول سيارات نقل العبوات في موسم حج هذا العام. ومثل هذه الخطوة والصراحة والوضوح التي يبديها مسؤولو مكتب الزمازمة الموحد وان كانت تستحق الشكر والتقدير فإنها تؤكد على أن نجاح أي عمل لا يأتي إلا من خلال طرحه للملاحظة والتعرف على ايجابياته ومناقشة سلبياته بصراحة تامة. وبعيدا عن خطوة المكتب وخدماته وما تم استحداثه في موسم حج هذا العام من أسطول الناقلات وغيره من أعمال تمثلت في المسح الشامل لكافة أحياء مكةالمكرمة دون النظر لبعدها أو قربها من الحرم المكي الشريف فان ما تناقلته بعض الصحف المحلية والمواقع الاليكترونية عن برنامج زيارة الحجاج المنومين بالمستشفيات ضمن برنامج تقديم ماء زمزم المبارك للمرضى من الحجاج المنومين بمستشفيات العاصمة المقدسة رجالاً ونساءً والتي بدأت بمستشفى النور التخصصي وقيام رئيس مجلس الادارة بتقديم عبوة بلاستيكية معبأة بماء زمزم المبارك سعة (1.5) لتر إضافة إلى مسبحة لكل حاج كهدية من إدارة المكتب اضافة الى قيام الفريق النسائي بالمكتب بزيارة الأقسام النسائية داخل المستشفى وتوزيع عبوات ماء زمزم على الحاجات خطوة أخرى في مسار عمل الزمازمة اذ أكدت بأن دور المكتب لم يعد منحصرا في ايصال ماء زمزم للحجاج داخل مقار سكنهم فللمكتب دور انساني يؤكد من خلاله أن مهنة السقاية التي انحصرت على طائفة الزمازمة والتي بدأت مع الرفادة منذ عهد عبدالمطلب بن هاشم جد النبي صلى الله عليه وسلم وورثت جيلاً بعد جيل ستبقى ملتزمة بنهجها في خدمة حجاج بيت الله الحرام.