تؤرق «البلاي ستيشن» الآباء وتجذب الأبناء، خاصة أن بعض الشباب يقضي جل وقته أمامها ما يجعله يتأخر في التحصيل العلمي، فإدمانهم هذه الألعاب جعلهم أسرى لها، دون اكتراث لهموم الحياة، ما يظل هاجسا لدى الآباء، حيث يشكل عبئا ماديا، ناهيك عما تسببه هذه الألعاب من غزو لفكر الشباب وميلهم للعدوانية نتيجة نوعية الألعاب العنيفة التي يفضلها الشباب. يقول فؤاد علي: بات أبنائي متعلقون بالبلاي ستيشن، فيجلسون أمامها لساعات طويلة دون ملل ولا كلل، ما جعل تحصيلهم العلمي ضعيفا بسبب هذه الألعاب التي غزت شباب مجتمعنا، مضيفا: ولكوني مشغولا طوال اليوم في تأمين رزقي، ما أعطى فرصة للأبناء لأن يأخذوا راحتهم في المنزل ويمارسوا هذه الألعاب باستمرار دون رقيب، في ظل عدم إحكام سيطرة الأم على الأبناء، حتى أن البعض منهم نسى لغة الحوار والكلام وأصبح لا يتكلم ولا يأكل وكل همه كيف يحقق إنجازا في الألعاب بالوصول إلى المرحلة الأخيرة، واستطرد بعد أن ينتهوا من ألعاب الفيديو يبدأون بتطبيق ما شاهدوا في تلك اللعبة، فتبدأ معركة الأبناء بعد أن يلعبوا لعبة المصارعة مثلا، على أرض الواقع دون النظر فيما قد يسببه تطبيق هذه اللعبة في الحقيقة. ويضيف فؤاد: شاهدتهم ذات مرة يلعبون لعبة «حرامي سيارات»، هدفها أن تربي الشباب على السرقة والتهور وتغرس في نفوسهم للأسف حب المغامرة السلبية، ما يجعل الشباب يحملون فكرا عدونيا لحياة غير آمنة، وطالب فؤاد الجهات ذات العلاقة بالتدخل العاجل للحد من انتشار هذه الألعاب التي تغزو أفكار الشباب بفكر منحرف وتشارك في غرس أفكار عدوانية في عقول الشباب، ما يجعله مصيره للبطالة نتيجة فشله الدراسي. ويستسلم هاني تركي لرغبات أولاده دون مقاومة، حيث أصبح شراء سي دي جديد لواحدة من الألعاب المشهورة مطلبا أسبوعيا، إلا أنه يشترط عليهم الاهتمام بالتحصيل العلمي أولا، وتوزيع الوقت بين الاستذكار واللعب، مضيفا: ارتفعت أسعار البلاي ستيشن بصورة مبالغ فيها حيث وصل سعر اللعبة الواحدة إلى 250 ريالا، ما يشكل عبئا على ميزانية الأسرة، لافتا أنه يشارك أبناءه اللعب في بعض الأحيان للتعرف على محتوى اللعبة وفكرتها حتى لا تغرس في نفوسهم عادات أو تقاليد تتنافى مع معتقداتنا، مضيفا: وعندما ألاحظ واحدة من هذه الألعاب تحتوي على أفكار منحرفة، أكسرها فورا حتى لا يكرر الأولاد اللعب بها، مشددا على ضرورة أن يفرض الوالد رقابة شديدة على البلاي ستيشن التي يظن البعض أنها وسيلة للترفيه، وتكون نتائجها غير محمودة العواقب.