حين يصل الشاب سنا معينة وبعد تكوين نفسه يبدأ بالتفكير في إكمال نصف دينه ويضع مواصفات شريكة حياته في خياله.. يريدها جميلة كاملة تخلو من العيوب، وبعد ذلك يتقدم لخطبة فتاه على ذوق والدته.. كذلك الفتاة تضع مواصفات خيالية لفارس أحلامها فتفكر بقلبها تظن أنه ذلك الفارس الذي سيعيشها في قصة خيالية بعيدة عن الواقع ولا تفكر بعقلها ومستقبلها.. لم تسأل نفسها.. هل هذا الرجل سيقربني من ربي؟ هل سيعينني على تربية أبنائي تربية صالحة؟ هل هذا هو الأب الذي أريد أبنائي أن يصبحوا مثله تماما؟.. تنسى كل هذه التساؤلات وتفكر في لون فستان زفافها، بيتها، تسريحة شعرها. كيف ستبدو في هذا اليوم هل ستعجب الحضور أم لا.. من حقها أن تفكر في هذه الأمور ولكن هناك أمور أهم.. وبعد الزواج يندهش كل منهما من مواصفات الآخر وتصرفاتها أنها كانت عكس ما يحلم به، ويبدأ الزوج في لوم والدته على اختيارها وتبدأ الزوجة بالشكوى لأهلها وصديقاتها من تصرفاته وكالعادة جميعهم يكررون هذه الجملة: (غداً سيتغير عندما تتأتي له بالمولود الذي سيغير حياتكما للأفضل ويزيدها بهجة وفرحا) تسمع هذه العبارة وتظن أنه سوف يتغير للأحسن. وبعد إنجاب الأطفال الذين كانت تحلم هي وزوجها بهم، ترى الحال لم يتغير وتزداد المشكلات وبدلا من أن يتوجه الزوجان إلى استشاري أسري لحل هذه المشكلات كل منهم يفقد أعصابه حتى تصل المسألة إلى الطلاق. قد تكون مسألة الطلاق في بداية الزواج أسهل بكثير ولكن بعد الإنجاب نجد أن الأبناء هم من سيدفعون ثمن هذه الغلطة فالأب سيتزوج والأم كذلك.. كل منهم يفكر في حياته والأبناء تارة عند أبيهم وتارة عند أمهم وربما تشتكي منهم زوجة الأب وزوج الأم فيتوجهون إلى أحد الأقارب كالجدة وغيرها فالأب أصبح له منزل آخر يصرف عليه وربما لن يأت لهم بمصروف أو يأت لهم بمصروف ولكن بقلة، فالضمان غير شامل لأبناء المطلقين فهم منسيون.. قد يتجهون للسرقة وغيرها فهم لم يربوا بين أبويهم ولم يأخذوا من صفاتهم شيئا لم يعرفوا من أبيهم سوى أن أمهم سيئة ولم يعرفو من أمهم سوى أن أباهم سيئ، فاتقو الله في أبنائكم أنتم مسؤولون عنهم يوم القيامة فهذه الأرواح تحتاج للعطف والحنان والاحتواء، تريد أن تحس أنها مركز اهتماماتكم أو إحداها على الأقل وليست سوى أرواح على هامش الحياة. سكينة محمد حسين مكي (المدينةالمنورة)