أعلنت رئاسة الجمهورية اللبنانية أمس، تأجيل زيارة الرئيس العماد ميشال سليمان التي كانت مقررة غدا الثلاثاء إلى المملكة، إلى موعد لاحق يعلن في حينه. وقد ترأس الرئيس اللبناني مساء أمس الأول، اجتماعا خصص لبحث الوضع الأمني في مدينة بعلبك شرق البلاد بعد الاشتباكات التي اندلعت فيها بين عناصر حزبية وأخرى عائلية، أدت إلى مقتل 5 أشخاص وإصابة أكثر من 10 وصدر عن الاجتماع توجيهات تقضي «باتخاذ التدابير الحازمة لضبط الوضع الأمني في مدينة بعلبك، ومنع الإخلال بالانتظام العام والحفاظ على السلم الأهلي في هذه الظروف التي تتطلب وعيا وطنيا لدقة المرحلة وتوقيف المرتكبين وإحالتهم إلى القضاء العسكري». من جهته، قال الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة تمام سلام أمام وفود زارته أمس، إن الحادثة الدموية التي أصابت مدينة بعلبك بمقتل أربعة مواطنين، أبرزت المخاطر الجدية والعميقة التي تهدد المناطق اللبنانية بسبب الشحن والخطاب الطائفي والمذهبي والفئوي وبسبب انتشار السلاح غير الشرعي واعتماده وسيلة لهيمنة قرار لفئة ما على أخرى. واعتبر أن معالجة هذا الأمر تكون بتكريس هيبة الدولة من خلال أجهزتها الأمنية وحدها ومن خلال شبكة الأمان السياسي التي يجب أن تنشط باتجاه رفع الغطاء عن كل مخل ومتماد في ممارسة العنف ووضع حد للفلتان الأمني. من جهة أخرى، عاد الهدوء الحذر إلى مدينة بعلبك أمس، وفتحت المحال والأسواق أبوابها مجددا بعد اشتباكات دامية أمس الأول، راح ضحيتها أربعة قتلى و15 جريحا، فضلا عن خسائر مادية جراء حرق محلات تجارية. وعمد الجيش اللبناني إلى تسيير دوريات وتوسيع انتشاره بإقامة الحواجز الثابتة وتفتيش السيارات. وقال وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال مروان شربل، إن حزب الله انسحب من بعلبك، وتسلم الجيش حواجز الحزب في المدينة، معتبرا ما حدث في بعلبك «مشكلة فردية بدأت منذ 3 أيام وتطورت، ولكنها بقيت ضمن الإطار الفردي» وأضاف: «نحن لا نعرف انتماءهم الحزبي والنزاع ليس سنيا- شيعيا». وأكد شربل أن الجيش موجود على الخط الفاصل بين سوريا ولبنان ، لكنه ليس موجودا في كل المنطقة البقاعية، موضحا أن الأمور في بعلبك لا تحتاج خطة أمنية وليس هناك مشكلة كالتي في طرابلس. وقالت مصادر مطلعة في بيروت ل «عكاظ»: إن مرجعية رسمية أبلغت كافة القيادات الرسمية امتعاضها الشديد لما يجري في بعلبك خاصة أن ممارسات طائفية قد سجلت من قبل عناصر حزب الله، وأن انتشار الجيش رافقه انتشار لعناصر الحزب على مرأى عناصر الجيش وهو ما لا يمكن تغطيته. وأضافت أن ضغوطا كبيرة قد مورست على حزب الله لوقف مداهماته في المدينة وسحب حواجزه عن مداخلها وإطلاق سراح المدنيين المعتقلين من قبله. وأشارت المصادر إلى أن الاتصالات السريعة تمكنت من نزع فتيل الأزمة مؤقتا خاصة أن أجواء من الغضب والقلق سادت القرى السنية في محافظة البقاع. من جهته، أكد مفتي بعلبك الهرمل الشيخ بكر الرفاعي، هدوء الأوضاع في بعلبك، وأن المدينة ليست بحاجة إلى خطة أمنية، ومعتبرا الحادثة استثنائية، نافيا وجود عناصر متطرفة في بعلبك، وشدد على أنه لم يتم رفع أعلام جبهة النصرة في المدينة. فيما اعتبر القيادي في تيار المستقبل الوزير السابق حسن منيمة، أن «ما حصل في بعلبك تعبير عن حالة التأزم الموجود بين الجماعات اللبنانية بسبب شعور جماعة بالغلبة والتفوق وأاخرى بالغبن، فضلا عن التعبئة السياسة التي استعملها حزب الله من الأمن الذاتي وهذه الحواجز الموجودة في المدن وفرت الظروف المؤاتية للدفع باشتعال المشاكل».