أعلن وزير الداخلية السوداني إبراهيم محمود حامد ارتفاع عدد القتلى خلال التظاهرات وأعمال العنف الأخيرة التي شهدتها بعض مناطق السودان إلى 33 شخصا بينهم عدد من أفراد الشرطة، بحسب الإحصاءات الرسمية. وقال الوزير حامد في تصريح له أمس: «إن أعمال العنف التي شهدتها التظاهرات أدت لإزهاق أرواح المواطنين وممتلكاتهم، حيث تم حرق 40 محطة وقود، إضافة لعشرات المحلات التجارية والبنوك ومراكز الشرطة، وهو ما استدعى تدخل الشرطة للقبض على المخربين، منعا لحدوث نتائج كارثية». في غضون ذلك، اتهم نحو ألفي متظاهر أمس الرئيس السوداني عمر البشير بأنه «قاتل» غداة يوم جديد من الاحتجاجات التي قمعتها قوات الأمن. وكان آلاف السودانيين تحدوا قنابل الغاز المسيل للدموع للاحتجاج على تدابير التقشف، في اليوم الخامس من موجة تظاهرات غير مسبوقة قتل خلالها عشرات الأشخاص وأوقف 600 آخرون. فيما تواصل الحكومة التزام الصمت حيال هذه التظاهرات التي لم تشهد اتساعا مماثلا منذ تسلم الرئيس البشير الحكم في 1989. وانتقد المتظاهرون مقتل «الشهيد» صلاح مدثر الذي قتل الجمعة خلال تظاهرة في الخرطوم بحري. وقال أحد الشهود إن حوالى ألفي متظاهر منهم نساء وأطفال رددوا «البشير أنت قاتل». وهتفوا أيضا «فليسقط، فليسقط نظام البشير». وقد حصلت هذه التظاهرة بعد تشييع مدثر (28 عاما)، في أحد الأحياء الراقية في الخرطوم، وهو صيدلي يتحدر من عائلة ثرية معروفة في عالمي الأعمال والسياسة. وتحدثت الشرطة من جانبها عن مقتل أربعة مدنيين الجمعة في الخرطوم وضاحيتها، مؤكدة أنهم قتلوا برصاص مجهولين. ونقلت وكالة الأنباء السودانية عن الأجهزة الأمنية قولها إن «مسلحين غير معروفين أطلقوا النار على متظاهرين في خرطوم بحري والخرطوم وأم درمان وقتلوا أربعة مدنيين». وتتحدث الشرطة حتى الآن عن 29 قتيلا، لكنها لم تقدم أي أيضاح حول ظروف مقتل هؤلاء الأشخاص.