أكدت رئاسة قوات الشرطة السودانية هدوء الأحوال الأمنية واستقرارها بكل ولايات البلاد وأن الحياة تسير فيها بصورة طبيعية. وناشدت رئاسة الشرطة في بيان صحفي مجدداً لكل المواطنين بعدم الالتفات للإشاعات والتحريض ودعوات المشاركة في التظاهرات غير القانونية وتفويت الفرصة على من يسعون لإشاعة الفوضى والانفلات الأمني وعدم الالتفات لما تبثه بعض الفضائيات ووسائل الاتصال بصورة تفتقر للمصداقية والدقة والمهنية لإثارة الرأي العام، حسبما ذكرت وكالة الأنباء السودانية (سونا) صباح أمس السبت. في غضون ذلك قتل أربعة متظاهرين أول أمس الجمعة برصاص مسلحين، كما أعلنت الأجهزة الأمنية أمس السبت، فيما يستعد السودانيون ليوم سادس من تظاهرات الاحتجاج ضد الحكومة. ونقلت وكالة الأنباء السودانية عن الأجهزة الأمنية قولها إن «مسلحين لم تعرف هوياتهم أطلقوا النار الجمعة على متظاهرين في الخرطوم بحري وفي الخرطوم وأم درمان وقتلوا أربعة متظاهرين». وقال أحد الشهود لوكالة فرانس برس إن حوالى ألفي شخص رددوا «حرية، حرية» السبت بعد تشييع جنازة المتظاهر صلاح مدثر (28 عاماً) الذي قتل امس بالرصاص. وعن نظام الرئيس عمر البشير رددوا هتافات «فليسقط، فليسقط». ويتحدر صلاح مدثر وهو صيدلي من عائلة ثرية معروفة في مجالي الأعمال والسياسة. وذكر قريبه لوكالة فرانس برس «قتل برصاصة في القلب مساء الجمعة»، لكنه لم يذكر من أطلق النار. وقد تحدى آلاف السودانيين الجمعة الغاز المسيل للدموع الذي اطلقته قوات الأمن، وقاموا بيوم جديد من الاحتجاجات التي بدأت الاثنين بعد الإعلان عن رفع أسعار المحروقات. وقتل عشرات الأشخاص واعتقل 600 آخرون في أقل من أسبوع. وتتحدث الشرطة حتى الآن عن 29 قتيلاً، لكنها لم تقدم أي إيضاح حول ظروف مقتل هؤلاء الأشخاص. ويقول شهود وبعض أقارب الضحايا إن معظم المدنيين قتلوا برصاص الشرطة. واتهمت منظمتان غير حكوميتين هما المركز الإفريقي لدراسات العدالة والسلام ومنظمة العفو الدولية اللتان تحدثتا عن حصيلة من 50 قتيلاً ليومي الثلاثاء والأربعاء، القوات الأمنية بإطلاق النار عمداً على المتظاهرين. وتواصل الحكومة لزوم الصمت حيال هذه الاحتجاجات التي تشهد اتساعاً غير مسبوق منذ وصول الرئيس عمر البشير الى الحكم في 1989.