شكا أهالي محافظة العلا من تردي مستوى الخدمات الصحية بالمنطقة، إذ إن المحافظة بأكملها التي يزيد سكانها على 06 ألفا لا يوجد بها سوى مستشفى واحد فقط، ما يستحيل معه أن يتحمل الأعداد المتزايدة من المرضى، ولم يسلم مبنى المستشفى من الانتقاد حيث أكد الأهالي تردي المبنى الحالي للمستشفى وعدم شموله بأي توسعة منذ إتمام بنائه. ويشير ناصر البلوي إلى أن مستشفى الأمير عبدالمحسن بالعلا منذ إنشاءه قبل ثلاثين عاما لم يشهد أي تطوير أو صيانة أو توسعة للسعة السريرية فيه حيث إن المبنى قديم ومتهالك، مؤكدا على ارتفاع الكثافة السكانية ما يساهم في الزحام والتكدس على العيادات الخارجية التي يختلط في ممراتها الضيقة الرجال والنساء. ويضيف البلوي أن المستشفى يعاني من نقص كبير جدا في الأطباء والطاقم الطبي والممرضين ما أدى إلى تكرار الأخطاء الطبية، لافتا إلى أن المستشفى يضطر إلى تحويل الحالات من المدينة إلى تبوك بسبب هذا النقص بالإضافة إلى تعطل أجهزة الأشعة المقطعية في المستشفى. ويؤكد سعود سالم أن الروائح الكريهة تنتشر في المستشفى، كما يتدنى مستوى النظافة لدرجة عدم الاهتمام بالمرضى المنومين أو تنظيفهم أو اختبار العلامات الحيوية لهم، مضيفا: يزداد الوضع سوءا يوما بعد يوم، لافتا إلى أن التعقيم داخل المستشفى لايزال سيئا إذ إنه أصبح يشكل خطرا كبيرا على العاملين فيه بتحوله إلى مكان مهيأ لانتقال عدوى بسبب ضعف التعقيم والنظافة. مخالفة صحية ويضيف سالم: جميع أقسام مراكز غسيل الكلى في كل مستشفيات العالم تكون خارج المستشفى إلا في العلا فهو داخل المستشفى في الدور الثاني وهذا مخالف للعرف الصحي الذي يفترض وجوده بالخارج تسهيلا في نقل المرضى من وإلى المركز، مشيرا إلى أن مدخل الطوارئ من المفترض أن يكون آليا إلا أنه في مستشفى العلا يدوي وهذا يصعب من حالة نقل الحالات الحرجة. وأوضح أحمد البلوي أن العلا بحاجة إلى توسعة مستشفاها القديم، مناشدا الجهات المسؤولة باستحداث مستشفى جديد لتخفيف الضغط على المستشفى الحالي، مشيرا إلى أن الأهالي استبشروا خيرا بإنشاء مبنى توسعة للمستشفى إلا أن العمل توقف بالتوسعة منذ أكثر من سنتين، لافتا إلى معاناة الأهالي من تردي مباني مراكز الرعاية الصحية الأولية «المستوصفات»، بالإضافة إلى نقص الكوادر الصحية بها، حيث إن المستوصف يحتوي على طبيب واحد، ولا يأتي إلى المستوصف سوى بعض الوقت، ما يزيد معاناة المرضى، مضيفا أن الكثير من القرى التابعة لمحافظة العلا تنعدم بها المستوصفات رغم بعد المسافة بينها وبين العلا ما يزيد معاناة الأهالي، لافتا إلى أن مدير المستشفى لم يتغير منذ 30 عاما، فيما يحتاج الأهالي إلى مدير مسؤول يستمع لهموم الناس ويقدم كل ما من شأنه تيسير أمور المرضى لا تعسيرها. من جهته، أوضح ل«عكاظ» الدكتور عبدالله الطائفي مدير الشؤون الصحية بمنطقة المدينةالمنورة أن المبنى الحالي لمستشفى الأمير عبدالمحسن بالعلا قد تم إنشاؤه عام 1405ه وأن الوزارة اعتمدت مبلغ (84) مليون ريال لإحلال وتطوير البنية التحتية وتشمل نظام التكييف والأنظمة الطبية بالإضافة إلى الأعمال المدنية والمصاعد وغيرها وتم ترسية المشروع على إحدى المؤسسات الوطنية للبدء بالأعمال. وعن حجم المبنى وعدم ملاءمته قال الطائفي: تم إنشاء مبنى ملحق لتوسعة الطوارئ والحوادث وللكلية الصناعية والعناية المركزة وجراحة اليوم الواحد، كما تم الانتهاء من الهيكل الخارجي، واعتماد مبلغ للأعمال النهائية للمبنى وتمت ترسيته بمبلغ (14) مليونا وبدء العمل فيه وسوف يكون التسليم النهائي في شهر شوال من عام 1435ه، لافتا إلى أن هذا المشروع يعد توسعة للمبنى الحالي وهو حل سريع حتى يتم استحداث مبنى متكامل مستقبلا، كما تم إدراج مستشفى للصحة النفسية بسعة (200) سرير في ميزانية عام 1435/1436ه. ويؤكد الطائفي أن شكاوى الإهمال وعدم الاهتمام بالمرضى يتم تقديمها إلى إدارة القطاع بالعلا أو إلى الجهات المعنية بالمديرية مباشرة، وفي حال ثبوت أي تقصير من العاملين أو في الإجراءات الصحية المقدمة من تعقيم وخلافه فسوف تتم محاسبة المقصرين. علما بأن المستشفى تم إدراجه ضمن برنامج الاعتماد من قبل المجلس المركزي لاعتماد المنشآت الصحية للجودة وحقق نتائج إيجابية ويجري حاليا استكمال المعايير المعتمدة تحقيقا لمتطلبات الجودة التي تؤدي إلى تحسين الخدمة ورضى المستفيدين من الخدمات الصحية. أما بخصوص مدير المستشفى الحالي فيوضح الطائفي أن تدوير الوظائف ليس للمدير فقط بل لكافة الوظائف القيادية والهدف منها تجديد الروح وصولا للرفع من كفاءة العمل. وحيث إن المدير الحالي من الكفاءات الممتازة وذو خبرة واسعة في الحقل الطبي وإن وجد أكفأ منه سوف يتم تكليفه بهذا المنصب.وعن نقص أعداد الطاقم الطبي أشار الطائفي أن الوزارة وضعت معايير محددة للقوى العاملة لكل مستشفى حسب السعة السريرية وقد تم اعتماد برنامج التشغيل الذاتي بالإضافة إلى العاملين بالباب الأول «الخدمة المدنية» وهذا البرنامج أدى إلى استقطاب كوادر فنية ذات مستويات عالية بالإضافة إلى زيادة العدد في الوظائف. وجار حاليا تسكين الوظائف الشاغرة. علما بأن القوى الفنية الحالية تغطي العمل بكفاءة بالإضافة إلى برنامج الأطباء الزائرين (التعاقد الجزئي)، حيث استفاد المستشفى من زيارة عدد (14) استشاريا في التخصصات المختلفة ضمن هذا البرنامج خلال العام الحالي. ونفي الطائفي تعطل جهاز الأشعة في المستشفى لافتا إلى تحديث قسم الأشعة وإحلال جهاز الأشعة المقطعية الجديد محل القديم وتم الانتهاء من هذا المشروع. وأخيرا أكد الطائفي اعتماد قطعة أرض بمساحة كبيرة داخل مدينة العلا لإقامة المشاريع الصحية المستقبلية.