تدن في الخدمات الصحية، قلة في عدد الكوادر الطبية والممرضين، زوار ومراجعون يتدخلون لمساعدة عمال النظافة لنقل المرضى، وتعطل جهاز الأشعة المقطعية بشكل متكرر، ووضع صحي مترد في مستشفى الأمير عبدالمحسن، جعل أهالي العلا يعلقون آمالهم على من يتدخل ويعالج مستشفاهم الوحيد، علهم يجدون من يضمد جراح مرضاهم ويبادر بإعادة الخدمة الصحية لهم. "الوطن" رصدت مطالبات عدد من أهالي محافظة العلا الذين أكدوا على أن الوضع الصحي المتردي في مستشفى الأمير عبدالمحسن ضاعف معاناة المرضى والمراجعين على حد سواء. وقال المواطن فهد الجمعان إن الوضع الذي شاهده في قسم الطوارئ لا يليق بأي مستشفى في أي مكان، مؤكدا أنه شاهد عددا من المواطنين يساعدون عمال النظافة بالمستشفى بإنزال وحمل أفراد عائلة مصابين بحادث مروري وبشكل غير مأمون وغير صحي مما قد يسبب تفاقم الإصابات. مشيراً إلى أن الأطباء دون المستوى لانخفاض أجورهم على حساب صحة الإنسان. وقال المواطن سالم عيد إنه راجع بقريب له مستشفى الأمير عبدالمحسن مرات عدة، وفي كل مرة يقوم أطباء الطوارئ بتشخيص الحالة على أنها "قولون" أو "مغص" وتتم كتابة وصفة لصرف الدواء من الصيدلية، ويضيف: تفاقمت الحالة ونقلت المريض لأحد المستشفيات الأخرى، وهناك اكتشفنا أنه يعاني من مرض خطير، وكان تأخر تشخيص حالته سببا من أسباب تفاقمها. وأضاف المواطن عبدالله البلوي إن الأمر يستدعي في كثير من الأحيان نقل المريض إلى المدينةالمنورة لعمل أشعة مقطعية بسبب تعطل الأشعة في المستشفى، مما يضاعف معاناة المرضى والمصابين في الحوادث المرورية والحالات الطارئة التي تستدعي تشخيصا دقيقا، وأشار البلوي إلى أن المسؤولين بالشؤون الصحية في المنطقة لم يبذلوا الجهد اللازم لحل الإشكاليات المستمرة في المستشفى، لاسيما أنهم زاروا المحافظة زيارات عدة، ولكن الوضع بقي كما هو. وأضاف المواطن خلف الدبيسي أن أوضاع مستشفى الأمير عبدالمحسن بالعلا بحاجة لتدخل سريع لمعالجة مكامن الخلل الذي أصبح يمتد ليشمل الأقسام الحساسة كوحدة العناية المركزة، وقال الدبيسي "أدخلت شقيقي المستشفى إثر إصابته في حادث مروري، واستدعى الأمر إدخاله غرفة العناية المركزة وهناك عمد الطبيب الأخصائي المشرف على الحالة إلى عمل ثقب في الجسم لسحب تجمع دموي في منطقة الصدر دون أن تسعفه خبرته الطبية في التنبّه إلى أنّ سحب الدم يستدعي إسعافه بدم تعويضا للدم الذي يفقده الجسم، ونتج عن ذلك دخول أخي في غيبوبة"، وطالب المواطن خلف المسؤولين وحقوق الإنسان بمتابعة أوضاع المستشفى، كونه يقع بمحافظة تكتظ بالسكان وأعدادهم في زيادة متنامية. ويشير عبدالعزيز الجهني إلى أن العلا تفتقر إلى مستشفى خاص للنساء والولادة، وعلى ذلك فإن المرضى مضطرون لمراجعة عيادة النساء والولادة بمستشفى العلا، والذي بات يرفض استقبال كثير من الحالات ويوجههم لمراكز الرعاية الصحية الأولية مقدما اعتذارا للمراجعين بعدم توفر العدد الكافي من الأطباء المتخصصين في النساء والولادة الذين انخفض عددهم من 11 طبيبا إلى طبيبين فقط. ونتيجة لذلك فقد تم إغلاق العيادة في الأيام التي كانت مفتوحة فيها سابقا لاستقبال الحالات ومعاينتها. "الوطن" عرضت مطالبات المواطنين على مدير الشؤون الصحية بمحافظة العلا الدكتور حامد الشويكان والذي أكد أن العطل الذي أصاب الأشعة تم إصلاحه، والآن تعمل بصورة طبيعية، مشيرا إلى أن المستشفى لديه الآن بعض الكوادر الطبية التي تلبي طلبات المرضى بعد دعمها، مؤكداً أن المنطقة بحاجة إلى مستشفى للنساء والولادة وتنتظر اعتماد ذلك في القريب العاجل. إلى ذلك قالت عضو جمعية حقوق الإنسان بمنطقة المدينةالمنورة شرف القرافي "ننتظر أن يتقدم المتضررون رسميا لمكتب الجمعية ليتم التوجيه في الشكوى من مشرف الفرع بالمنطقة واتخاذ الخطوات والإجراءات اللازمة للوقوف على المستشفى وتسجيل شكوى المواطنين".