40 عاما ومستشفى الملك فهد في مدينة تبوك يقدم خدماته الصحية للأهالي دون أن تطاله يد التطوير أو الصيانة الدورية التي تعينه على النهوض بالخدمة بالشكل المأمول، فالمباني المتهالكة والعشوائية في التصميم والطوارئ المختلطة التي لا تفرق بين رجال ونساء، وغرف التنويم الضيقة أصبحت السمة المميزة لهذا المبنى الآيل للسقوط. ويصف الأهالي الحال التي وصلت إليها المستشفى بالحضيض، لافتين إلى أن الخدمة المتواضعة والمتدنية في أغلب الأوقات لا تليق بوزارة الصحة ممثلة بمديرية الشؤون الصحية، في ظل ما يتم رصده من ميزانيات ضخمة خصصتها الدولة، كما علق بعضهم على موقع المستشفى الذي لم يكن له نصيب من النجاح، حيث أصبح مع مرور الوقت في أطراف المدينة ويبعد كثيرا عن الأحياء الكبيرة، ما يعرقل الوصول إليه بالسرعة المطلوبة لإنقاذ حياة المرضى والمصابين، بخلاف نقص المواقف ما يسبب موجة دائمة من الزحام في مدخله. ويرى خالد الشمري ومنصور البلوي، أن اختيار الموقع من البداية لم يراع التوسع العمراني والجغرافي للمدينة، حيث اختير على تقاطع ضيق من مدينة تبوك وبعيدا عن أحياء كبيرة من المدينة ولا يوجد بها مستوصفات صحية أو مشاف أخرى، مشيرين إلى أن المستشفى لا يحوي مواقف كافية ما يسبب زحاما واختناقات مرورية بشكل دائم. وأوضح سلمان الردادي وعادل المباركي، أن المستشفى قضى عمرا طويلا في الخدمة ما أدى إلى تهالك أجزاء كثيرة منه، فيما أصبحت أجزاء أخرى آيلة للسقوط، ولم تعد قابلة لعمليات الترميم بعد بلوغ المبنى سن الأربعين. ويؤكد خالد المرواني ومحمد الجهني، أن المبنى الحالي يشكل خطرا حقيقيا بحد ذاته، كونه آيلا للسقوط في أي لحظة، لافتين إلى أن ذلك سيعرض الأهالي لكارثة حقيقية، مشيرين إلى أسلاك الكهرباء الخارجية المكشوفة والظاهرة للعيان ما يعرض الأهالي والأطفال للخطر على حد سواء، ما يظهر فشل عمليات الترميم في تجميل ظاهر المستشفى خاصة أنه تعدى عمره الافتراضي. ويشكو مراجعو المستشفى من نقص الكوادر الطبية خاصة في أوقات المساء، حيث تتزايد أعداد المراجعين والمرضى، فيما لا يتواجد سوى طبيبين مناوبين، ما يؤثر على سير العمل وتقديم الخدمة الصحية بالشكل المأمول، ويشير سعد الحارثي ومنصور العطوي في هذا الصدد إلى اكتظاظ المستشفى بالمراجعين بالإضافة إلى حالات الطوارئ خاصة مصابي الحوادث المرورية، ما تضطر معه بعض الحالات الخطرة التي تحتاج إلى عمليات جراحية عاجلة للانتظار فترة طويلة حتى وصول الطبيب المختص، أو تأجيل العملية إلى صباح اليوم التالي ما يصحبه مضاعفات خطيرة على حالة المصاب، لافتين إلى غياب الكثير من التخصصات الطبية عن جدول المستشفى، بالإضافة إلى غياب فنيي الأشعة، حيث يترددون بشكل كبير على فناء المستشفى للتدخين. أما فرحان عطية فيؤكد أن بعض الأطباء الصيادلة يدخنون في الصيدلية خاصة أوقات المناوبات الليلية. ولخص سعيد الزهراني ونواف الحربي وسالم العطوي مشكلة المستشفى في أسرة غرفة الطوارئ الوحيدة، التي يجتمع فيها الرجال مع النساء، ما يسبب حرجا شديدا للنساء، في ظل تنويم الرجل على سرير ملاصق لامرأة في الغرفة نفسها. والمشكلة الأكبر، من وجهة نظر محمد الزهراني وعبدالعزيز الرويلي، هي عدم توفر بعض الأدوية في صيدلية المستشفى، إذ يقولان «فوجئنا بعد أن استلمنا الوصفة الطبية بالدواء من الطبيب بأنها غير متوفرة في صيدلية المستشفى، حسب إفادة الصيدلي المتواجد حينها، فاضطررنا إلى شراء الأدوية على حسابنا الخاص من إحدى الصيدليات الخارجية»، فيما تساءل الزهراني «لماذا لم يوفر المستشفى جميع الأدوية اللازمة خاصة أن مدينة تبوك تحتوي على مصنع لإنتاج الأدوية». وفي سياق ذي صلة أوضحت مصادر مطلعة أن مفتشي السلامة بمديرية الدفاع المدني زاروا مستشفى الملك فهد للوقوف على حالته أكثر من مرة، وتم تسجيل ملاحظات وإعداد تقرير كامل حوله، وتم توجيه خطاب رسمي لإدارة الشؤون الصحية في تبوك حول تلك الملاحظات وأن آخر الزيارات كانت الأسبوع الماضي. ومن جهته أوضح الناطق الإعلامي لمديرية الشؤون الصحية في تبوك عودة العطوي، أن الانتقال للمبنى الجديد الكائن على طريق تبوك عمان سيتم في القريب العاجل، مشيرا إلى أن المبنى يتمتع بمواصفات وتصاميم حديثة وبسعة سريرية أكبر، نافيا في الوقت ذاته ما يشاع عن عدم قدرة الكادر الحالي في المستشفى على استقبال الحالات، لافتا إلى أن المستشفى يعمل حاليا بنصف طاقته فقط، معترفا بأن طبيبين فقط للطوارئ يعملان في الفترة المسائية. خدمة متدنية يؤكد عدد من الأهالي أن الخدمة الصحية في المستشفى متواضعة بل ومتدنية إلى حد كبير، ولا تليق بحجم وزارة الصحة في ظل ما يرصد لها من ميزانيات ضخمة خصصتها الدولة، حماها الله، ويرى آخرون أن موقع المستشفى لم يكن له نصيب من النجاح، حيث أصبح مع مرور الوقت في أطراف المدينة.