أنهت الفرق الميدانية لمركز بحوث ودراسات المدينةالمنورة بالتعاون مع دارة الملك عبدالعزيز المسح الشفوي للمصادر التاريخية لطيبة الطيبة، حيث أجرت نحو 30 مقابلة شفوية بالصوت والصورة مع المعاصرين وكبار السن وأحفاد أصحاب المكتبات الخاصة التاريخية والمتاحف وغيرهم. وأوضح مدير مركز التاريخ الشفوي والتوثيق منصور بن عبدالله الشويعر ل «عكاظ» أن مهمة الفرق الميدانية التي استمرت على مدى أسبوعين شملت المكتبات والمتاحف الخاصة ومجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف. والتقت الفرق مع المؤذن عبدالرحمن البخاري الذي كان يؤذن للصلاة في المسجد النبوي الشريف قبل 50 عاما وأحفاد مؤسس المكتبة البساطية عمر وبكر البساطي وأحفاد مؤرخ المدينةالمنورة الشريف إبراهيم العياشي ومصور المدينة الأول صالح حجار والباحث د. عبدالعزيز الكعكي وصاحب متحف المدينةالمنورة وأحفاد الساعاتي وأحفاد الياور وبعض المتقاعدين من الجامعة الإسلامية وتجار المدينة القدامى إضافة إلى معاصرين. وأبان الشويعر أنه سيتم مراجعة ذكريات هؤلاء التي تم تسجيلها ومن ثم طباعتها وإدخالها في قاعدة البيانات وإجراء أبحاث على ضوئها وفق ضوابط علمية. وأشار إلى أن الرواية الشفوية تعد من أهم المصادر التاريخية بل هي الأساس في بدايات التاريخ حيث إن أي تاريخ مدون أساسه الرواية الشفوية. وتكمن أهميتها في كونها شهادات معاصرين لمرحلة مضت فالمعاصر هو شاهد العيان الذي إذا فقد فقدت شهادته ومات معه الخبر لذا فإن مقابلة الرواة وكبار السن وتسجيل ما لديهم يعد خدمة جليلة للتاريخ والمؤرخين.. يذكر أن مركز التاريخ الشفوي والتوثيق بدارة الملك عبدالعزيز تأسس عام 1416ه كإدارة مستقلة وتم تزويده بالأجهزة التقنية اللازمة لإجراء المقابلات والتسجيل والتصوير والحفظ والتدوين وذلك لرصد الروايات الشفوية ذات العلاقة بالمملكة وتوثيقها من الناحية التاريخية والدينية والاجتماعية والاقتصادية والحضارية عن طريق مقابلة الرواة من المعاصرين وذلك بهدف تسجيل ما لديهم من معلومات وتوثيقها وفق أحدث الأساليب العلمية. ويمتلك أكثر من 6000 مقابلة شفوية بالصوت والصورة.