تسلمت دارة الملك عبدالعزيز مخطوطات نادرة تعود ملكيتها لأحد أشهر علماء المدينةالمنورة، أحمد عمر بساطي المتوفى في 1296ه، والذي أوقف مكتبته الخاصة، بعد أن جمع فيها ما يزيد عن 1050 مخطوطة ووثيقة نادرة، يعود تاريخها لأكثر من 5 قرون تعاقب على حفظها وصيانتها أفراد أسرته. قدم المخطوطات للدارة حفيد مؤسس المكتبة والمشرف على وقف البساطية، عمر بساطي، الذي سلم مجموعة من المخطوطات والكتب والوثائق النادرة يعود تاريخها لعام 1025 ه. وقال مدير مركز التاريخ الشفوي والتوثيق بدارة الملك عبدالعزيز، منصور بن عبدالله الشويعر ل"الوطن": تعد مكتبة البساطي إحدى أقدم وأشهر المكتبات الوقفية بالمدينةالمنورة، كتب عنها الكثير من المؤرخين والرحالة والمهتمين بخزائن المخطوطات في العالم، أسسها فقيه المدينة ومحدثها أحمد بن عمر البساطي، قامت هذه الخزانة منذ تأسيسها بدور كبير عبر التاريخ في خدمة طلاب العلم، وتتضمن عشرات المصادر والمخطوطات في مختلف صنوف العلم والمعرفة. وأضاف الشويعر أن دارة الملك عبدالعزيز تدرك أهمية ما تحتويه المكتبة البساطية الخاصة، ونسقت مع مسؤول المكتبة، للكشف على حالة ما تتضمنه الخزينة العلمية والعمل على تعقيم الكتب القديمة والمخطوطات للحفاظ على مقتنياتها النادرة حتى تنقل للدارة لحفظها. وأشار الشويعر إلى أن الدارة ستدرج تلك المخطوطات بمحتويات مركز بحوث ودراسات المدينةالمنورة الذي تشرف عليه الدارة. وقال إن الدارة منذ تأسيسها عام 1972، سعت إلى تبني العديد من البرامج والأنشطة التي ترمي إلى جمع المصادر التاريخية الوطنية وحفظها ورعايتها، انطلاقا من اقتناعنا بأهمية اتصال التاريخ، وتواصل الأجيال، بما يتيح للأجيال الناشئة الاطلاع على تاريخ بلادهم، وكفاح آبائهم، استنهاضا لعزائم هذه الأجيال لتواصل أمانة المسيرة على هدى وبصيرة. وحول طبيعة المخطوطات قال مشرف المكتبة البساطية الأستاذ عمر بساطي ل"الوطن"، إنها متنوعة في القرآن الكريم وعلومه، والتاريخ، والأدب، والحديث، والتفسير واللغة، بالإضافة لعدد من الوثائق، من بينها صكوك شرعية وصور ومقتنيات نادرة، تم جمعها خلال فترات تاريخية متعددة، مضيفاً أن من بين ما سلمه للدارة يوم أمس صور صكوك شرعية كتبت بغير اللغة العربية (العثمانية) ومخطوطات قديمة يعود تاريخها لعام 1025 و1050 هجرية، إضافة لعدد من (فرامانات عثمانية) قرارات السلاطين قبل العهد السعودي، منها ما يخص مكتبة أجداده وسير الخاصة بهم وأخرى توثق تاريخ المدينةالمنورة. وبين بساطي أن وقف مكتبة البساطية الواقعة بالقرب من مبنى "الداودية" بطريق سلطانة في طور إعادة التهيئة من إعادة فهرسة وترميم, وأرشفة إلكترونية, وتطوير، وذلك بالتنسيق مع دارة الملك عبدالعزيز لتعود للعمل مع مثيلاتها بالمدينةالمنورة إلى ما كانت عليه من خدمة العلم وأهله، كما كان يطمح مؤسسها، رحمه الله. يذكر أن دارة الملك عبدالعزيز، تحتفظ بثلاثة ملايين مخطوطة محلية من مختلف العصور والعلوم والفنون، كانت قد تحصلت عليها عن طريق الإهداء أو الإعارة أو الإيداع أو التصوير من مكتبات حكومية وأهلية (خاصة).