تسلمت دارة الملك عبدالعزيز أول من أمس، أكثر من 1000 صورة، ومجموعة أفلام مصورة قديما تحكي تاريخ المدينةالمنورة، وتمثل المجموعة التي يعود تاريخها لأكثر من 150 عاما، الدفعة الأولى من مكتبة صاحب أول مكتب للمساحة في المملكة صالح عبدالحميد حجار. وأرجع مدير مركز التاريخ الشفوي والتوثيق بدارة الملك عبدالعزيز، منصور بن عبدالله الشويعر، في حديث إلى "الوطن" أهمية الصور والأفلام القديمة لكونها مصدراً لتوثيق الأحداث والمناسبات التاريخية، حيث تتبعت الدارة مصادرها والتنسيق مع ملاكها لنقلها للدارة و من بينها أرشيف مكتبة صالح حجار بالمدينةالمنورة، التي زارتها الدارة بعد علمها بما تحتويه من صور وأفلام نادرة للمدينة، تمثل مخزونا ثقافيا يمثل تاريخ المدينة لفترات زمنية مختلفة والعمل على الحفاظ عليها ومعالجة ما يحتاج لترميم عبر أجهزة حديثة لحفظ وترميم الصور تملكها الدارة التي نسقت مع مالكها لنقل أكثر من 1000 صورة وفلم مصور نادر للمدينة لوضعها في أرشيف الدارة للصور والأفلام. وحول طبيعة ما تم تسليمه للدارة قال صالح حجار ل"الوطن": هي "عبارة عن بكرات سنيمائية 8 ملم"، سجلت للمدينة في فترات زمنية مختلفة بدئ بجمعها قبل نصف قرن "50 عاما"، التقطت بآلات تصوير يزيد وزنها على 800 كيلو، كانت تدفع بعربات في العهد العثماني تجرها خيول. وأشار حجار إلى أنه حصل على الصور والأفلام القديمة للمدينة عن طريق الإهداء ومنها ما نسخه من أصحاب المكاتب الخاصة والمهتمين بالتصوير والتوثيق قديما من بينها أسر مدينية امتلكت صورا للمدينة من رحالة غربيين ومتاحف أوربية قديمة. حجار لفت إلى أن معظم الصور التي تسلمتها الدارة، من تصويره، كاشفا عن أنه بدأ يتجول في المدينة ويلتقط الصور عام 1386 ه، وأما ما يخص الصور التي يحتوي عليها أرشيفه قبل ذلك الوقت فقد حصل عليها عن طريق الإهداء من مكتبة هاشم كراشي الذي شجعه ومنحه ما يحتفظ به من صور نادرة للمدينة وعددها 50 صورة، وقال حجار إنه أتاح مكتبته وأرشيف الصور الذي يزيد على 25 ألف صورة للمدينة منذ عام 1396 ه، للباحثين والمؤرخين والمؤلفين من أجل خدمة تاريخ المدينة. يذكر أن دارة الملك عبدالعزيز أنشأت قسما لحفظ الصور والأفلام التاريخية للمملكة يضم حاليا أكثر من 200 ألف صورة وفلم مصور، وتتعاون مع عدد من المراكز التاريخية والوثائقية في العديد من دول العالم، ومع العديد من الأشخاص المعاصرين لمرحلة تأسيس المملكة العربية السعودية، لدعم هذا الأرشيف بما لديهم من صور وأفلام وثائقية. ووضعت نظاما لفهرسة وحفظ الصور، كما تمكنت الدارة من الحصول على مجموعة كبيرة من الأفلام الوثائقية التي أصبحت نواة لهذا المركز الذي يقدم خدماته للباحثين والمهتمين بدراسة التاريخ. ويجري العمل حاليا على تنفيذ مجموعة من الأفلام الوثائقية التاريخية. وكانت الدارة قد زارت مكتبة إبراهيم العياشي، ومكتبة آل بساطي بالمدينة واستلمت منهما مخطوطات وصورا للمدينة ونقلتها لمقر الدارة بالرياض.