فتحت بورصة الانتخابات الرئاسية في مصر أبوابها مبكرا رغم أن لجنة التعديلات الدستورية المعروفة إعلاميا بلجنة الخمسين لم تحسم أمرها بعد في الذي يكون أولا الانتخابات الرئاسية أم البرلمانية. وتبدو أنها فرصة للابتعاد عن المسرح قليلا لتقييم ردود الأفعال ومواصلة الطرق على الحديد وهو ساخن غادر الفريق سامي عنان رئيس أركان القوات المسلحة السابق أمس الأول السبت القاهرة متوجها إلى الكويت في زيارة تستغرق عدة أيام. عنان لن يستريح في الكويت بل سيلتقي بعدد من الشخصيات والجالية المصرية هناك. وكان الفريق الرجل الثاني في القوات المسلحة خلال السنوات الأخيرة لحكم الرئيس الأسبق حسني مبارك نفى ما نشر عن إعلانه الترشح لانتخابات الرئاسة القادمة بعد ضجة إعلامية عقب ما نشر عن نيته الترشح خلال مؤتمر عقده بمرسى مطروح. إلا أن هذا النفي لم يوقفه عن مواصلة لقاءات كان أشهرها بوفد القبائل العربية. وجاء الرد سريعا من القوات المسلحة على لسان المتحدث باسمها العقيد أركان حرب أحمد محمد علي الذي نفى ترشيحها مرشحا بعينه مشيرا إلى أن الفريق عنان أو الفريق أحمد شفيق رئيس الوزراء الأسبق مواطنان مصريان لهما حرية الترشح في الانتخابات، وبين أن الفريق شفيق بدأ مبكرا فقد بدأ بحزم حقائب العودة من دلجا منفاه الاختياري الشهر المقبل وعقب اتصالات مع جهات نافذة في القاهرة أبدى فيها رغبته في أن تستأنف حملته الانتخابية جهودها فور عزل الرئيس المخلوع محمد مرسي. وتتردد معلومات عن أن الخيارات تتسع في حال إصرار الفريق أول عبدالفتاح السيسي على عدم الترشح لتشمل رئيس المخابرات العامة السابق مراد موافى بصفته أحد القادرين على شغل المنصب في ظل نظام برلماني أو برلماني رئاسي مشترك يطلق عليه بعض خبراء السياسة مصطلح «برلماني» تكون فيه القضايا الاقتصادية والخدمية مسؤولية رئيس الوزراء والسياسة الخارجية والأمن القومي من مهام الرئيس. وكان المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة قد أعلن أمس أن السيسي نفى أكثر من مرة الترشح لرئاسة مصر وأن جمع التوقيعات لمطالبته بالترشح مشاعر شعبية لايمكن منعها. ومنذ حديثه للتلفزيون المصري دخل الرئيس المؤقت المستشار عدلي منصور بورصة الترشحات ولكن بهدوء على أساس أن منصور يحظى بقبول شعبي باعتباره شخصية عامة ومتزنة ولاتكثر من الحديث كما أنه يلقى احتراما دوليا باعتباره متابعا لملفات الحكم بصورة دقيقة ولايميل للقرارات المتسرعة.