قال صاحب السمو الملكي الأمير مشاري بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة الباحة في كلمة بمناسبة اليوم الوطني: حين تهل الذكرى السنوية لليوم الوطني لبلادنا الغالية فإن المشاعر تهفو اعتزازا وفخرا بفجر ذلك اليوم المجيد الذي أشرقت بضياء شمسه النور والخير على الجزيرة العربية، في ملحمة وحدت القلوب والمشاعر على تراب الوطن بعد أن وحد شتاته الملك عبدالعزيز رحمه الله، معلنا مولد مشروعه الحضاري العملاق الذي معه تغيرت ملامح المكان والزمان وتبدلت أحوال الحياة نحو مدارج الرخاء والازدهار. ومضت السنين والعقود تسقي غراس ذلك العطاء بسواعد أبناء الوطن وهمة قادته الأوفياء، فكانت وحدة وطنية جعلت أعظم اهتماماتها بناء الإنسان وتحقيق الحياة الكريمة له في شتى مجالات الحياة، فكان لمؤسس هذا الكيان الملك عبدالعزيز رحمه الله ما سعى إليه من حرص واهتمام برؤية أبناء وطنه ينعمون بحياة سعيدة آمنة لا يعكر صفوها خوفا وهما. وكان للمليك المؤسس ما تمناه فودعت الناس الحياة القاسية، والمكابدة العسيرة في شؤون معيشتهم، وانتزعت الفتن والنعرات القبلية وصفت أذهانهم وعقولهم نحو البناء والعطاء، ساعين نحو الإسهام في رقي حضارة الوطن، بعد أن سخرت القيادة الوفية على مدار العقود جهودها ودعمها لجعل المملكة العربية السعودية واحدة من دول العالم المعاصر يرمز لها بالتحضر والسلام. لذلك فإن اليوم الوطني كان بمثابة نقطة تحول في حياة الوطن انتظمت تحت راية التوحيد الخالدة شتات الوطن واعتلت رايات البناء وأخذت المملكة على عاتقها مسؤولية هموم المسلمين وقضاياهم وتبنت العمل التضامني بين المسلمين من خلال رابطة العالم الإسلامي ونشرت سبل السلام والإخاء بين الدول وفعلت الجهود المتواصلة التي تمهد لبناء الدولة الحضارية وأعطت العلم والتعليم أهم الأولويات باعتباره الطريق نحو سبل التقدم. والمتتبع لمنجزات المملكة الحضارية عبر خطط التنمية يلمس فيها أسلوب التدرج والتنوع الذي يوفر البيئة التنموية المستديمة والشاملة، ولعل هذا النمط وفر ولله الحمد الكثير من المنجزات الكبيرة والمستجيبة مع حاجة الإنسان ومراحل النمو والتطوير، مما أعطى هذا النمط المتميز المملكة نقلا اقتصاديا تنمويا بارزا بين صفوف دول العالم. ولعل ما تشهده المملكة في عهد سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني حفظهم الله من خطوات تطويرية شاملة في مجالات النقل والتعليم وإعمار البيتين وبناء المدن الصناعية والسكنية ليمثل مرحلة إنجازية عملاقة ستمهد الطريق لمستقبل طويل من التقدم والرخاء وتدفع بكثير من مفاصل الإنتاج التنموي للدفع بالوطن إلى مكانة أرحب وأوسع بين سجل انجازات الشعوب والدول.