اقتحم مسلحون متشددون مركزا للتسوق في العاصمة الكينية نيروبي أمس وأطلقوا النار عشوائيا، ما أدى إلى مقتل وإصابة عشرات من المتسوقين منهم أمريكيون وفرنسيون. وتضاربت التقارير عن عدد ضحايا الهجوم الذي تبنته حركة «المجاهدين الشباب» الصومالية المتطرفة. وقال الرئيس الكيني أوهورو كينياتا في كلمة ألقاها عبر التلفزيون البارحة إن 39 شخصا بينهم أفراد من عائلته قتلوا في الهجوم الإرهابي، مضيفا أن مرتكبي هذا العمل الجبان كانوا يأملون بتخويف الكينيين وتقسيمهم وإشاعة الكآبة بينهم. وتابع: «لقد تغلبنا على هجمات الإرهابيين من قبل وسوف نهزمهم مجددا». وذكر مسؤول كبير في الشرطة الكينية أنه شاهد 13 جثة في الجهة الخلفية لمبنى مركز التسوق، لكن زملائه قالوا إنهم شاهدوا المزيد من الجثث في الطوابق العليا للمبنى. بينما أفاد شهود عيان بأن المسلحين الذين هاجموا المركز التجاري كانوا يتكلمون لغة أجنبية تشبه اللغة العربية أو الصومالية، وشوهدوا وهم يعدمون عددا من المتسوقين. وقال سوجار سينغ «العامل بالمركز» إن المسلحين حاولوا إطلاق النار على رأسه لكنهم لم يصيبوه، مضيفا أنه شاهد طفلا صغيرا تم إجلاؤه بعربة تسوق قد يكون في الخامسة أو السادسة من العمر. بدا ميتا لا يتحرك. ونقلت وسائل إعلام كينية عن مسؤول شرطة نيروبي بينسون كيبو، قوله إن هذا هجوم إرهابي، نفذه على الأرجح ما يزيد عن 10 مسلحين، لافتا إلى تبادل لإطلاق النار بين الشرطة والمسلحين. وقال الصليب الأحمر الكيني إن 30 شخصا على الأقل قتلوا في الهجوم. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماري هارف إن لديهم تقريرا عن إصابة مواطنين أمريكيين في الهجوم الذي وصفته بأنه عمل عنيف وأحمق. وأشارت إلى أن السفارة الأمريكية تعمل بشكل نشط على التواصل معهم لتقديم المساعدة. ورفضت هارف الكشف عن تفاصيل بخصوص الأمريكيين المصابين لاعتبارات تتعلق بالخصوصية. كما أفادت الرئاسة الفرنسية بأن فرنسيين بين ضحايا الهجوم. وطوقت الشرطة المركز التجاري الذي يرتاده الكينيون الأثرياء والأجانب وطلبت من السكان البقاء بعيدا عن المنطقة. وفي مرآب المركز تحصن شرطيون وعناصر أمن آخرون خلف السيارات. وشوهد رجال ونساء مصابون بالذعر يفرون من المكان بعضهم جريح، في حين شوهدت سيارات عليها آثار رصاص. وقد تبنت حركة «المجاهدين الشباب» الصومالية المتشددة، الهجوم قائلة إنه «جزاء على سفك أرواح المسلمين الأبرياء» بقصف الطائرات الكينية. وذكرت الحركة المرتبطة بتنظيم القاعدة، في بيان على حسابها الرسمي على موقع «تويتر» البارحة ما نصه أن «المجاهدين دخلوا متجر (وست غيت) وما زالوا فيه يحاربون الكفار الكينيين داخل أرضهم». وأضافت أن «المجاهدين داخل المتجر، أكدوا منذ آخر اتصال معهم، أنهم قتلوا ما يزيد عن 100 كيني كافر ومازالت المعركة دائرة»، معتبرة أن «ما يشهده الكينيون في (وست غيت) هو جزاء عن الجرائم التي ارتكبها جيشهم في الصومال».