علمت «عكاظ» أن رؤساء ثمانية أندية في دوري المحترفين السعودي وكلوا محاميا قانونيا لحفظ حقوقهم المالية والأدبية من عائدات الدوري واجتماعات مجلس الرابطة، وسوف يعقدون اجتماعا هاما وعاجلا خلال ال48 ساعة المقبلة، مع رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم أحمد عيد، لوضع حد لرابطة هيئة المحترفين بعد تجاهل حقوقهم المالية والأدبية في الاجتماع الأخير للرابطة الذي عقد أمس الأول في الدمام، أو تصعيد موقفهم إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) بعد ان أدخلت الأندية ال8 الممتازة رابطة دوري المحترفين، في مأزق حقيقي بإعلانها تعليق عضويتها من مجلس إدارتها بعد تهميش مقترحاتهم ومتطلباتهم والتحيز لأندية على حساب أخرى وعدم تطبيق ما يتم الاتفاق عليه في بعض الاجتماعات التي عقدت سابقا، وهذا التعليق سوف يقلل فرص مشاركة الأندية السعودية في دوري أبطال آسيا الذي سيقتصر على مشاركة ناد أو اثنين، وفي حال عدم تلبية احتياجاتهم سوف تحل الرابطة، واحتجاجا على القرارات الصادرة من رئيس الرابطة التي منع من خلالها احتساب التصويت في اتخاذ القرار على الموضوعات المطروحة من قبل الأعضاء وعدم الأخذ برأي الأغلبية كما هو متبع في جميع مجالس الادارات، في الاجتماع السابع الذي عقد بمقر نادي الاتفاق بمدينة الدمام أمس الأول، حيث قرر المجتمعون الاستمرار بنظام توزيع العوائد المالية من النقل التلفزيوني والرعاية كما هو معمول به في الموسم الماضي الذي ينص على أن يتم توزيع قيمة 50% من النقل التلفزيوني والرعاية بالتساوي لكل الأندية فيما تكون ال 50% المتبقية توزع حسب ترتيب الأندية بالمراكز، حيث أثار هذا القرار استياء عدد من مسؤولي الأندية التي لا تملك راعيا، خاصة بعد ان بلغ إجمالي دخل أندية دوري عبداللطيف جميل حوالي 910 ملايين ريال، كما بلغت مصروفات الأندية حوالي 921 مليون ريال. «عكاظ» بدورها رصدت آراء رؤساء الأندية المتضررة من القرار فكانت على النحو التالي: قرارات مجحفة استغرب رئيس نادي العروبة مريح آل مريح، نقض رابطة المحترفين القرارات السابقة واتخاذ قرارات دون الرجوع لأعضاء المجلس وهذا يعتبرا مخالفة صريحة وقانونية، مشيرا الى ان مصير الرابطة بيد الأندية الثمانية المعترضة والمتضررة من القرارات لأنها الأكثرية وتطالب بحقوقها التي سلبت منها، موضحا ان الرابطة لا تستطيع استخراج رخص الاتحاد الآسيوي للأندية ال14 إذا تمسكت بقراراتها وبالتالي سوف تسحب من الاتحاد السعودي مقاعد المشاركة الآسيوية وتقتصر على الفريق الذي سيكون بطلا للدوري وهذا يضعف تطور الكرة السعودية ويحل بها ضررا كبيرا بسبب تعنت الرابطة، كاشفا عن ان الرابطة اتفقت مع الأعضاء على توزيع مبالغ شهرية ولم تلتزم سوى في شهر واحد وهذه مخالفة صريحة تزيد الغني غنى والفقير فقرا، موضحا ان هناك تنسيقا بين الأندية الثمانية لتوحيد الموقف والمطالبة بالمستحقات أو تصعيد موقفهم. تضارب مصالح أوضح رئيس نادي الفتح المهندس عبدالعزيز العفالق، ان هناك مشكلة في إدارة ملف توزيع الموارد من قبل الرابطة وهناك تداخل في الصلاحيات بين الاتحاد السعودي ورابطة دوري المحترفين وتحديد من له الحق في ذلك الاتحاد أم الرابطة، مؤكدا ان عدم وجود نظام تسبب في أزمة وتضارب في صلاحيات كل جهة، مبينا انه من المفترض ان نستفيد من خطوات من سبقونا في هذا المجال من الدول المتقدمة ولا نرجع لنقطة الصفر، وأفاد ان كل جهة لا بد ان يكون دورها محددا بنظام حسب الهدف الرئيسي الذي أنشئت من أجله، مبينا ان مسألة توزيع الموارد يجب ان يتم بحثها من متخصصين وأن لا تكون هناك سيطرة من جانب المصلحة الآنية وأن تكون النظرة أشمل وأبعد لنصل للهدف المنشود. لن نسكت شدد رئيس نادي نجران هذيل آل شرمة على تمسكه بالانسحاب وعدم المشاركة في اجتماعات الرابطة ما لم تلبى طلباته واحتياجات الأندية التي لا تملك راعيا، مشيرا الى انه يرفض الإملاءات التي تدار في الربطة، وقال: «نحن ممثلون لأندية الدوري وأصحاب قرار وليس مجرد مكملين» كاشفا عن ان تعنت الرابطة وعدم إيفائها بالالتزامات المالية سوف يدخل الاندية في أزمات مالية طاحنة، مستغربا من عدم صرف المبالغ المتفق عليها مسبقا قبل نهاية الموسم الماضي التي على ضوئها وضعت الميزانيات وتم إبرام التعاقدات مع اللاعبين والأجهزة الفنية وفق ما تم تخصيصه لكل ناد في الاجتماع الاول للرابطة، مضيفا: «ما حدث في الاجتماع نقض واضح للقرارات وضرب لمصالح الأندية لصالح أخرى وهذا لا يخدم الصالح العام»، مؤكدا أنه والأندية الأخرى المتضررة سيكون لها موقف حازم أمام الرابطة لحين تلبية احتياجاتهم ومتطلباتهم المالية. اصواتنا مهمشة قال رئيس نادي التعاون محمد القاسم: «علقنا عضوية النادي لأن أصواتنا كأعضاء لم يؤخذ بها ولم تعتمد آلية التصويت في هذا الأمر وسيستمر تعليق العضوية حتى يعاد الحق الى طريقه في توزيع مداخيل الرابطة». وأضاف: «سنرفع خطابا للاتحاد السعودي لكرة القدم ونطالب بحقوقنا» وتساءل «كيف نستمر أعضاء وأصواتنا غير محسوبة ولا يسمع لنا كأندية وضعت كل خططها المالية وفقا لاتفاق مسبق بتسلم460 ألف ريال شهريا، وبهذا القرار سيكون المبلغ النصف بعد أن استلمنا مسبقا المبلغ المتفق عليه، مما يعني أن قرارا اتخذ حتى قبل أن نجتمع بمعنى أن دورنا هامشي، وحفاظا على حقوق النادي سيبقى قرار التعليق لأن الأندية لها حق أن تشارك بالقرار وفقا لآلية التصويت ولن نتنازل عن ذلك مهما كانت الأسباب». وكان نادي التعاون علق رسميا عضويته في رابطة دوري المحترفين عبر بيان صدر أمس، حيث أوضح البيان أن رئيس النادي وعضو رابطة دوري المحترفين الأستاذ محمد بن عبدالله القاسم قام بتعليق عضوية النادي في الرابطة عقب الاجتماع الذي عقد يوم الخميس وذلك احتجاجا على القرارات الصادرة من رئيس الرابطة، التي منع من خلالها احتساب التصويت في اتخاذ القرار على الموضوعات المطروحة من قبل الأعضاء، مما سيؤثر على مداخيل النادي هذا العام. المتضرر أنديتنا أبدى الأمين العام في نادي النهضة ناصر الهلال، الذي مثل ناديه في الاجتماع السابع لأندية رابطة دوري المحترفين السعودي الذي عقد أمس الأول في نادي الاتفاق، اعتراضه على النتائج النهائية التي خرج بها الاجتماع، واصفا إياها بالمجحفة بحق الأندية الثمانية التي جاءت في الترتيب بعد الأندية الستة الكبار في الدوري. وأشار إلى أنهم سيرفعون خلال اليومين المقبلين خطاب تظلم إلى الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير نواف بن فيصل، ومرفق صورة منه للإحاطة إلى رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم أحمد عيد للنظر في القرارات الصادرة من وراء هذا الاجتماع، مطالبا بتشكيل لجنة من اتحاد الكرة للفصل في القرارات، أو أن يعاد القرار وذلك من أجل إنصاف جميع الأندية ال14 في دوري عبداللطيف جميل. وأضاف «أعتقد أن القرارات تنبئ بكارثة كبيرة ربما تحل على الكرة السعودية، خصوصا بعد أن أعلن مسؤولو نادي الفيصلي ونجران نيتهم الانسحاب من الرابطة، وهو ما سيضع اتحاد الكرة في مأزق، لأن الاتحاد الآسيوي في هذه الحالة قد يقلص عدد المقاعد للأندية السعودية المشاركة في دوري الأبطال الموسم المقبل إلى مقعدين بدلا من أربعة»، وأردف «لقد تم توزيع الحصص بنسبة 50% على الجميع بالتساوي، وال50% الأخرى ستوزع حسب المراكز، ولكن من حق جميع الأندية البحث عن حصة أكبر، خصوصا أن الأندية الثمانية المتضررة لا تملك رعاة». من جهته نفى مصدر ل«عكاظ» صحة ما تردد خلال الأيام الماضية من تعليق عضويات بعض الأندية في رابطة دوري المحترفين السعودي، وأكد المصدر بأن الرابطة لم يصلها أي شيء بخصوص ذات الموضوع، وأضاف: «نتمنى أن لا تصل الأمور لهذا الحد في تعليق العضويات لأنه في النهاية الرابطة تخدم الأندية وكذلك العكس، أثق ثقة تامة إلى أننا سنتوصل لحل مرض مع الأندية خلال الأيام القادمة». وعن قانونية انسحاب الأندية وتعليق عضوياتها، تابع المصدر حديثه: «لا يوجد نظام أساسي للرابطة ولم يقر لها حتى الآن، ولكن في حال تعليق بعض الأندية عضوياتها فهذا لن يضرها بشيء فالاجتماعات ستتواصل بالبقية وسنجتمع بعضويات الأندية الباقية ولكن الأمور ستحل بإذن الله ولن تصل إلى هذا الحد، لأننا في الرابطة حريصون كل الحرص على خدمة الأندية وتواجدها». من جهة ثانية أوضح عضو مجلس إدارة اتحاد القدم ونائب رئيس لجنة المسابقات أحمد العقيل أن الاتحاد لم يرده أي شيء رسمي بخصوص تعليق بعض الأندية مشاركاتها في دوري عبداللطيف جميل للمحترفين، وأضاف: «لا نعلم شيئا عن الانسحابات أو التعليق، وفي حال انسحاب الأندية من المشاركة في دوري عبداللطيف جميل حينها سيكون لكل حادث حديث»، ورفض العقيل الحديث حول قانونية تعليق أعضاء مجالس الإدارة مرجعا ذلك لأصحاب الشأن والقانونيين. حصيلة الاجتماع: 1- تحليل توزيع الإيرادات والمصروفات لأندية دوري عبداللطيف جميل بشكل إجمالي ولن يتم تحليل أو مناقشة الأمور المالية الخاصة بكل ناد، حيث ستتم مناقشتها مع كل ناد بشكل منفصل. 2- إعداد تقرير سنوي رسمي للرابطة عن الأمور المالية الإجمالية للأندية إضافة إلى تأسيس قاعدة بيانات مالية رسمية للرابطة. ويشتمل هذا التقرير الرسمي على تحليل توزيع الإيرادات والمصروفات للأندية. 3- تصنيف الإيرادات والمصروفات للأندية ليكون النموذج الأساسي الذي يمكن من خلاله مقارنة الأمور المالية للنادي بأسلوب ثابت ودائم وبشكل عادل. 4- حث الأندية على الاطلاع على الأمور المالية الخاصة بكرة القدم من حيث النسب والإيرادات والمصروفات القياسية. 5- أخيرا، ستتم مناقشة الأمور المالية الخاصة بكل ناد مع تقديم الحلول العملية لمجابهة التحديات التي تواجه الأندية مستقبلا، حيث سيقوم الأستاذ أحمد المسند مسؤول الأعمال التطويرية بالرابطة بزيارة لكل ناد خلال الفترة القادمة.