اشاد سياسيون واستراتيجيون مصريون أمس بتطهير البؤر الإرهابية فى منطقة كرداسة، وقالوا إن هذه الخطوة طال انتظارها، وأكدوا أن ما حدث أمس يحمل رسالة ردع لكل من يفكر فى تكرار اعتصام رابعة أو اختطاف كرداسة والسيطرة عليها. وأكد اللواء سامح سيف اليزل، الخبير الأمني والاستراتيجي، أن ما حدث فى كرداسة من عمليات تطهير للإرهاب هي رسالة واضحة لكل من يفكر فى تكرار نموذج رابعة والنهضة، في أي مكان داخل الجمهورية، والتأكيد على عدم وجود جدوى لهذه المحاولات الفاشلة، لأن الدولة ستكون حازمة أمام هذا الخروج عن القانون. وقال سيف اليزل إن حاملي السلاح ومهددي المواطنين فى حياتهم وممتلكاتهم ومثيري الشغب التابعين لأي تيار، لن يكونوا بمأمن عن طائلة القانون والشرطة والجيش، لن تقف الدولة مكتوفة الأيدي، مشيرا إلى أن الأمور الأمنية تسير باتجاه جيد، وتحقق نجاحات على الأرض، وهو ما نشاهده الآن فى كرداسة. وقال اللواء نبيل فؤاد، مساعد وزير الدفاع المصري الأسبق، إن «العناصر الإرهابية حينما تتمركز فى منطقة معينة، ترهب الأهالي وتجبرهم على الانصياع لأوامرهم، والتعاون معهم»،وأضاف، أن القوات المسلحة وجهاز الداخلية تعاملوا مع العناصر الإرهابية بطريقة أمنية، مطالبا قوات الأمن بأن تظل فى حصارها للمنطقة، مع توجيهات مستمرة للسكان حتى لا يتعرضوا للأذى، أو يتعاونوا مع العناصر الإرهابية مرة أخرى. وأوضح اللواء دكتور عبد الصمد سكر، الخبير الأمني، أن دخول كرداسة عمل تاريخي انتظرناه كثيرا، مشيرا إلى أن قوات الشرطة أعدت العدة ودرست الحالة دراسة متأنية لدخول كرداسة. وأضاف «سكر»، أن سيطرة الداخلية والقوات المسلحة على كرداسة هي رسالة للشعب ليصل إليه أن الأمن عندما يكون لديه عقيدة راسخة للقضاء على الإرهاب فلا يمكن أن يقف أمامها حائل أو عالق فى تأدية مهامها، مشيرا إلى أن أجهزة الأمن لديها مسؤوليات كبيرة فى جميع محافظات مصر. وتابع: «أن القوات المسلحة والداخلية على قلب رجل واحد للقضاء على الإرهاب ويؤدون رسالة سامية من أجل مصر وحمايتها من كافة المؤامرات». وأشاد الدكتور محمد أبو الغار، رئيس الحزب المصري الديمقراطي، بالحملة الأمنية فى كرداسة، مؤكدا أن الشعب المصري كله يقف إلى جوار الشرطة فى تحقيق الأمن والاستقرار فى كل مكان، ولا يجب أن تحتكر جماعة أو هيئة ما لمنطقة معينة من أرض مصر مهما كانت الأسباب والدوافع. وأشار أبو الغار إلى أن هناك قصورا فى وزارة الداخلية فيما يتعلق بأمرين مهمين، الأول المرور، حيث لا يوجد أي عسكري مرور فى الشارع، والثاني يتعلق بالأمن الجنائي. وأشار الدكتور أيمن أبو العلا، أمين الشؤون البرلمانية بالحزب المصري الديمقراطي، إلى أن نجاح العملية الأمنية فى كرداسة يؤكد أن عودة الأمن والاستقرار فى مصر أصبح قريبا جدا من الدولة المصرية، إذا ما استطاعت وزارة الداخلية أن تحكم قبضتها على الإرهابيين فى كل مكان، لافتا إلى أنه ليس من الطبيعي أن تحتكر جماعة منطقة من أرض مصر. وأكد أبو العلا أن الشارع يتطلب أيضا من وزارة الداخلية وجود شرطة المرور، إلى جانب هذه الحملات الأمنية الناجحة، كي تعود للوزارة هيبتها من جديد، ويعود لمصر الأمن والاستقرار. وأكدت نهال عهدي القيادية بحزب الوفد بالحملة الأمنية فى كرداسة، مؤكدة أنه من حق أهالي كرداسة أن يشعروا بالأمن، ويعيشوا بلا إرهابيين، مطالبة وزارة الداخلية بضرورة العمل على تحقيق الأمن، وعودة مصر بلد الأمن والأمان مرة أخرى. وأشارت عهدي إلى أن هناك قصورا فى كل من الأمن الجنائي وشرطة المرور والنجدة، وعلى الداخلية أن تدرك هذه الأمور سريعا، وتبدأ فعليا في العمل الجاد لحماية المواطنين، وعودة الأمن مرة أخرى. واعتبر طارق الخولي عضو المكتب السياسي لتكتل القوى الثورية أن خطوة قوات الأمن باقتحام كرداسة مهمة، وقال كنا ننتظر قرار خلوها من الإرهابيين خلال الوقت الراهن، مؤكدا أننا أمام انتعاشة جديدة فى السيطرة على سيادة الأمن والقانون، والجماعات الإرهابية تواجه ضربات مفزعة للجماعات الإرهابية تفشل خطتهم. وأشار الخولي إلى أن الشرطة عادت لتمارس أعمالها، لكنها مازالت تحتاج لزيادة كفاءاتها فى أقسام الشرطة. ووجه منسق الجمعية الوطنية للتغيير وكيل مؤسسي الحزب الاشتراكي المصري، أحمد بهاء الدين، التحية إلى جهاز الأمن المصري والقوات المسلحة على دورها، فيما سماه بتحرير كرداسة من براثن الجماعات الإرهابية والمتطرفين، مؤكدا أنه من الخطورة على الأمن القومي المصري أن نسمح بتكوين بؤر إرهابية تقلل من سيطرة الدولة على محيطها الجغرافي. وأشاد بهاء الدين بالتعامل الأمني مع اقتحام وفض اعتصام كرداسة، مؤكدا أن من حق أهالي كرداسة أن يعيشوا فى مدينتهم أحرارا دون تهديدات من المتطرفين والإرهابيين الذين سيطروا على كرداسة، مطالبا الأهالي العاديين بالتزام منازلهم وتنفيذ تعليمات الجهات الأمنية. وأكد «بهاء الدين» أن هدم البؤر الإرهابية والسيطرة عليها من جانب الدولة، يعني استمرار سقوط الجماعة، وذراعها السياسي حزب الحرية والعدالة. من جانبه، أبدى المرشح الرئاسي السابق أبو العز الحريري، سعادته بالجهود المبذولة من جانب قوات الأمن فى اقتحام مدينة كرداسة، وملاحقة العناصر الإرهابية هناك، مشيرا إلى أن سلطات الأمن تحاول تصحيح أخطاء الماضي، والتي سمحت للعناصر الإرهابية بالسيطرة على كرداسة ومناطق أخرى، حتى أصبحت خارج سيطرة الدولة. وطالب «الحريري»، الدولة، بتفعيل دور الأزهر ووزارة الأوقاف لتفهيم البسطاء صحيح الدين، وتصحيح ما أفسدته السنوات السابقة من خلال العناصر المتطرفة التى سيطرت على عقول الملايين من البسطاء. وانتقد «الحريري» قيادات وزارة الداخلية بسبب عدم منح أفراد الشرطة فى كرداسة الحق فى الدفاع عن أنفسهم، وسط هذه العناصر الإرهابية، موضحا أن الجماعات الإرهابية تغولت فى كرداسة حتى أصبحت هي من تحكم، فى غياب تام لهيئات الدولة ومؤسستها، مطالبا بتوجيه تهمة الإفراج عن العناصر الإرهابية لمحمد مرسي.