يرسم بعض الشباب خططهم لمستقبل زاهر بمجرد انتهاء أحدهم من السنة الثالثة في المرحلة الثانوية، باعتبار أنه مقبل على حياة أخرى تشكل نقلة نوعية بالنسبة له، لأن الجامعة بها مختلف التخصصات واختيار أحدها من طب، هندسة، اقتصاد وإعلام وغيرها من التخصصات، ربما يغير أسلوب حياة الشاب بالكامل حسب متطلبات التخصص، وفي ذات الوقت يكون الاختيار صعبا نوعا ما للمهنة التي سيكون عليها الشخص بعد التخرج، لأن السنين لن تعود مرة أخرى ليبدل أحدهم اتجاهه ويسير في طريق غير الذي اختاره بيده، وإلا سيتطلب منه الأمر سنين إضافية تحسب عليه، ما يجعل التدقيق في انتقاء التخصص هو السمة الغالبة لحظة اتخاذ القرار الحاسم. يقول عبدالله الحارثي: إن الشاب يبني مستقبله على رغبة توصله لما يريد من خلال طلبات القبول للجامعات في المجال الذي يحبه، وسبق أن استرعى انتباهه، لذلك يكون كل التفكير في السنة الأخيرة من المرحلة الثانوية في اختيار التخصص الذي يريد دراسته في المرحلة التالية، باعتبارها بوابة المستقبل وروح المهنة التي سيمتهنها، وأضاف، «كل شخص يسعى للوصول لشيء معين من خلال دراسته الجامعة لأنها حصاد عمر، وشخصيا أتمنى الالتحاق بجامعة الملك عبدالعزيز وبالتحديد كلية الإعلام بعد أن أتجاوز السنة التحضيرية، لأني أحب هذا المجال كثيرا، وأرى أن مستقبله زاهر، فهو مدرسة يتعلم منها كل شاب ويفتح مدارك الشخص ويزيد من معرفته لمختلف ضروب الحياة، خاصة أن الصحفي أو الإعلامي يتداخل مع كل شرائح المجتمع وتكون ذخيرته المعرفية عالية جدا وثقافته لا تضاهى، لذلك تجدني حريص جدا على دراسة الإعلام، وأتمنى أن تتحقق أمنيتي». ويرى أسامة الراشد أنه لا بد من الاختيار المبكر للتخصص الذي يريد الشاب دراسته في الجامعة حتى لا يعاني ويكون بلا هدف، مشيرا إلى أن بعض الشباب لا يفكر في هذا الأمر إلا مع اقتراب موعد التقديم للجامعات، ما يعد خطأ فادحا، حسب قوله، منبها إياهم بالاختيار المبكر والسليم، لأن المجالات كثيرة جدا في المجالين العلمي والأدبي بالإضافة للمجالات الأخرى التقنية والمهنية، والأخيرة ربما لا تحتاج لدراسة جامعة لأن الشاب يدخل في العمل مباشرة بالشهادة الثانوية، ولكن تدعيمها أفضل له بكل تأكيد حال التحق بإحدى الجامعات في مجاله أو قريب منه. وأشار الراشد إلى أنه يرغب في دراسة الهندسة المعمارية، من واقع حبه الشديد لهذا المجال وحرصه على تحقيق النسبة التي توصله له، مضيفا «أود العمل في الشركات والمؤسسات الكبيرة لأخدم وطني الغالي الذي يوفر لنا جميع الإمكانات لبناء مستقبلنا بصورة مثالية دون أي تعثر، فضلا عن أن والدي مهندس معماري وسيقف إلى جانبي كثيرا ويساعدني حتى يقوى عوي ولن أخذله بإذن الله، وحال تمكنت من الوصول إلى هدفي سأكون أسعد إنسان لأني منذ الصغر أهوى هذه المهنة وأرى أن إمكانياتي تؤهلني لدراسة مقررها الجامعي بها». محمد الأفندي قال إنه يطمح لدراسة طب الأسنان الذي يعتبره من التخصصات الضرورية في حياة الإنسان، لهذا يرغب بشدة في الدخول إلى عالمه التعليمي قبل العملي، متمنيا التوفيق في ذلك حتى يصبح من بين الأطباء الذين يشار إليهم بالبنان في المستقبل القريب، ويزيد «أشعر أنني حال درست هذا التخصص سأتميز فيه، لأن الرغبة هي المحفز الاساسي للإنسان في كل المجالات وطالما أنني أتسلح بها سأسير في الطريق الصحيح ولن تقف في طريقي العقبات مهما عظمت»، مبينا أنه يسعى لخدمة شباب وشياب بلده عبر هذه المهنة التي تهم الجميع، ما يجعله سعيد وقتها بخدمة الذين يبحثون عن الصحة والعافية. وذكر عمار السلطان أن تنوع المجالات والتخصصات في الجامعات هو دافع كبير للشباب القادمين من الثانويات العامة لاختيار ما يناسبهم وفقا لطموحهم وميولهم، ونصحهم بأن يختاروا الشيء الذي يجدون أنفسهم فيه ولا يدرسون تخصصا لا يرغبونه، كأن يلبي أحدهم رغبة والده أو والدته، لأنه حينها لن يتمكن من مواصلة الدراسة وإن استطاع لن يتميز بين أقرانه وبالتالي لن يستفيد ولا يفيد مجتمعه في شيء بعد التخرج من الجامعة، ويكون قد أهدر وقتا ثمينا من عمره كان الأفضل أن يستثمره في دراسة التخصص المناسب معه والذي يستطيع عبره من خدمة مجتمعه، متمنيا أن يخطط كل شاب لبناء مستقبله بما يحقق له طموحه ويعينه على الوصول إلى أهدافه الحياتية وبالتالي تصبح السعادة بادية عليه طول الوقت. أما فارس الثقفي فيقول إن سنوات الثانوية هي التي تساهم في رسم مستقبل الشاب، لأنه يكون في مرحلة التكوين الفكري، ويرى مختلف التخصصات أمامه والجميع يعمل كل في المجال الذي يحبه، وأردف «من خلال مراقبته الطويلة للأعمال المختلفة ينبع ميوله تجاه إحداها وبالتالي يختارها كمهنة مستقبلية». ويمضي فارس بأن اختيار التخصص منذ وقت مبكر هو عنوان النجاح في المستقبل لدى أي شاب، مضيفا أن التخصصات لا حصر لها وكل له فائدته للمجتمع، فقط يجب على الطلاب التميز عندما يختار مهنة معينة، باعتبار أن الاجتهاد هو العامل الفاصل بين النجاح والفشل، فالموهبة وحدها لا تكفي والرغبة لن تعمل وحدها، بل هناك أدوات للتطور والتقدم في مختلف التخصصات، وبدونها لن يرتقي الإنسان سلم النجاح. وفي ذات السياق يرى كل من يوسف الزايدي ومشعل السهلي ومحمد المطيري أن السنة التحضيرية في الجامعة تعتبر مدخلا مناسبا للشاب الذي يتعرف خلالها على المفاهيم الجامعية واختيار التوجه الصحيح، كما أنها شيء أساسي في فهم متطلبات الدراسة الجامعية التي تختلف كليا عن المراحل السابقة لها، فضلا عن أسلوب التعايش بين الطلاب وكيفية التعامل مع بعضهم، ولا بد لأي شاب أن يختار الدراسة التي تناسبه لأن زملاءه سيكونوا مهتمين للغاية، خاصة أن الرغبة هي التي دفعتهم للولوج هذا المجال. بيئة مختلفة محمد المنصور أوضح أن الشاب عند دخوله للجامعة يحتاج لوقت للتأقلم مع البيئة الجامعية لأن البيئة الجامعية تختلف بالكامل على البيئة التعليمية في المدارس والثانويات العامة، بالإضافة إلى أن الجامعة توسع فكر الشاب، وتطلعه على أشياء لم يرها من قبل، موضحا أن السنة الأولى في الجامعة تكون مخيفة للشاب وإذا تجاوزها بتميز لن يعاني كثيرا في السنوات التالية.