عندما ننغمس في أجواء العمل ننسى أن لنا طاقة وحدودا، ونهرع بكل ما نملك لنقدم الأفضل على أمل أن نجد الأفضل.!! ولكن من يقدر هذا الجهد.. ونحن نقبع تحت وطأة ما يسمى «النظام».الذي يحتوي الكون بالمقاييس التي يصعب على البعض تطبيقها وقد ينجح البعض الآخر في العمل بها باختلاف الانتماءات الفكرية والعقلية والاجتماعية، وما بين نجاح التطبيق وفشل الاستمرار عليه أمور لم ينتبه لها من يمتلكون سياط السلطة لأن بعضهم أراد أن يجعل النظام آلة قطع وتنفير وردع وترهيب وذلك عندما يضرب ببعض الظروف ولا ينظر للعوائق التي تقف عقبة تلغي مبدأ الإنسانية التي بدأنا نتناسها أو بمعنى أعمق نتجاهلها ومن ثم يغيب عن أعيننا أننا بشر يعترينا المرض والوهن والقهر والألم مثلا وكثير من الضغوط النفسية.. فما أجمل القلوب التي تبتسم في وجهك وتحاول أن تقدم لك يد العطاء والتشجيع لتبدع ومعاً نرتقي سلالم النجاح حتى يكون شعارنا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم «منِ استطاع منكم أن ينفع أخاه فلْيفعل» ونحترم في نفس الوقت آلية النظام ونرخي له عنان السمع والطاعة دون الإخلال به إنما نذكر أصحاب النفوذ أن هناك قاعدة فقهية (الضرورات تبيح المحظورات) قاعدة أصولية مأخوذة من النص، وهو قوله تعالى: (إلا ما اضطررتم إليه) [الأنعام:119]. أي أن الممنوع شرعاً يباح عند الضرورة، فما بالنا لو كانت بعض الظروف لا أثم فيها إنما تحتاج لمن يتفهمها ويرسمها بطريقة صحيحة بقلم النظام ويصبح (قلم حبر لا قلما جافا) من نواحي الإنسانية مسلوخ الأحساس. كل ما نرجوه هو بعض التفكر والتأمل من أصحاب المسؤوليات وعدم الغرور بالنفس والادعاء بأنكم تحققون العدالة وتقيمون الانضباط والبعض منكم يحتاج لترتيب أوراقه ومسح ما بين السطور في المقام الأول قبل أن يقرأها على الناس ويتذكر أنه بشر تعترضه عثرات قد تثقل السير إلى الأمام ومنهم من يحتاج إلى دفعة أو تشجيع معنوي أو دعم ملموس ليتماشى مع الظروف تحت مظلة لا ضرر ولاضرار.