غزت تقاليع جديدة رؤوس بعض شباب المدينةالمنورة، عبر قصات شعر غريبة غير متوافقة مع قيمنا، ويعزو بعض الشباب أسبابها إلى مسايرة الموضات العالمية للأجيال الجديدة، إذ يزداد هوس الشباب بالمشاهير العالميين ممن يعتبرونهم محظوظين، فيقلدون قصات شعورهم المثيرة للغرابة والدهشة، مؤكدين أن صالونات الحلاقة الراقية تقدم لهم كتالوجات لقصات الشعر، كما تحمل كل قصة اسما خاصا بها ك(سبايكي، كدش، قزع، خطوط على الجنب)، وهكذا. واللافت في الأمر أن أغلب الشباب الذين يفضلون هذه القصات في شعورهم، لا يخجلون من نظرة المجتمع لهم، أو أنهم غير مبالين، حيث لا يشعرون بذنب تجاه ما يفعلون، في الوقت الذي يغطون شعرهم بالشماغ والعقال خوفا من عقاب آبائهم أو إخوانهم الكبار. عدد من الشباب والعاملين في محلات الحلاقة بالمدينةالمنورة تحدثوا ل«عكاظ»، حيث يقول ثروت خان (حلاق في أحد الصالونات): يأتي شباب في مقتبل العمر ويطلبون قصات شعر تبدو غريبة، حيث كثرت هذه الظاهرة في الآونة الأخيرة، ومنهم من يجلب صور فنانين ويطلب مني نفس قصة الشعر التي في الصورة، مضيفا: في السابق كان قصة القزع الوحيدة التي غزت فكر شبابنا وأصبحوا يقلدون الغرب تقليدا أعمى، ولكن الآن ظهرت قصات شعر مختلفة عن السابق وفيها من قلة الوعي الشيء الكثير، حيث بعض الشباب أصبح مهووسا بفنانه أو لاعبه المفضل لدرجة يقلده في كل شيء حتى في قصة شعره، ومنهم من يطلب مني أن أجعل شعر رأسه واقفا وكأنه ضرب بصعق كهربائي وهذه تدعى «سبايكي»، ومنهم من يطلب خطوطا عرضية على طرف شعره مع ترك باقي الشعر منسدلا، ومنهم من يحلق الجزء الخلفي من رأسه ويترك الجزء الأمامي وهذه تدعى «القزع». واستطرد خان: ويستغل بعض الحلاقين رغبات الشباب في هذه التقاليع الغريبة، فيجلبون مجلات تحتوي على قصات شعر الفنانين العالميين حتى يجذب إليه الشباب صغار السن ويدفعون مقابل ذلك مبالغ مالية كبيرة حيث يصل سعر القصات ما يقارب (50) ريالا عند بعض الصالونات التي تدعي الفخامة وأوضح ثروت أن غياب الوازع الديني عند الحلاق وغياب الرقابة على محلات الحلاقة سبب رئسي في انتشار تلك الظاهرة المخجلة. يشاطره الرأي علي الحربي معلقا: أستغرب كثيرا لحال شباب هذه الأيام، حيث أصبح الجيل الجديد من الشباب يتبع أساليب وطرقا يعتقد أنها حديثة ومتطورة دون مراعاة للجانب الديني والإنساني، وطفت على السطح مشاكل كثيرة من قبل بعض الشباب -هداهم الله- ومن ضمن الظواهر المنتشرة في الوسط الشبابي «التفحيط، الملابس المخجلة التي يرتديها بعض الشباب، تقلعيات الشعر المخزية، وظاهرة الدرباوية، وغيرها من الظواهر الغريبة التي لم تكن معروفة في السابق». ويعيد الحربي أسباب ظهورها إلى عدة أسباب، منها غياب الدور التربوي في بعض المنازل حيث يسهر الشباب حتى بزوغ الفجر، دون سؤال رب الأسرة عن أبنائه ومتابعتهم، وغياب الوازع الديني عند بعض الشباب وجعلهم أسرى لرغباتهم ونزوات الشيطان، بالإضافة إلى نقص الوسائل الترفيهية وعدم وجود مرافق رياضية تستطيع استيعاب طاقة الشباب وتحويلها إلى طاقة مفيدة، ما جعلهم يستثمرون طاقاتهم في تصرفات سلبية ودخيلة على المجتمع السعودي المحافظ. وعن ظاهرة قصات الشعر -يضيف الحربي- حدث في هذا الجانب ولا حرج، فهم يقلدون الغرب في قصات الشعر، وليتهم يقلدون الغرب في النهل من العلم أو التقدم التكنولوجي، بل يأخذون منهم الجانب السلبي دون الاكتراث بالجوانب الإيجابية، لدرجة أصبحت رؤوس بعض الشباب كمعامل اختبار لقصات الشعر، حيث تجد كل يوم قصة تختلف عن اليوم السابق، والأدهى والأمر أن تجد منهم من يصبغ شعره باللون الأحمر أو الأخضر، ومن وجهة نظري فإن الشباب يلجأ إلى ذلك نتيجة ضعف شخصيته، ما يجعلهم يقلدون تلك القصات الغريبة على مجتمعنا دون وازع من ضمير أو دين، ويعتقدون بذلك أنها وسيلة للفت الأنظار تجاههم من قبل الجنس الناعم. واستطرد الحربي: يجب على الجهات المختصة العمل على الحد من انتشار تلك الظواهر الدخيلة على مجتمعنا الإسلامي، والمحافظة على العادات والتقاليد التي تربينا عليها، ووضع حلول عاجلة للقضاء على هذه الظاهرة، والعمل على وأد هذه البدع التي غزت أفكار ورؤوس وملابس الشباب الذي أصبح هشا ولا يهتم إلا بالأموار السطحية التي لا توافق تعاليم ديننا الحنيف.