أجمع عدد من سكان العاصمة المقدسة أن شعاب جبل أبو شدادين المتاخم للمسجد الحرام تحولت خلال الفترة الماضية إلى محال تجارية يمتلكها وافدون وأن البضائع التي تباع في هذه المحلات منتهية الصلاحية، داعين الجهات المختصة إلى دهم هذه المحال وإتلاف البضائع غير الصالحة للاستهلاك الآدمي، فضلا عن ضبط المتخلفين وترحيلهم إلى بلدانهم. وبين الأهالي أن جبل ابو شدادين يعتبر أحد أكثر المناطق احتضانا للمتخلفين من مختلف الجنسيات، وهو يأتي في المرتبة الثالثة بعد جبل الشراشف وجبل النكاسة، ما يجعل من هذه البقعة بؤرة من بؤر التخلف والتلوث البيئي وممارسة كل ما هو ممنوع ومخالف للأنظمة والقوانين، بعد أن تحول هذا الجبل من منطقة سكنية لأهالي مكةالمكرمة إلى ملاذ آمن للمتخلفين والمخالفين لنظام الإقامة الذين استحوذوا على كامل منازل الجبل عبر عقود إيجارات وافتتحوا محلات تجارية دون أي تصاريح وهي عبارة عن غرف تابعة لمنازلهم فرغوها لبيع المواد الغذائية منتهية الصلاحية. في الجانب الآخر استغلت العمالة الأفريقية المخالفة مهنة تشغيل الخادمات في المنازل بنظام الساعات مخالفين الانظمة والقوانين ناهيك عن المخالفات الأخرى من تجمع المركبات التالفة وبيع اللحوم والدواجن بأسعار زهيدة وهي لحوم مجهولة المصدر ومنتهية الصلاحية. «عكاظ» في جولة ميدانية على الجبل رصدت حزمة من المخالفات والتجاوزات وناقشت عددا من سكان الجبل وخرجت بالتحقيق التالي: في البداية قال باسم عبد الجبار انه يقطن في الجبل منذ عشرة اعوام ولا يحمل إقامة نظامية. ويضيف أن إقامته في الجبل تبعد عنه ملاحقة الجهات المختصة وانه لا ينزل من الجبل تحت أي ظرف خصوصا في ظل وجود الأسواق التي توفر للسكان كافة احتياجاتهم المعيشية والمستلزمات الأسرية وتقيهم مشقة النزول من الجبل، مبينا أن الجبل بات الملاذ الآمن للمتخلفين والمخالفين لنظام الإقامة بما فيها من متاجر وأسواق تلبي حاجتهم وتسهل أمورهم. بدوره أكد طلال الندوي أن العمالة الوافدة أصبحت كالقنبلة الموقوتة التي تنذر بالانفجار في أي لحظة مسببة مخاطر جمة قد تلحق الضرر بأهالي الحي. وقال الندوي: الحي اصبح بعد اعمال الازالة الحالية من اقرب الاحياء للمسجد الحرام ولا يبعد عنه سوى بضعة امتار، مشيرا الى أن تواجد هذه العمالة يزيد من قلق السكان ويضخم معاناتهم التي لطالما شكوا منها. من جهته، أوضح فيصل حنيف أنه توجد داخل الحي محلات كثيرة لبيع كل الأصناف من المواد الغذائيه والمستحضرات الكميائية والمتاجرة في بيع التبغ الممنوع وغيرها من المواد منتهية الصلاحية. وبين حنيف أن اغلبية العمالة الوافدة تتصور صعوبة وصول الجهات الرقابية لهم حيث قامت بفتح بعض الغرف التابعة لمنازلهم وتحويلها الى محلات تجارية بطريقة غير نظامية محاربين اصحاب المحلات النظامية لزهد اسعارهم. وأوضح فهد صالح صاحب محل لبيع المواد الغذائية انهم محاربون بسبب المحلات العشوائية مبينا ان اصحاب المحلات يخسرون في اصدار التصاريح بالاضافة لتكاليف البضائع وغيرها ولكن بعد كل هذا العناء نجد المحلات العشوائية تمنعنا من البيع مخلفة خسائر جمة لنا. وبين شودري صادق بنجلاديشي أنه حول جزءا من منزله إلى مطعم لبيع المواد الغذائية والوجبات الخفيفة. ويضيف بقوله: أزاول هذا النشاط منذ ثلاثة اعوام وأقدم خدمة ضرورية لسكان المنطقة وأهون عليهم مشقة النزول من الجبل ولم أواجه طيلة مدة سكني في الجبل أي معوقات أو مضايقات. من جهته بين مصدر مسؤول بأمانة العاصمة المقدسة أن هناك حزمة من المخالفات والممارسات الخاطئة تحدث في جبل أبو شدادين ومنها انتشار الأسواق والمحال التجارية المخالفة وتلبي احتياجات المتخلفين، مؤكدا في الوقت نفسه ان امانة العاصمة المقدسة تقوم بجولات ميدانية مستمره بالتعاون مع البلديات الفرعية للقضاء على تلك العشوائية مضيفا انه لا يوجد اي تهاون مع المخالفين. من جانبه أكد الناطق الاعلامي لادارة الجوازات بمنطقة مكةالمكرمة المقدم محمد الحسين أنه يتم ملاحقة العمالة المخالفة التي تقطن الأحياء العشوائية للحد من انتشارها مشيرا الى أن هناك دوريات مستمرة داخل الأحياء العشوائية وغير العشوائية بعد الانتهاء من موسم العمرة والحج في كل عام. وأشار الحسين إلى أنه عند وصول بلاغ لغرفة العمليات من قبل المواطن بوجود مخالف أو متسلل أو متخلف من عمرة أو ما شابه من ذلك يؤخذ البلاغ وتتم دراسته ويتم التعامل معه بكل جدية وفي ضوئه نتخذ الإجراءات اللازمة. رصد المخالفين الناطق الاعلامي لإدارة الجوازات بمنطقة مكةالمكرمة المقدم محمد الحسين أوضح أن هناك جولات لكوادر الجوازات داخل الأحياء لرصد المخالفين مبينا أن المواطن رجل الأمن وعندما يرصد أي مخالفة ويتم تقديم بلاغ عبر اتصاله بالعمليات يتم التعامل معه بجدية وتتم دراسة جميع البلاغات. وطالب المقدم الحسين المواطنين بالتعاون مع الجوازات والابلاغ عن المخالفين لنطام الاقامة اولا بأول مشيرا إلى أن من يخالف النظام يواجه العقوبات المحددة نظاميا.