اتفق كثيرون من أبناء المشاهد الإعلامية والثقافية محليا على أن شخصية الراحل رضا لاري الذي انتقل إلى رحمة الله يوم الجمعة الماضي كانت جدلية في شؤون عدة في العمل الصحافي وربما في الفكر السياسي وقراءة المشهد الدولي ومتغيراته سياسيا خلال الأزمات، وكم هي مليئة منطقتنا بالأحداث والمتغيرات والإشكاليات والحروب، وغير ذلك من القضايا الدولية التي كان الشرق الأوسط محورا لها بشكل دائم. وهنا يقول شاعرنا الكبير إبراهيم خفاجي.. شاعر الوطن: كان فكر وقلم أخي رضا لاري عظيما وهو يترجم لنا أحداث المنطقة وفي نفس الوقت يضع حلولا لكثير من المعضلات التي كانت تقف أمام السياسيين في تحليلاته ورؤاه التي كان ينشرها في العديد من المطبوعات هنا وهناك، كما أنه شخصية كانت تضيف دوما الجديد لصحافتنا السعودية. وبدوره يقول السفير حسن سلمان رضوان أحد كبار موظفي وزارة الخارجية: عندما اختطف الموت رضا محمد لاري من بيننا أذهلتنا الصدمة وألجمت المفاجأة ألسنتنا وكانت الواقعة صدمة لي لمنزلة الفقيد رضا تغمده الله بواسع رحمته، زاملت رضا في الخارجية بجدة سنوات وكنت أعرف قبله والده المرحوم الشيخ محمد رضا وأتردد على منزله بجدة بحارة الشام كثيرا وكان يعمل رئيسا بإدارة الميناء وكان منزلهم مفتوحا دائما ويستقبلون كل المعارف ورضا يدخل إلى القلب دون استئذان يمهد له حسن خلق وشهامة نادرة وتهذيب وخفة دم وحضور ذهنية وكان عمله بالوزارة محل ثقة رؤسائه وكان مجدا ومتابعا له بأسلوب سلس ومحبوبا من رؤسائه وزملائه وعندما انتقل للعمل بالصحافة تابعت جولاته الاعلامية في الحقل السياسي إلى ان ترك العمل الصحفي بجريدة «عكاظ» ومرت الأيام والسنين وكنا نتقابل مرة أخرى في منزل المرحوم الشيخ يوسف عبدالله الخريجي وكان يحضر أيضا المرحوم معالي الأخ عبدالرحمن أمين منصور ومحور الأحاديث عن أحداث الساعة وغالبها سياسية. وتحدث رجل الأعمال وابن مكةالمكرمة مصطفى فؤاد علي رضا قائلا: كان رحمه الله صاحب فكر سياسي عميق من خلال ما يقدم من تحليل سياسي من واقع الأحداث في الصحف اليومية وتابعته في العديد من الصحف التي كتب فيها رؤاه السياسية، هو كاتب أقل ما يقال عنه إن غيابه من المشهد الاعلامي السعودي خسارة بلا شك لنا وللصحافة السياسية تحديدا والصحافة بشكل عام في بلادنا، أرجو المولى أن يسكنه فسيح جناته وأن يغفر له إنه سميع مجيب.