تصوير: خالد الرشيد .. مازالت وفاة الاعلامي الكبير الاستاذ رضا محمد لاري مدوية في الاوساط الصحفية والاعلامية في بلادنا.. لما لهذا الفقيد من آراء وافكار وتحليلات يشهد لها الجميع فهو الكاتب والمفكر والصحفي والدبلوماسي والذي جمع العديد من الصفات المتميزة في شخصه الكريم رحمه الله واسكنه فسيح جناته. في ا لبداية تحدث عن الراحل رضا لاري الاديب والمفكر والكاتب الصحفي وعضو مجلس الشورى الاستاذ محمد رضا نصرالله باستفاضة وقال: لقد فقدت الصحافة علماً من اعلامها التي رفرفت بالرأي الواضح فيما يتعلق بالتحليل للقضايا العربية والاقليمية، ولعل ما ساعد رضا لاري على ان يتقدم كتاب التحليل السياسي هو خبرته الدبلوماسية حيث كان أحد موظفي وزارة الخارجية اضافة الى اطلاعه الواسع على الاوضاع العالمية والاقليمية. واتذكر في هذا المقام حينما سجل رضا لاري رغبته ومحاولته الذهاب الى الاسماعيلية لحضور لقاء الرئيس المصري انور السادات مع مناحيم بيجن في اول زيارة يقوم بها لمصر ولدولة عربية وكيف تحملنا المواقف والرؤى القومية عن مثل هذه المبادرة، ولكن يبدو ان الاستاذ رضا لاري كانت له رؤية وهو يتابع تدهور الاوضاع العربية بعد كارثة عام 1967م والتي اودت بالعرب جميعا على ان يكونوا على ما هم عليه اليوم من تمزق وتشرذم على الصعيد العربي، بل اننا نعيش مرحلة اخطر وهي مرحلة "تفكيك الدولة الواحدة" الى دويلات. وعلى اية حال فان رضا لاري وجيله من السعوديين والعرب هم ثمرة لثقافة ما بين الحرب العالمية الاولى والثانية، والتي كانت مزيجاً من حلم يتوق للوحدة بعد تأسيس جامعة الدول العربية والنزوع القطري حيث اهتمت كل دولة بشؤونها وقضاياها.هكذا كانت رضا لاري وهو يواجه هذه الاوضاع بحس ساخر وهو الذي اضفى به على الساحة الصحفية في المملكة نكهة.. واي نكهة خاصة لمن عرف رضا لاري في السفر والحضر، وهو كذلك يتمتع بحس ادبي فقد كان لرضا لاري اهتمام بقراءة الروايات الاجنبية والعربية وتمنيت لو انه افاد منها في توثيق تجربته الدبلوماسية وسيرته الصحفية. الأمير عبدالمجيد لرضا : خذني معك ** اما الكاتب الصحفي الاستاذ محمد عبدالواحد فيكشف للبلاد سراً لا يعرفه الكثيرون عن الراحل الاستاذ رضا لاري ويقول: في يوم من الايام وقبل وفاة الامير عبدالمجيد بن عبدالعزيز امير منطقة مكةالمكرمة (يرحمه الله) كنت اسير في شارع الملك عبدالعزيز بجدة مع احد الزملاء وكان هناك (رباط) للعجزة والارامل بجوار مسجد الباشا ودخلنا انا وزميلي الى الرباط لنقدم لنزلائه بعض المساعدة حسب ظروفنا وعندما دخلنا الى الرباط وجدنا سيدة عجوز.. وسألتني ياولدي كان هناك واحد لا يمر 15 يوماً او شهر الا ويمر علينا ولكنه تأخر عنا في هذه المرة وسألتها عن اسمه وقالت يقولون له "لاري" وقلت لها (رضا لاري) قالت نعم هذا الاسم وقد انقطع عنا من فترة لم نعد نراه. وفي مجلس الامير عبدالمجيد بن عبدالعزيز (يرحمه الله) رويت هذه القصة وكان سبب انقطاع رضا لاري لمرض وسأله الامير عبدالمجيد لماذا انقطعت يا رضا وقال له (عندما تذهب يا رضا في المرة القادمة خذني معك) فضلاً خذني معك الى هذا الرباط الخاص بالعجزة والارامل وهكذا كان "المحسنان الكبيران" الامير عبدالمجيد بن عبدالعزيز ورضا محمد لاري هذا جزء من شخصية رضا لاري الذي لا يعرفه الكثيرون فقد كان يزور الفقراء والمساكين ويقسم ما في جيبه معهم.. المهم انني عندما رويت القصة امام الامير عبدالمجيد بن عبدالعزيز (يرحمه الله) عاتبني رضا وكان يود ان يكون ذلك العمل بينه وبين ربه فقط.. رحم الله الاخ والصديق والاعلامي البارز رضا محمد لاري وادخله فسيح جناته. ذكريات عن رضا لاري ** وتحدث للبلاد الكاتب والاديب الاستاذ محمد عمر العامودي وقال: لقد فقدنا بوفاة الاعلامي الكبير رضا لاري قامة كبيرة الكل يعرفها في تاريخ صحافتنا السعودية وعندما كنا في طريقنا الى وداع المرحوم رضا لاري الى مثواه الاخير في مخيلة كل منا ذكريات عزيزة عن المرحوم رضا لاري فقد كان يؤنس كل المجالس التي يتواجد فيها وكانت له مواقف تتسم بالظرف والفكاهة التي تشد الانظار اليه.. والحقيقة اننا بعد ان ودعنا رضا لاري وعدنا الى منازلنا شعرنا اننا فقدنا انسان عزيز رحمه الله واسكنه فسيح جدناته وانا لله وانا اليه راجعون. كان يملأ المجالس ظرفاً وتحدث للبلاد الاستاذ سامي خميس الكاتب والاديب المعروف وقال:الاخ رضا لاري يرحمه الله كان مجموعة شخصيات في شخص واحد كان هو الصحفي وهو الاديب وهو الدبلوماسي الاجتماعي الودود الذي كان يملأ المجالس التي يرتادها "طرفاً وحبوراً" وحضوراً عالياً بما لديه من "كاريزما" خاصة به وتعليقاته الظريفة لم يكن احد يتمتع بها سواه، ناهيك عن محبة الناس لو سمحت لنفسي بالتحدث عن مناكبه لعددت الشيء الكثير ولقد كانت مقالاته الاسبوعية السياسية عبارة عن دروس لكل من بدأ مشواره السياسي وكما اخبرني احد سفراء المملكة في الخارج انه كان حريص على مقالاته الاسبوعية السياسية وكان يحض اعضاء السفارة بقراءتها للاستفادة من الآراء القيمة التي يكتبها رضا لاري رحمه الله. رضا لاري والمعارج والمدراج ** وتحدث للبلاد الاستاذ الدكتور عبدالمحسن القحطاني الاكاديمي ورئيس نادي جدة الادبي السابق والمفكر المعروف وقال: رضا لاري يرحمه الله عامود من اعمدة الصحافة السعودية عاصر الصحافة من الافراد الى المؤسسات ثم بدأ في الكتابة السياسية، ومعروف ان السياسة تحفها (معارج ومدارج) وقليل من يسلم من خربشة السياسيين لان الكاتب يبدي رأيا وقد يكون متعارضاً مع سلطة المجتمع او سلطة الدين او سلطة السياسة وهذا يجعل الكاتب السياسي من الضروري ان يكون مطلاً على العالم بطروحاته وليس اقليميا او حتى على المستوى العربي وانما يكتب للعالم كله والكتابة هنا تحتاج الى قاسم مشترك يعجز عنه كثير من الكتاب.رضا لاري رحمه الله وهو يكتب يتفق معه فريق ويختلف معه آخر لانه طوع نفسه في موضوع يعجب ولا يعجب. ويأخذ ولا يعطي فهي رؤى وامنيات وتطلعات للمستقبل.رضا لاري رحمه الله كان مسهباً فيما يكتبه ووضع لبنة من لبنات الصحافة العربية وجذراً من جذورها رحمه الله واسكنه فسيح الجنان وانا لله وانا اليه راجعون. رحمه الله كان حبيبنا وتحدث عن الفقيد العزيز الاستاذ محمد عايش الطيار وروى جوانب من حياة فقيد الصحافة وقال: انه احد الذين يتابعون قضايا الناس بكل اصرار حتى انك تشعر بأن هذا يعقب عليه له شخصيا لهذا كان محل احترامنا.. لمعرفتنا بدأبه المتواصل لقد كان يأتي الى "الامارة" وهو حاملا الكثير من قضايا الناس ويعرضها على صاحب السمو الملكي الامير عبدالمجيد رحمه الله واسكنه فسيح جناته.وكان يتابع معي مسار تلك القضايا وما يرتاح حتى تنجز. انه حبيب ومحبوب ايضا من كل من عرفه واقترب منه.رحمه الله وطيب قبره فكم كان صادقاً فيما يؤمن به.