قال مسؤول أمني مصري رفيع المستوى إنه لا يستبعد تورط تنظيم الإخوان والتنظيمات الإرهابية الموالية له وراء استهداف محمود بدر مؤسس حركة تمرد ردا على تساؤلات «عكاظ» حول الحادث وهل له علاقة بالنشاط السياسي لحركة «تمرد» ومشاركة محمود بدر في لجنة الخمسين لتعديل الدستور. وقال المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه «المخطط الإخواني لزعزعة الاستقرار ونشر الفوضى في مصر دخل أخطر مراحله وهي تصفية الشخصيات العامة وبدء التنفيذ بالمحاولة الفاشلة لاغتيال وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم».. مشيرا إلى أن ثمة قائمة مستهدفة تضم مسؤولين وسياسيين وإعلاميين وشخصيات عامة.. وأكد أن الأمن المصري جاهز لتبعات هذه المرحلة من المخطط الذي كان متوقعا بعد القبض على معظم قيادات الإخوان وفشلهم في الحشد.. وقال «نحن جاهزون للتعامل مع المخطط وندرك أن محمود بدر لن يكون المستهدف الأخير». وكان مسلحون قد اعترضوا طريق بدر أثناء عودته إلى القاهرة من إحدى مدن محافظة القليوبية أمس الأول وأطلقوا عليه وابلا من الرصاص ثم قاموا بإنزاله وتفتيشه وأخذ سيارته وكل متعلقاته. واستمعت النيابة المصرية أمس إلى بدر وسائقه حيث قال محمود بدر إن المسلحين كانوا خمسة وهم مجهولون بالنسبة له وأطلقوا الأعيرة النارية لإرهابه وفروا هاربين بالسيارة وبها متعلقاته وبعض الأوراق الخاصة بلجنة الخمسين. وفي تصريحات خاصة قال بدر إن الاعتداء وقع أثناء عودته من تقديم عزاء ذهب إليه بعد الانتهاء من جلسات لجنة تعديلات الدستور.. ورفض بدر توصيف الحادث على أنه جنائي في ظل تهديدات الإرهابيين. وقال «حتى وإن كان القصد جنائيا فقد تم الإبلاغ عن تعدد محاولات السرقة مع هذا الطريق وتساءل: لماذا لم تتخذ أجهزة الدولة اللازم حتى الآن؟».. من جانبه، قال محمد نبوي عضو اللجنة المركزية لحركة تمرد أن الملثمين الذين ارتكبوا الجريمة استهدفوا بدر في حادث لا يمكن توصيفه بأنه مجرد حادث سرقة. وأثار الحادث على مؤسس تمرد أمس العديد من ردود الأفعال الغاضبة والمستنكرة لما قد يكون في الحادث من أبعاد سياسية خصوصا في ظل تهديدات التنظيمات الإرهابية باستهداف معارضيهم. واستنكر عصام الشريف منسق الجبهة الحرة للتغير السلمي محاولة الاعتداء على محمود بدر المتحدث باسم حملة تمرد، محذرا من استهداف جماعة الإخوان المسلمين لشباب الثورة ومحاولة التخلص منهم. وطالب الشريف الجهات الأمنية بسرعة الكشف عن الجناة ومحاسبتهم، لافتا إلى أن هذا النوع من العنف مرفوض بكل أشكاله في التعبير عن الرأي. وأكد مصطفى الحجري المتحدث باسم حركة شباب 6 أبريل «الجبهة»، أنه في ظل غياب الأسباب الحقيقية لما حدث مع محمود بدر المتحدث باسم تمرد، وهل الحادث جنائي أو سياسي فإن الحركة تدين أي محاولات لاستخدام العنف في المجتمع، خصوصا إن كانت في الاختلاف السياسي. وأضاف الحجري في تصريحات صحفية أنه في حال ثبوت أن هذا الحادث سياسيا، فيجب أن يعلم من بادروا به، وأن من يختلف مع محمود بدر سياسيا فعليه مناقشته، لكن محاولة استخدام العنف للتعبير عن الاختلاف، لن تفيد المجتمع. وقال نبيل زكي المتحدث باسم حزب التجمع والقيادي اليساري إن محاولة اغتيال محمود بدر دليل على أن من حاولوا التضليل بإلصاق محاولة اغتيال وزير الداخلية بجهة خارجية كاذبون، لأن الإرهاب موجود في مصر وترعاه وتنظمه جماعة الإخوان. وأضاف زكي «الإخوان هي التي توعدت تمرد وهددت أعضاءها بالقتل وهاهي تنفذ تهديداتها وعلينا أن نتوقع أن جماعة الإخوان تلاحق عناصر وطنية اتخذت موقفا ضد الإرهاب في محاولة منهم للاعتداء عليهم واغتيالهم». من جانبه، أدان عمر الجندي أمين عام شباب جبهة الإنقاذ، إطلاق النار على محمود بدر المتحدث باسم حملة تمرد، مشددا على أن هذا النوع من تصرفات جماعات العنف يدل على ردتهم إلى عصور الإرهاب وأنهم لم يراجعوا أفكارهم مثلما ادعوا.